أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -شاليط الأصفر- و-شاليط الأخضر-!














المزيد.....

-شاليط الأصفر- و-شاليط الأخضر-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 11:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


في البدء، وقع "انفجار"..

لقد وقع في موضع من شاطئ غزة، فَعَرَفْنا، على وجه اليقين، ضحاياه؛ وإذا كان من "رمزية" بين الضحايا فإنَّ الطفلة التي أزهق "الانفجار" روحها هي تلك "الرمزية"، فهي، ببراءتها، إنَّما ترمز إلى الشعب الفلسطيني وقضيته القومية. أمَّا ما لم يُعْرَف (جنائياً وقضائياً) فهو الفاعل، أو الجاني، أو المجرم؛ وأحسبُ أنَّه لن يُعْرَف أبداً؛ لأنَّ في تجهيله مصلحة لأولئك الذين لا يعيشون إلاَّ في مناخ الاقتتال الفلسطيني، ويطلبون مزيداً منه وكأنَّهم يطلبون مزيداً من سبب الحياة.

ثمَّ جاء "الانفجار"، الذي ظلَّ مجهول الفاعل، بما يؤكِّد أنَّ "عاقبته"، وهي "حملة الاعتقالات"، في قطاع غزة، هي "الهدف"؛ بل هي "الوسيلة"؛ لأنَّ "الهدف الحقيقي" هو تفجير حلٍّ عبر الحوار، كان ممكناً، لو أصبح حقيقة واقعة، أن يضر بأولئك الذين لهم مصلحة في "إمارة"، ليس ممكناً بناؤها إلاَّ من الحجارة التي يأتي بها هدم "الدولة".

تلك "الاعتقالات" إنَّما أريد لها نشر وتعميم فكرة مؤدَّاها أنَّ ثمَّة "علاقة سببية" بين ذلك "الانفجار"، الذي ظلَّ مجهول الفاعل، وبين وجود "فتح" في قطاع غزة.

وسرعان ما انتقلت "العدوى" إلى الضفة الغربية، فبدأت "حملة اعتقالات مضادة"، ثمَّ توسَّعت "حملة الاعتقالات" التي دشَّنها "الانفجار" و"المفجِّرون" في قطاع غزة، ثمَّ جاء أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالإفراج عمَّن اعتقلوا في الضفة الغربية، درءاً لمخاطر ما عاد ممكناً وعيها بسبب انتشار وشيوع "وعي ذوي المصالح الفئوية الضيِّقة"، الذين إنْ دخلوا التاريخ فلن يدخلوه إلاَّ بوصفهم صُنَّاع نكبة جديدة للشعب الفلسطيني وقضيته القومية، مهما تجمَّلوا في اللبوس الذي يلبسون.

وأحسبُ أن ممثِّلي المصالح العامة والحقيقية للشعب الفلسطيني يجب أن يبدأ عملهم الآن بتنفيذ أمر الرئيس عباس، فـ "السجون السياسية" في الضفة الغربية يجب أن تُقْفَل ولو ظلَّت مفتوحة في قطاع غزة، فإنَّ أسوأ سياسة فلسطينية يمكن انتهاجها هي "سياسة حمورابي"، التي لن يؤدِّي العمل بها إلاَّ إلى دفْن "الدولة" في "الإمارة".

"الإمارة" احتاجت اليوم إلى مزيد من "التسييس" للاعتقال والسجون؛ وقد تحتاج غداً إلى ما يشبه سياسة "التطهير العرقي" و"الترانسفير"، و"التبادل الديمغرافي (السياسي)"، فقطاع غزة للون الأخضر، والضفة الغربية للون الأصفر؛ وهكذا يصبح ممكناً مبادلة "شاليط الأصفر" بـ "شاليط الأخضر"، وعبر "الوسيط المصري" أيضاً!

عندئذٍ، أي عند اتِّباع "سياسة حمورابي"، ينتصر فكر "الإمارة"، فلا يبقى للتعددية السياسية والفكرية الفلسطينية من مكان يبقي عليها سوى السجون الإسرائيلية، فالسجون في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، إنَّما هي لسجناء من لون واحد.

ولو كان لسؤال "ما العمل الآن؟" أن يُسْأل بعيداً عن السياسة المشتقة من المصالح الفئوية الضيِّقة، وضدَّها، لرأيْناهم منكبُّون على التأسيس لسياسة فلسطينية جديدة، تقوم على استخلاص الدروس والعِبَر من فشل النهجين: النهج الذي فاوَض حتى الفشل، والنهج الذي قاوم حتى الفشل.

لقد انتهت "مفاوضات السلام" إلى جعل السلام من علامات القيامة الكبرى؛ وانتهت "مقاومتهم" إلى "إمارة"، أي إلى قبرٍ دُفِنَت فيه "المقاومة"، فما الحل؟

"الحل" لن يتَّضِح، شكلا ومحتوى، إلاَّ عندما يُحْسَم هذا الصراع بين "السياسة الفلسطينية" وبين كل سياسة مُسْتَنْبَة من أرض المصالح الفئوية الضيِّقة، التي هي الآن أعظم ما يتهدَّد الشعب الفلسطيني وقضيته القومية.





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الكون؟
- مؤتمرات تكافِح الفساد بما ينمِّيه!
- الأخطر في أقوال اولمرت لم يكن القدس!
- -قضاءٌ- وظَّف عنده -القضاء والقدر-!
- جريمة في حقِّ -العقل الفلسطيني-!
- تفاؤل رايس!
- ثلاثية -الإيمان- و-العقل- و-المصلحة-!
- -المجلس الأعلى للإعلام- إذ حسَّن -مسطرته-!
- ادِّعاء القدرة على -تثليث الاثنتين-!
- -نور-.. صورتنا!
- رايس تدير الحملة الانتخابية لماكين!
- -أزمة المعلومات- في جرائدنا اليومية!
- -الدولة-.. عربياً!
- -اتِّفاق التهدئة-.. نتائج وتوقُّعات!
- غساسنة ومناذرة ذهبنا إلى باريس!
- تسلُّح مُنْتِج للضعف!
- توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض
- هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!
- بيريز الغاضب على عباس!
- مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -شاليط الأصفر- و-شاليط الأخضر-!