خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 10:39
المحور:
القضية الفلسطينية
هذا المقال توضيح للاسس الخطية للانقسام الداخلي الفلسطيني وكيف يلتقي الاسلامي والقومي العربي منها مع الهدف الاستعماري في تاسيس القضية الفلسطينية على اساس انكار الخصوصية الفلسطينية واسقاط حق الفلسطينيين في تقرير المصير كما انه يبين اين يجب ان يكون الهجوم واطلاق النار ولشرح الدور السلبي الذي لعبه الانقسام الداخلي تاريخيا في ان تكون نتائج النضال الوطني سلبية ومن اجل الاشارة الى بعض النقاط التي لا بد من توضيحها من اجل تحجيم النقد الموجه للسلطة الفلسطينية واعادنه للمستوى الوطني بدلا من اطلاقه بلا شرط ولا قيد حيث يلتقي مع هدف الاعداء ( الصهاينة والاشقاء العرب) في الغاء استقلالية وشرعية ووحدانية التمثيل الفلسطيني لنفسه في محاولة منهم لاستعادة فوائد التقسيم الذي انكروه لفظا وطبقوه عملا واستكملوه بمنع حكومة عموم فلسطين المعلنة عام 1948 وايضا بتطبيق برنامج توأم للبرنامج الصهيوني في انكار الهوية والاستقلالية الفلسطينية ولم تتخلف عن ذلك الانظمة الرجعية او دعاة التقدمية ولا دعاة الوحدة القومية العربية ايضا
لذلك سوف اطرح امامكم بعض الاسئلة واضع اجابتي
• ما هو الفارق الخطي المؤسس للانقسام الداخلي الفلسطيني ؟//////من الواضح ان المسئولية التاريخية عن هزيمة المجتمع الفلسطيني عام 1948 انما مسئولة عنه القيادة الاقطاعية الدينية الفلسطينية وهي المسيطرة في ذلك الوقت عن مركزية قرار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني انتهاءه الى تجسيد الصهيونية في دولة والسؤال هو لماذا فشل الخط الاقطاعي الديني الفلسطيني عن الانتصار ؟ من الواضح ان المقولة الخطية التي تدعي ان فلسطين ( ارض وقف اسلامي , لاحق للفلسطينيين منها سوى حق / الانتفاع /) وهو حكم ليس لله ولا الرسول , انما كان الارض النظرية التي تخرج مركزية قرار النضال الفلسطيني من يد اصحاب المصلحة الوطنية الحقيقية / المجتمع الفلسطيني/ وتضعه بيد العواصم خارج فلسطين . فكيف بالله عليكم يمكن لهذا النمط من التفكير الذي يحرم حق القرار الوطني وينكر حق المجتمع الفلسطيني في التفاوض بحسب الاحتياجات والشروط الفلسطينية , كيف لاصحاب هذه الرؤية الالتقاء والنضال المشترك مع اصحاب مقولة الخصوصية الفلسطينية الذين يرون ان فلسطين هي بلد وحق المجتمع الفلسطيني والذي هو صاحب حق القرار الاول والاخير بشانها , وبعد انطلاقة الثورة الفلسطينية وتاليا حركة حماس , خاضت الثورة الفلسطينية تجربتي الكفاح المسلح ( على انتقادنا لمضمونه الازعاجي وعدم ارتقائه لمستوى السياسة القتالية بهدف التحرير ) وانتقلت مجبرة الى حالة التفاوض بسبب اخطائها القيادية وضربها عسكريا وقطع صلتها الجغرافية بالعدو الصهيوني من قبل الانظمة ( الخائنة والوطنية)وحصارها الاقتصادي , وفي وضع ان الناس راجعة من الحاج تذكر اهل الاسلام ان الله دعا الى الجهاد , فاعادونا الى نفس ( النمط العسكري الازعاجي) الذي خلا من هدف التحرير بمقدار ما امتلا بهدف اسقاط منطق التفاوض( لانه دينيا لا يحق التفاوض على الوقف الاسلامي )وفي الوقت الذي كانت فيه اسرائيل الرافضة للسلام واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة تجبر على الانسحابات كان ( العمل العسكري المشبوه) يقدم للكيان الصهيوني مبرر عرقلة الانسحابات بل واستمر في تصعيد العمل العسكري الى ان اتت النتائج المرجوة ( اعادة احتلال اسرائيل للضفة ) حيث لم تعد فلسطين وقفا اسلاميا فحسب بل اصبحت وقفا صهيونيا ايضا
