أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى الشيخ زامل - ظاهرة المسلسلات التركية ....مسلسل نور أنموذجاً















المزيد.....

ظاهرة المسلسلات التركية ....مسلسل نور أنموذجاً


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


لم يكن هناك مسلسلا تركيا شغل المرأة العربية عموماً والعراقية خصوصاً مثلما شغل مسلسل " نور " على ما نعرف ، وهو يذكرنا بفلم ( أزرق أزرق ) للممثل والمطرب التركي" أبراهيم تاطلس " والذي شغل الناس كباراً وصغاراً وشاهدوه مرارا وتكراراً لمدة طويلة ، وهو يذكرنا أيضاً بالمسلسلات المكسيكية الطويلة او " الأوبرالية " نظرا لطولها وكثرة عدد حلقاتها مثل ( عروس البحر ، غوادو لبي ، مانويلا ،وكساندرا ،ولعبة الحب.... ) وغيرها.
ومنذ شهور ومسلسل (نور) ، وبخاصة بطله (مهند) يشغلان الناس ووسائل الإعلام ، والمسلسل يبث على شاشة إحدى الفضائيات العربية التي تتخصص ومجموعتها في ترويج كل ما هو جديد في الساحة الفنية العربية والعالمية ، وهناك شبه أجماع على جماهيرية هذا المسلسل الرومانسي ووجود الكثير من مواصفات النجاح التي استطاعت أن تشد المشاهد وأصبح ينتظرها بفارغ الصبر ، وإذا كان مسلسل " بيت الطين " قد أخلى الشارع العراقي وسمر المشاهد العراقي أمام شاشة التلفزيون الفضية لما يمتلك من مواصفات النجاح كأبداع عراقي تحرر من قيد الرقيب بعد الإطاحة بنظام الممنوعات البائد ، ولا يختلف عنه مسلسل باب الحارة الذي شد المشاهد بشكل غريب للمضامين السامية التي يحملها ، ليأتي مسلسل نور في النهاية كعمل تركي يحمل سمات شرق أوربية وبـ " دبلجة " سورية كعملية فنية مستحدثة نالت على الأقل النجاح واستقطبت شريحة واسعة من النساء والقليل من الرجال لمتابعته بعد أن خلت الفضائيات من مسلسل هام يلفت الانتباه .
وهذه المسلسلات تنتج بشكل تقريبي خصيصا لربات البيوت والتي يمتاز اغلبهن بمستوى ثقافي محدود او غير متعلمات اصلا. وتبث هذه المسلسلات في ساعات مختلفة ومناسبة لأوقات فراغهن ، فاذا فرغن من اعمالهن فان موضوعة هذه المسلسلات تكون موضوع حديثهن ، متناولات ما حل بالبطل او البطلة او احد الممثلين او الممثلات.

وفي تسعينيات القرن الماضي بث تلفزيون " الشباب " هذه المسلسلات ، واستقطبت في حينها جمهورا واسعا من المشاهدين. وهذه المرة دخلت على خط المشاهدة شريحة الطلبة وعدد اخر غير ربات البيوت ، ومن هذه المسلسلات
وموضوع هذه المسلسلات لا ترتكز على وحدة الموضوع بل هناك عدة مواضيع واحداث تحاول المسلسلة الامساك بجميع خيوطها مع ابراز حدث يخص البطل او البطلة.. والغرض من ذلك إطالة حلقاتها.
وهذه المسلسلات حاولت محاكاة مسلسلات هوليودية مهمة شكلت حضوراً قويا على الشاشة اينما عرضت مثل ( الحسناء والوحش، مون لايت ، دالاس ، واخيرا فرندز..... والتي مازالت تعرض حتى الان...
وأكثر المسلسلات الهوليودية تمتاز بمعالجة حدث واحد ومحدد داخل الحلقة الواحدة ، الامر الذي يجعل المشاهد مشدودا اليها ولا يشعر بالملل عكس المسلسلات المدبلجة التي تفتقر الى هذه الصفة. إضافة الى الفارق الكبير في الامكانية الانتاجية للصنعة الهوليودية وشركات الإنتاج المكسيكي البسيطة كذلك الفرق الواضح في المعالجة من حيث الموضوع والتقنية.
و مسلسل نور الذي حظي بمتابعة واسعة من الجمهور العربي... وهو لا يختلف في طرحه عما طرحته المسلسلات المكسيكية التي سبق للمشاهد العراقي ان تابعها في شيء من الاهتمام ، فلا وجود لحبكة درامية واضحة وليس هناك من التزام بخط درامي متصاعد لأنه لو حصل ذلك لما استطاع منتجو هذه المسلسلات الامتداد بحلقاتها الى هذا العدد الكبير.
وسائل أثارة : بدأ الأعلام بالحديث المتكرر عن الجماهيرية الواسعة للمسلسل ، ثم تطور وازداد إثارة عبر الحديث عن حالات طلاق بين أزواج وزوجات بسبب غرامهن (الزوجات طبعاً) بالبطل (مهند) وكيف كان يعامل زوجته نور ، وروج البعض عن حالات الطلاق الكثيرة بسبب غرام الزوجات ببطل المسلسل في مبالغة واضحة لأثارة المشاهدين ، بسبب كون القصص التي تروى لا تتعدى أصابع اليد الواحدة ، مع أن الحكاية غالباً ما تكون ذات جذور أخرى لا صلة لها بشخصية البطل ، ولأن من العبث القول إن أسرة متماسكة يمكن أن تنفصم عراها لمجرد مشاهدة زوجة لمسلسل ، أو إبدائها الإعجاب ببطله ، اللهم إلا أن تكون المشاجرة هي القشة التي قصمت ظهر البعير ، تماماً كما يحدث عندما تنتهي زيجات فاشلة بعراك حول كسر صحن أو إتلاف جهاز معين أو خلاف حول كلمة بسيطة أو زيارة.

