يوسف توفيق
الحوار المتمدن-العدد: 2360 - 2008 / 8 / 1 - 03:41
المحور:
كتابات ساخرة
بعد أن أفنيت زهرة العمر في طلب العلم و التحصيل, بدأت في مسيرة البحث عن الخبز و التشغيل , و أرسلت طلباتي الى جميع الإدارات , مسلحا بما أملك من المواهب و الكفاءات , ومشيت بين الوزارات حتى أنهكني المسير , و انتظرت من الوقت الشيء الكثير،وبعد أن أعياني تكرار المحاولة , قررت الخوض في غمار المقاولة , فأعددت ملفا بوثائق مهمة و حجم كبير, يشرح تفاصيل مشروع مثير, فقال المدير عليك يا ألمعي بالانتظار ,فأفكارك جيدة و ستأخذ حتما بعين الاعتبار, وبعد أن مر دهر من الزمان الشاق, نبهني أحد الرفاق ,و قال في صرامة غير معهودة ,أنت تنتظر أشياء غير موجودة ,عليك يا غافل بالبرلمان ,و ستصل حتما إلى بر الأمان .
فشددت الرحال إلى مدينة الرباط ,حيث النضال و الاعتصام والرباط , وعلمت بأن الشغل حق ,و هو أعز ما يطلب ,وأنه لا ينال إلا بتحمل ما لا يعجب ,وانه هناك رجل يقال له ادريس, قد فاق في المكر و الخبث إبليس ,وأنه هو الذي يوزع المناصب ,و يؤجج الفتن و الأهوال و المصائب, فلكي تشتغل عليك بأن تنال رضاه, و أن تمشي وفق ما يبغي هواه, وكل مخالف مهمااوتي من النضال , سيخسر حتما في نهاية المال , فقدقال لنا في أحد الايام ,ان التوظيف سيكون شعار هذا العام, ولما مر زمن طويل ,قال لنا بصوت مبحوح و عليل, سامحوني يا أولادي فالعين دامعة و القلب محزون ,وملعون ابو الدنيا ملعون ,عليكم بأن تخوضوا الملاحم فقد تظفروا بشيء من الغنائم.
فأقبلنا على النضال بكل عزم وهمة, والتقينا رجلا اسمه فؤاد عالي الهمة ,وأفادنا صاحب الهمة العلية و المقام العالي ,بأن نتجند ضد البطالة لكي نرقى الى المعالي,و حدثنا عن فتوحاته العظيمة طوال الوقت ,حتى تبين أنه فات الفوت.
و تحولت أيامنا بعده إلى أشبه بعيد الأضحى, دماء و كسور وأشلاء و جرحى, وما زلنا الى حد كتابة هذه المقامة , نعاني في الرباط من القمع و إهدار الكرامة و عاشت الأطر العليا٠
#يوسف_توفيق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