• يلتقي بنفس المفهوم والتجسد والالية السلبية مقولة ان فلسطين والمجتمع الفلسطيني جزء من القومية والوطن العربيين الكبيرين وهو الامر الذي ايضا ينتهي الى اسقاط الحق والحرية الفلسطينية بالتصرف ( اي اسقاط الحق الفلسطيني في تقرير المصير) وجعله شرعيا فحسب في حال وحدة التوجه العربية وحالة التضامن العربي , وهو الامر الذي لاخطر منه على الوضع الفلسطيني لو انه فكرة خارج الحد المجتمعي الفلسطيني بل جاء الخطر من تجسده في الداخل الفلسطيني كقوى منظمة مسلحة لها وزنها في القرار المركزي الفلسطيني ان حول العمل العسكري او التفاوضي , وقراءة تاريخية لما قبل وبعد 1948/1967 نجد ان جوهر الانقسام الداخلي الفلسطيني انما يقع بالضبط بسبب صراع مقولة الخصوصية الفلسطينية ضد المقولة الاسلامية والمقولة القومية العربية
• ان الرؤى السياسية التي تفرزها المقولات سابقة الذكر عملت تاريخيا على الغاء استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وغيبت من العقل النظري السياسي الفلسطيني رؤية المتغيرات في حركة الصراع العالمي والكيفية التي يجب ان تكون عليها الاستجابة الفلسطينية في المقابل , حيث لا خصوصية للقضية الفلسطينية طالما انها في نظر هذين الخطين جزءا من معركة اكبر يخوضها الاسلام والعروبة ضد الدين المسيحي واليهودي والاستعمار عالميا , وعلى الرؤية الفلسطينية ان تتجرجر خلف هذه المقولات لذلك لا فرق في حركة الصراع الدولي ولا اتجاهات القوى المركزية تجاه وضع الشرق الاوسط بين ما قبل انهيار المعسكر الاشتراكي وما بعده فالكون ثابت لا تغير في حركته وبالتالي نتائجه , ان هذا الجمود الفكري الذي تاسس على المقولتين السابقتين والانتماء المثالي لهما جعل من المستحيل على النهج القيادي رؤية اثر واتجاه المتغيرات الدولية , ثم , كيف سيلاحظ ذلك وهذه المقولات الغت من رؤيته ايضا حقيقة ان الاصل في القضية الفلسطينية هو خدمة مراكز عالمية في الصراع الدولي
• من المؤسف ان ( عقلاء الاسلام والقومية العربية ) يرون ان بريطانيا عملت على استصدار وعد بلفور وقرار التقسيم بصيغ خطابية محددة من اجل ان تتخلص من ( اليهود ) في اوروبا , رغم ان بريطانيا لم تكن تعاني من مشكلة يهودية , او انها فعلت ذلك نكاية بالدين الاسلامي والمسلمين , او انها فعلت ذلك من اجل تفتيت العالم العربي الذي لا ادري متى كان موحدا الا في صورة وحدة الدولة , اما الاسباب الاستعمارية الحقيقية فهي لا تخطر على بال اصحاب هذه المقولات اطلاقا وعلى الاخص السبب الاكثر اهمية بالنسبة للمركز الاستعماري العالمي وهو التفوق والحفاظ على التفوق والذي هو السبب الرئيس لحدوث القضية الفلسطينية كواقعة ارادية من قبل الاستعمار , هذه الواقعة التي جاءت في سياق صياغة جيوسياسية للعالم من قبل الاستعمار وعلى وجه الخصوص المركز البريطاني فكانت القضايا الاقليمية حول العالم ومنها في منطقة الشرق الاوسط القضية الفلسطينية والقضية الكردية وقضية بلوشستان , حيث عملت بريطانيا عبر تقسيم هذه الاوطان القومية على صياغة منظومات من التحالفات والصراعات وموازين القوى المحددة لبريطانيا في النهاية قدرة التحكم في حركتها واتجاه هذه الحركة بما يخدم مصالحها الخاصة اولا ومصالح الاستعمار العالمي في نهاية الامر وهوالامر الذي تعيد النظر في صياغته الان الولايات المتحدة الامريكية بما يعرف بمسالة خارطة الشرق الاوسط الجديد ’ اما اذكيائنا ( الاسلاميون والقوميون العرب ) فهم يرفضون ( خارطة الشرق الاوسط الجديد) دون ان يطرحوا البديل الوطني , ورغم ان خارطة الشرق الاسط الجديد تحتوي على دولة فلسطينية ودولة كردية ودولة بلوشية , فكيف يطلب منا من اجل عيون الاسلام العالمي والقومية العربية التي لم توجد تاريخيا ان نرفض الفرصة السانحة ,
