رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قد يكون الصحفي فريد زكريا، محقا فيما ذهب إليه ، من وصف أوباما بالتقليدي الواقعي، في السياسة الخارجية ، لكن ثمة خطورة فيما ذكره، تكمن في أن أوباما يرى إمكانية تقسيم العالم العربي والإسلامي ، وأنه يمكن التأثير فيه ، لأنه ليس كتلا متراصة، فأوبما كما فهمت من مقال فريد زكريا الذي يحمل عنوان " أوباما في الخارج" العدد423، يحمل تجاه العالم العربي والإسلامي نوايا لا تدعو إلى الاطمئنان ، فهو سيعمد الى تحقيق ما تخشاه الأمة العربية والإسلامية ، والمتمثل كما توحي تلميحاته ، تفتيت وتقسيم المقسم أصلا -العالم العربي والإسلامي- ذلك أمر غير مستبعد، وكل شيء محتمل في السياسة الخارجية الأمريكية التي أثبت ما يحدث في العراق ، تخليا واضحا عن مثالية تلك السياسة المفزعة.
حاليا يبدو اوباما مستساغا في العالم العربي، ثمة تأييد له مشبوب بعاطفة خفية نحوه ،لا ندرك كنهها ، هكذا قال أحد الصحافيين اليمنيين حين تحدثنا ذات مرة عن أوباما ، وقدرته على تلميع صورة أميركا إن هو فاز في الانتخابات بعد أن شوهتها الإدارة الأمريكية الحالية ، فهو ليس متشائم كما قال زكريا ولا ينظر إلى العالم كما ينظر منافسه "ماكين" ذو النظرة الأخلاقية المتزمتة إلى العالم ، ولكن أوباما من خلال ما كتب زكريا لن يكون عند مستوى تفاؤله ذلك ‘ لأنه تفاؤل مدجج بالقوة الناعمة " السياسة الخارجية " التي تستبطن نوايا غير تلك التي تبديها كلماته الساحرة، ماكين واضح فيما يقول بشأن طموحه السياسي خارجيا ، وخطورته لاتحتاج إلى برهان ، فما يقوله الرجل واضح جدا ، ولا يحتاج إلى دليل، لكن رؤية أوباما للسياسة الخارجية هي الأخطر إنها من الغموض بحيث لا تدرك أبدا ، فهو بحسب- فريد- متفائل ، ولايرى في العالم تلك الضدية المتصارعة "خير وشر" خالصين، لكنه يرى إمكانية تقسيم الوطن العربي، الذي يمثل في نظرة أوباما الجانب الذي يراه "ماكين" دون أن يقول "أوباما " ذلك صراحة أنه " الشر" ، لكن تقسيم الوطن العربي ، رؤية غير صائبة ، الارهاب ينتج بسبب التقسيم وما ينتجه من فوضى، ومصلحة أمريكا برأيي وكمتابع ان تكون شعوب تلك البلدان موحدة ، ومحكومة بالديمقراطية الحقيقية وليس تلك التي تريدها أميركا ، كما هي في العراق أو على ديمقراطية زعماء أنظمة الدول العربية.
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