|
الحقيقه بين لحيتي صدام وكاراجيتش
عقيل عبدالله الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 04:36
المحور:
كتابات ساخرة
كاراجيتش ساعدته اللحية في التواري عن الانظار لثلاثه عشر عاما فماذا صنعت لصدام لحيته. هل يختلف مصير الطغاه من اول تجربه عاشتها البشريه مع اول متجبر على المعموره. لماذا لايتعض الجبابره وهو يرون دول الايام بين جنرالات الانقلابات ووصولين ساعدتهم دمويتهم وساديتهم ان يسيطروا على رقاب الخلق. الم يصبح العالم قريه صغيره يستطيع الحاكم ان يطل عليها من مذايع او تلفزيون او تصفح لموقع على الانترنت هذا اذا كان الحاكم غير مبغضا للعلم ولم يكن اميا. ام ان الطغاه لايسمعون الا من الحواشي ووزراء السوء الذي يصنعون لهم غيبوبه الاعجاب الجماهيري ورمزيه القياده وضروريتها. لم يحدثنا التاريخ يوما ان ملكا او رئيسا استيقض من نوما ولملم اغراضه وقال لهم تولوا امر انفسكم ياايها المستضعفين في الارض انا لا اصلح لمكان فيه من هو احق مني.لقدكانت معاويه بن يزيد بن ابي سفيان اول رجل صنع هذه المعجزه ولم يبالي ان أنبه بني اميه فخطب بالناس وقال أنتم أولى بأمركم فاختاروا له من أحببتم ثم دخل منزله وتغيب حتى مات بعد ثلاث أشهر من خلافته. لم يركز التاريخ على هذه الحادثه لاسباب دينيه تتعلق باحقيه الولايه وكذلك لان المتجبرين لايروق له سماع مثل هذه القصص التي فيها توبه وتراجع توقفهم عن مواصلت المسيره مسيره اقتل حتى يصدق الناس فمازال هنالك اغبياء ومجانين سوف يدافعون عن بعد موتك ويجعلون منك قديس ويثبتون بالادله القطعيه ان كل هؤلاء الذين قتلوا قد ماتوا حتف انفهم. ضل التاريخ يعيد نفسه معرفنا امام الجبابره كما يفعل الجندي عندما يقف امام الضابط. سئمنا تكراره وهو يقول ان في الاعاده افاده لمن لديه فسحه لتوبه او للتراجع. الامر متروك الى من يدبر الامر والايام دول. ضج العالم بعد القاء القبض على صدام وتناقلت محطات التلفزه خبر وصور للرئيس العراقي.ظهر صدام بلحيه بيضاء وكأنه كاهن امتهن السحر والشعوذه اهمل صدام لحيته ولم يكن يستخدمها للتخفي كما فعل كاراجيتش. فلم يكن صدام قادرا على الظهور في الشوارع خوفا من ان تشخص ملامحه ويبطش به حتى بني عمومته الذين اذاقهم الامرين. وربما لانه صيد سهل وكنز يمشي على الارض يستطيع اي شخص ان يتحول من خلاله الى ثري عند الابلاغ عنه.كما قد يكون صدام نسي اسماء الشوارع التي تحيط بقصوره فلم يعتاد على السير فيها منذ عقود. لم يكن لصدام القدره على تغير شخصيته للعمل كطبيب او محامي او حتى بائع خضار في سوق الشورجه. كما فعل كاراجيتش. ظهر صدام بلحيه كثه وبانت عليه آلام الخوف والمنظر الذي لم يعتاد ان يراه ويرى الناس يستقبلونه بهذه الطريقه.وليست الطريقه التي يستقبل بها دائما فبان المشهد غير مألوف مما جعل صدام يظهر في صوره المستغرب المندهش. فالزغاريد والاهازيج لم تكن لظهوره كما كانت تطلق سابقا بل كانت لفرحه القاء القبض عليه.وتسليمه للحكومه او للقوات التي دمرت عرشه بعد ان هرب اصحابه وسلموا البيت الى (مطيره)كما يقول المثل العراقي. تشابه صدام مع كاراجيتش في التفنن في القتل والساديه المفرطه وجرائم الاباده بمن يقف في وجهيهما والاستهزاء وعدم الاعتراف بالمحكمه. وهذا ماظهر به الاثنان. فكان اتهام امريكا من نافله القول عند الاثنين. فاول مابتدأ به كاراجيتش هو اعطاء صوره عن الصفقه الامريكيه التي تمت بينه وبين الجانب الامريكي بعدم ملاحقته مقابل اعتزال الحياه السياسيه. الا ان محكمه العدل الدولي وحنكت القاضي تسترت على الموضوع بطريقه دبلوماسيه ليس كما هو الحال بمحاكمه صدام التي كان الصوت يقطع بطريقه مفاجئه كما هي طريقه قطع التيار الكهربائي الغير مبرمج حاول البعض اخفاء بعض الحقائق وتم لهم ذلك وذهب الكثير مع صدام الى القبر. فالمحكمه انصفت صدام ولم تنصف العراقيين بان يطلعون على تاريخ حقبه سوداء سوف تبقى مجهوله للكثير. ولعل ان الاجنده والعامل السياسي كان له الدور الكبير في تسيس المحكمه وافساح المجال الى صدام للكلام في قضايا كثيره لم يكن من الداعي لاعطائه الحق.