أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فهد ناصر - الشيوعية ليست راية الارهاب - حول التنسيق المناهض للامبريالية















المزيد.....

الشيوعية ليست راية الارهاب - حول التنسيق المناهض للامبريالية


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 729 - 2004 / 1 / 30 - 05:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 أعلنت مجموعة من الاحزاب والحركات المناهضة للامبريالية فى اوروبا عن تأسيس لجنة (التنسيق المناهض للامبريالية) من اجل دعم المقاومة المسلحة فى العراق  ضد الوجود العسكرى الامريكى  كما واعلنت عن اطلاق مشروع 10 يورو لدعم المقاومة فى العراق وقد بدءت الاحزاب والحركات المذكورة حملتها من خلال الصحافة واطلاق مواقع محددة على شبكة الانترنيت. أن نظرة على الاحزاب والحركات التى أأتلفت فى لجنة التنسيق  المناهض للامبريالية وهى الحزب   الشيوعي النمساوي، منظمة القاعدة 42، النشاط الاحمرالالمانية، الجبهة اليسارية فى المجر، النادي العربي الفلسطيني فى فينا، نجد انها تعرف نفسها كاحزاب وحركات شيوعية ويسارية وانها تسعى من وراء أطلاق مشروعها هذا(التنسيق المناهض للامبريالية ) الى مقاومة قوى العولمة والامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية أينما وجدت.
   
 من دون شك، ان مشروعاً كهذا يلقى ترحيباً وقبولاً من لدن أشخاص واطراف يهمها كثيراً التصدى لقوات الاحتلال الامريكى فى العراق ومقاومتها بشكل مسلح بغض النظر عن النتائج الكارثية التى يتم الحاقها بالابرياء من العراقيين الذين يتم  أستهدافهم  بشكل مباشر خلال عمليات المقاومة المسلحة وعمليات التفجير والسيارات المفخخة، فكل مجند امريكى يقتل على يد افراد المقاومة المسلحة لابد وان يصطحب معه عدد من العراقيين الى الموت.                                    

من المؤكد ان أسئلة كثيرة لابد وان تتبادر الى ذهن أى أنسان يسمع بهذه الاحزاب والحركات التى شكلت لجنةالتنسيق المناهض للامبريالية فاغلبها يعرف نفسه كتيارٍ شيوعى  يؤمن بالماركسية ويحمل اهدا ف وشعارات طالما كانت تداعب مخيلة الملايين من  سكان  العالم، كادحين وعمال ومحروميين، فالشيوعية هى الراية والافكار التى ارتبطت بمطالب التحرر والمساواة والعدالة الاجتماعية لعقود طويلة. ولعل من ابرز تلك الاسئلة: هل ان مشروع الاحزاب و الحركات المذكورة هو فى صالح جماهير العراق؟! هل يعزز مسار القوى التحررية؟! ألآ يتم تقوية حركات الاسلام السياسي الارهابي عبر هذا المشروع؟.   

ان الاحزاب والحركات التى شكلت لجنة التنسيق المناهض للامبريالية هى من مخلفات الحرب الباردة التي كانت تحكم العالم والعلاقات الدولية وممارسات الاحزاب الدائرة فى فلك الاتحاد السوفيتى سابقاً. فكل ممارساتها السياسية والعملية كانت تتطابق مع توجهات وممارسات سلطة واهداف الاتحاد السوفيتي في صراعه مع الولايات المتحدة ومعسكرها. ان انهيار الاتحاد السوفيتى قد افقد الكثير من الاحزاب الشيوعية ارضية وجودها ومشروعية برامجها مما دفع الكثير منها الى التحول الى احزاب ديمقراطية او ليبرالية وان من بقى منها محافظا ًعلى أسمه كحزب شيوعي كما فى حالة الاحزاب المكونة للتنسيق ضد الامبريالية  فانها بقيت تحمل ذات التوجهات والشعارات والاهداف القديمة التى عملت بموجبها ابان الحرب الباردة وصراع القطبين. وان التراجعات التي فرضت عليها انما جاءت نتيجة  فقدانها الارضية الاجتماعية وعدم قدرتها على الفعل والتاثير الواقعي على مسار الاحداث والتحولات السياسية والاجتماعية العاصفة فى بلدانها فى حين خسر القسم الاكبر منها مواقعه فى برلمانات بلدانها. وأن قسماً من هذه الحركات كان ومازال هامشياً ومنعزلاً كونه يستند الى افكار وتصورات لا علاقة لها بالشيوعية والماركسية او انها اتخذت من الشيوعية والماركسية اداة لتبرير ممارساتها السياسية والعملية وأنتهاجها للكفاح المسلح والعنف الثوري وقيامها بعمليات الاختطاف والاغتيالات وسرية العلاقات التنظيمية البعيدة كل البعد عن التقاليد والممارسة الشيوعية. ان كل هذه الاشياء ساهمت فى تشديد الهجمة على الشيوعية وتشويه الافق التحرري والانساني الذى تحمله .                        