صور وملصقات : تصل متابعة المسلسل التركي حد خلو الشوارع, لكنها بالمقابل صارت الحديث الشاغل لمعظم مشاهدي الشاشة الصغيرة. وهو الأمر الذي عكسه الانتشار الكبير لصور أبطال المسلسل, نور ومهند, في أماكن بيع صور نجوم الفن والرياضة في الشوارع العامة, وانتشار انتاج المواد التي تحمل صورهم. ثم توالت اللعبة ضمن ذات الإطار ليتحدث بعضها عن شخصية الممثل وميوله والقصر الذي جرى فيه التصوير ، وصولاً إلى قيام بعض الجهات التجارية باستثمار اسم البطل أو المسلسل في ترويج بضائع معينة ، إلى غير ذلك من الحكايات المشابهة ، كما صارت المقدمة الموسيقية للمسلسل نغمة الموبايل المفضلة لدى الكثيرين.

اللهجة الشامية : يشير المعد التلفزيوني سامي خويص الذي اعد العمل الى اللهجة الشامية بعد ترجمتهما إلى : أن في عملية الاعداد تجنبت الترجمة والنقل الحرفيين وحاولت نقل العمل التركي ،وكنت امينا للنص ولكن في نفس الوقت قمت بمقاربة لمجتمعنا, فعربت الامثال والنكات, لأن المواقف تتغير وما يضحك الاتراك ربما لا يضحكنا ، كما ان اللهجة الشامية "اعطت احتمالا اوسع وخيارات جديدة للممثلين المدبلجين, اذ انها لا تلزم بقواعد صرف ونحو صارمة وتحتمل صياغات كثيرة، كما أن دبلجة الأعمال الأجنبية باللغة الفصحى لا يحقق الانسجام بين الصورة التي تنتمي إلى بيئات مختلفة تماما عن بيئة الكلام .
ويعطي خويص الفضل للهجة العامية في الانتشار الواسع للمسلسل خصوصا أن الدراما السورية نشرت اللهجة العامية في جميع البلدان العربية، وإلى جانب دور اللهجة العامية, يضيف الممثل السوري علي كريم, الذي يحضر صوته في دوبلاج المسلسل : أن الاتراك يشبهوننا, من الناحية الدينية والثقافية, وفي علاقاتهم على صعيد الحداثة وكذلك الحكايات ، كما أن الأعمال التركية تقدم عالما جميلا ومدنا جميلة لا يعرفها الناس هنا، وهناك أيضا وجوه جميلة لممثلين جدد احبهم الناس.

مواليد بأسم مهند ونور: ولم تقتصر تأثير هذا المسلسل على الصور والمنتجات التجارية ، وأنما وصلت إلى تسمية الآباء والأمهات إلى تسمية أولادهن بأسماء أبطال هذا المسلسل ، فتقول أحدى الممرضات : لقد وصلتني اكثر من مئة حالة ولادة ترواحت اسماء الاطفال بين نور ولميس ورفيف للاناث ومهند ويحيى للذكور ، والآخرين بطلي مسلسل " سنوات الضياع " .
ـ وأخيراً يتوقع أحد الظرفاء في المستقبل القريب ظهور افلام ومسلسلات صينية مدبلجة بلهجة عراقية أو خليجية ....



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزتي حواء.... هل أنت ِ حقا مسترجلة؟
- مدينة الصدر والحلول المستوردة
- لو كان النفط رجلاً لقتلته
- أنها مؤسسة الشهداء ياسيدي المسؤول
- لا زلت في ضلالك القديم !!
- مجهولي الهوية
- الكتاب الذي أسعد إبليس !!
- مقابر نصف جماعية
- كنا
- خسارات
- بيت الطين بين المسرح والتلفزيون
- أبله
- الإرهاب ..... والهجرة العكسية
- أسطورة شهر تموز وقمع الشعب العراقي
- ستة أصابع
- جدلية العلاقة بين الحكومة والمواطن
- التجربة الصينية والتجربة العراقية
- تمرد
- ماذا نعني بالمثقف ......ومنهم المثقفون ؟
- سيف أسلامي بيد فارس بريطاني


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى الشيخ زامل - ظاهرة المسلسلات التركية ....مسلسل نور أنموذجاً