كما شهدت المحكمه الكثير من المهازل والموقف المضحه المبكيه. لعل كاراجيتش شاهد محاكمه صدام ومحاكمه ميلوشيفيتش الذي لم يعترف بالمحكمه هو الاخر. ولعله كان يعد العده لمثل هذا اليوم سوف يماطل كاراجيتش ويقدح بشرعيه المحكمه وهذا لايوصله الى شيء. ولكنه لم يكن شجاع كفايه كميلوشيفيتش لكي يسلم نفسه ولاجبان كصدام لكي يسكن في حفره ويعتزل حتى الحياه الاجتماعيه .وسائل الاعلام لم تهمل حتى غرفه نوم كل من صدام وكاراجيتش ومااشبه اليوم بالبارحه وليت صدام لم يعدم ليرى كيف يتصرف كاراجيتش ويتعض به. لكن صدام لم يكن محضوضا واي حظ يقبل ان يكون مع صدام.فقد حاول البعض نقل محاكمه صدام الى محكمه العدل الدوليه لكن هذه المحاولات لم تجدي لان الشعب العراقي وبعض موتورين صدام ارادوا ان ينظرون الى صدام وهو يتدلى على حبل المشنقه وكان لهم ذلك. كما ان الشعب العراقي كان راغبا بان يموت صدام بأي طريقه ولايطيق الصبر للنظر اليه وهو محكوم لمده 200 سنه ويعيش صدام فيها لا بل كان البعض متخوف من رجوع صدام الى السلطه. برع كاراجيتش في التخفي ولمده زاده اكثر من اثنا عشر سنه مارس محترفا مهنه الطب والاغرب هو مشاركته بمؤتمرات كما اظهرت الصور ذلك بعد القاء القبض عليه. فمابال صدام اذا كان جليس الحفره فلماذا لم يصلح هندامه ويظهر بمنظر لائق ليس بصوره مخجله.ماسر لحيه صدام. لعلي لا اُمن بالمؤامره ولكن بعض الحقائق تشير الى ان الجانب الأمريكي والروسي كانا قريبان. فبعد القاء القبض على صدام اثار رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف الذي كان على علاقة جيدة مع صدام قضيه وقصه جديده وقال بريماكوف الرئيس السابق لاجهزة الاستخبارات والاختصاصي في شؤون العالم العربي في مقابلة مع صحيفة غازيتا: كان هناك اتفاق مع الاميركيين وان كان ذلك يبدو غريبا. وتساءل لماذا لم تفجر الجسور فوق نهر دجلة عندما اقتربت الدبابات الاميركية من بغداد؟ لماذا لم تستخدم الطائرات والدبابات العراقية واين هي الان؟ لماذا اعلن وقف فوري لاطلاق النار؟ لماذا لم تكن هناك مقاومة قبل عام؟,وشكك بريماكوف ايضا في صحة مشاهد القبض على صدام حسين التي بثتها المحطات عبر العالم في 14 ديسمبر. والنكته في هذا الموضوع انه قال وهي التفاته طريفه ومضى يقول ان اي شخص يقول لكم ان لحية طويلة (بطول لحية صدام لدى القبض عليه)لا يمكن ان تنمو خلال سبعة اشهر. وخلص الى القول من الواضح ان صدام استسلم قبل ذلك وتم لاحقا اختلاق رواية الحفرة, صدام لم يستطيع الصمود اكثر من سبعه اشهر اما عزه ابراهيم الشخصيه الضعفيه لازال هو المتخفي واظهر نفسه انه اكثر ذكاء وحنكه من صدام ولعل الزمان يعد العد لقصه لعزه ابراهيم قد تكون الاغرب بعد حين. اما كاراجيتش فهو اليوم يستخدم اوراق استخدمها اسلافه وكانت خاسره فالتشكيك بالمحكمه وطلب الدفاع عن نفسه واتهام امريكا وصفقات سريه. وربما الموت بطريقه تثير الشكوك كما هو حال الكثير منهم. فهتلر وستالين وميلوشيفيتش موتهم ثار الشكوك. انها عبرة لمن اعتبر وعضت لمن طغى وتجبر . ولكن السؤال هو كم سيصمد كاراجيتش امام المحكمه لعل التاريخ هو الاقدر على فك اللغز.
#عقيل_عبدالله_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على هامش منتدى الوحده الاسلاميه
-
اي الاديان سوف يخطف اوباما
-
رفض الطلباني لقانون الانتخابات بصفته كرئيس للجمهوريه ام رئيس
...
-
ما اختلف به عبدالكريم قاسم عن غيره
-
نموذج لأسئله امتحان عراقيه
-
متى تكون المكاشفه بين الحكومه والشعب بشأن الاتفاقيه العسكريه
-
الشرعيه والنصاب في قرارات الحكومه العراقيه
-
كيف ينظر القاده العرب الى خطاب بوش
-
حرب على الصدريين وحوار مع البعثيين المصالحه من وجهة نظر الما
...
-
قضايا مهمه على طاوله البرلمان
-
هل اتفق العراقيون على التاسع من نيسان
-
المالكي اخطا التقدير فكانت النتيجه سيئه
-
نظام الحكم في العراق بين العلمانيه والاصوليه
-
عروض سخيه للصغير
-
بلاد مابين ألاحتلالين
-
ما ألمشكله اذا احتلتنا تركيا؟
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|