جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:44
المحور:
كتابات ساخرة
مسامير 1497
لا يمكن التحدث عن معاناة الفقراء العراقيين، في هذه الأيام، لسبب واحد وحيد هو أن " غريزة الفقر " نابتة في حياتهم إلى أعماق ليس من السهل الغوص فيها ..!
الحكومة العراقية بكل وزاراتها الطائفية أخرجت نفسها عن هذا الموضوع لان الفقر بنظرها أمر كتبه الله على جبين كل فقير ..! البرلمانيون العراقيون بعيدون عن غلاء أسعار المواد كلها لأنهم يعانون سلسلة من أمراض سياسية كثيرة ومن خلافات كثيرة تتعلق بافتراق الكتل النيابية وهجر أحبابها وعدم التواصل مع مشاكل الشعب ..! فكل منهم يخضع كينونته البرلمانية لمصالحه الشخصية بعد أن قطع حباله مع مصالح الشعب الفقير ..!
بعد هذا يبدأ ، كل يوم ، حوار العراقي الفقير مع نفسه :
كيف يتخطى حرارة الجو الصيفي المقيت بلا أخبار العلماء والحكماء عن فقدان الماء والكهرباء ..!
العراقي الفقير مثل الأشعري عبد القاهر البغدادي مسكون بأكل الرز يوميا ، بينما أسعاره صارت ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي ،
الباذنجان الحقير جلس على أعلى كرسي في دكان البقال والخضار ،
قالب الثلج صار رمزا من رموز الخيال ،
زواج الفقير صار مثل الشعر الكلاسيكي يحتاج لمساعدة مباشرة من تي . أس . إليوت ،
دفن الفقير الميت يحتاج إلى قروض مصرفية باهظة ،
توفير مصاريف المدرسة والجامعة للطلبة الفقراء يحتاج إلى صفقة أسلحة ،
صارت البطالة نشاطا خلاقا .
صار دخول الفقير المريض إلى المستشفى أمرا مستحيلا .
توفير حليب الرضع الفقراء يحتاج إلى عون من النبي محمد أومن بوذا أومن مكيافيللي أو من كارل ماركس أومن دانتي .
جدلية الفقر في العراق صارت اكبر من جدلية الحرب والسلام وأوسع من جدلية "فتح " و" حماس " وأعمق من جدلية مكين واوباما حول حزب الله .
صارت حياة الفقراء العراقيين موتا سريعا وعادت بغداد عجيبة من عجائب ألف ليلة وليلة لا يعرف احد كيف يقوم هارون الرشيد بتصريف مليارات الدولارات العائدة من كنوز النفط بعد ارتفاع أسعاره ..!!
*********************
• قيطان الكلام :
• نظل نسمع في بغداد صوت دنيازاد تقول لشهرزاد : ما أطيب حديثك وأعذبه وألطفه وألذه ..!!
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