  ان التصدى للامبريالية ومقاومتها يشكل مشروعاً قد يحيي آمال الكثير من القوى والاحزاب التى تجد فى هذا المشروع مناسبة للبروز مرة اخرى على ساحة الاحداث السياسية؛ وانها من اجل ذلك مستعدة للتنسيق والعمل المشترك مع اكثر الحركات والتيارات الاسلامية والقومية رجعية وارهاباً من التى تعمل على مقاومة الوجود والاحتلال الامريكى فى العراق وجمع الاموال لها ودعمها ماليا ًواعلامياً، وقد لا تتردد في ارسال متطوعين للمشاركة الفعلية فى عمليات المقاومة المسلحة.
 
  أن على هذه القوى والاحزاب ان تنظر الى النتائج الكارثية التي تحدثها عمليات المقاومة المسلحة التىتقوم بها الحركات الاسلامية فى العراق من مختلف التنظيمات الارهابية القاعدة، انصارالاسلام، حماس والجهاد .....الخ. فبقدر ما تقتل من العراقيين الابرياء والمنكوبين باوضاعهم السياسية والامنية الخطيرة، فانها تزيد من تعقيد وأضطراب الاوضاع الحياتية والمعيشية وجعل الملايين من العراقيين  يعيشون لحظات الرعب والقلق من العمليات المسلحة والسيارات المفخخة مما يجعل لحظة تحقيق الامن والاستقرار فى بلد عانى من الارهاب والدكتاتورية والاستبداد البعثي عقود طويلة مليئة بعمليات القتل والابادة الجماعية، لحظة  بعيدة جداً.
 الامبريالية ومقاومتها ربما تكون مفردات ذات وقع رنان يثير المشاعر والحماسة الثورية لدى الكثير من الناس الذين قولبت اذهانهم مفردات ومقولات و الدعاية الاعلامية للاحزاب والحركات الشيوعية خلال الحرب الباردة، غير أن العالم القائم الان يحتوى على وسائل للمقاومة، أي مقاومة النظام الرأسمالى المتوحش والمناهض لابسط التطلعات الانسانية (بكل سياساته ومشاريعه وحروبه) والدفاع عن مصالح وحقوق ومطالب الجماهير المضطهدة دون اللجوء للقتل والاختطاف والعمليات المسلحة والسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية، أولها تنظيم صفوف الجماهير العمالية والكادحة وكل القوى التحررية والانسانية وأبرازها كقوة أساسية وفاعلة لها مبادئها واهدافها الواضحة التى تتمحور حول الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والرفاه والامن والسلام وقيادتها بشكل حاسم من اجل مواجهة الرأسمالية المتوحشة وانظمتها وقوانينها الظالمة.

 من المؤكد أن الشيوعية هى الافق والراية والاداة النضالية التى يمكن ان تلتف حولها الجماهير من اجل مصالحها واهدافها ،غير أن هذه الشيوعية لايمكن أن تكون هى شيوعية قوى وأحزاب لجنة التنسيق ضد الامبريالية لان الشيوعية أبعد ماتكون عن الارهاب وقتل الابرياء والتغنى بامجاد أرهابي ما يفجر نفسه وسط تجمعات الابرياء أوالعمال الباحثين عن لقمة العيش. 
        2212004



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائح أحزاب الحركة القومية الكردية
- إضراب عمال شركة الزيوت النباتية
- و...حدثنا(طلال بن عبد العزيز)عن المجتمع المدني.......!!!!!!
- هذا هو الوقت الذي يجب فيه الحديث عن المرأة وحريتها
- الحسن بن طلال........؟أوحكاية الحمير العطشى!!!!!
- مؤتمر لندن.. مؤتمر تكريس الطائفية والقومية!
- الخزرجي ، الطالباني – حكايات الصداقات القديمة


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فهد ناصر - الشيوعية ليست راية الارهاب - حول التنسيق المناهض للامبريالية