• الاساس السياسي للقضية الفلسطينية , ان مقولة فلسطين الوقف الاسلامي ومقولة الفومية العربية الواحدة تنشر الضباب على قراءة اصحاب هاتين المقولتين على قراءة قرار التقسيم وتلمس نتائجه وتستمر في قول ان ( الدول الشقيقة ) رفضت قرار التقسيم وهي بهذا العمى النظري تقبل تفسير ان الاحتلال العربي لما تبقى من فلسطين بعد قيام الكيان الصهيوني كان ( لانقاذ ما يمكن انقاذه ) نعم لقد لقد انقذوه غير انهم لم يعيدوه الى اصحابه بل احتلوه بالبسطار العسكري اولا وتاليا اقاموا الوحدة الديموقراطية واجرو الانتخابات بالتعاون مع بقايا الاقطاع الفلسطيني في باقي المناطق الفلسطينية حفاظا على مصالحها الطبقية ومواقعها الاجتماعية ومن ثم وباسم الاخوة الدينية والانتماء القومي اصبحوا نوابا في المجالس النيابية يشرعون ضد النضال الفلسطيني الذي ( يهدد دولهم ) ووزراء ينفذون هذه التشريعات ( هذه هي الخيانة ) والعمالة التي وصلت حد اختلاط الدم بالنسب بل لا زالت ترسخ الخيانة والعمالة باختلاط الدم بالنسب , لقد التقى عدم الاعتراف الاسلامي والقومي العربي بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم بموقف الاستعمار البريطاني والاستعمار العالمي في انكار خصوصية الحق القومي الفلسطيني في تقرير المصير حيث اشار لهم ايضا قرار التقسيم بتعبير ( سكان ) ولم يشر لهم بلفظ شعب او مجتمع قومي فما الفرق بين المقولات الثلات ( وقف اسلامي , جزء من قومية ووطن عربي , وسكان ) الا تلتقي جميعا وتتقاطع في تحريم ان يكون للفلسطينيين حق تقرير المصير واقامة دولة مستقلة الا ينتهي ذلك الى رفض الاعتراف بالشرعية الفلسطينية وتحريم تمثيلها لنفسها وحرمانها من حقي النضال العسكري والتفاوضي
• في النهاية لنكف اذن عن اتهام الخط الوكني بالخيانة ولنشر الى اصل الخيانة وما انبتته في الواقع الفلسطيني من قوى هي التي تعيق عمليا تقدم النضال الفلسطيني عسكريا كان او تفاوضيا فكلاهما ضروري ودون ان يعني ذلك ان كتابتنا هذه هو دفاع اعمى عن سلبيات القيادة الوطنية الفلسطينة وهي موجودة وخطيرة ولا شك لكن الخطر الداهم الان هو محاولة اخضاع الوطني للخياني والذي يسهم به للاسف بعض المشاركين بالثورة والذين لا يبدو ان مسار نضالهم اضاف لمستواهم النظري الوطني شيئا مهما , افسحو المجال لانتقاد سلبيات القيادة عبر تخليكم عن الخط اللاوطني واطمئناننا اولا لسلامة الخط الوطني وحينها حينها فقط لن يسكت احد عن سلبيات القيادة فلقد سبق لرجال النضال ان وقفو امام اخطاء قيادتهم واجبروها على تصويبها , في حين يختبيء الان بالشرعية الصهيونية اصحاب الخط اللاوطني ويكيلون الاتهام للوطنيين
• نقطة اخيرة لخبراء الوعي السياسي لماذا يعيب على السلطة الفلسطينية انها تمثل ( العدو ) امام الشعب الفلسطيني حين تنفيذ الاتفاقبات المعقودة معه , الا تمثل الان ( حركة حماس ) ( العدو الصهيوني ) امام الشعب الفلسطيني بخصوص تنفيذ اتفاقية التهدئة , وايضا الا يمثل ( العدو الصهيوني نفسه) ( الشعب الفلسطيني ) امام مجتمعه فيما ينفذه من الاتفاقيات المعقودة مع الفلسطينيين حتى لو في المجال المالي فقط او غيره , لماذا نعارض الله عز وجل حين يقول في كتابه العزيز ( اوفو بالعقود ) ام ان الاسلام اصبح هوى ما يناسبنا منه ناخذه وما يتعارض منه مع هوانا نتركه , ولنفترض ان الرئاسة والوزارة اجتمعت لحركة حماس معا , هل سيقبل المجتمع الدولي بها او يثق بها اذا لم تنفذ الاتفاقيات التي تعقدها ؟
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