أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رياض كمال - نحو إستراتيجية لليسار الماركسي في العراق















المزيد.....


نحو إستراتيجية لليسار الماركسي في العراق


رياض كمال

الحوار المتمدن-العدد: 2359 - 2008 / 7 / 31 - 10:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تكمن المعضلة الأصعب التي تواجهها اية إستراتيجية جادة لليسار العراقي في الموقف من (الحزب الشيوعي العراقي ) ففي الوقت الذي يشكل فيه هذا الحزب عقبة أساسية أمام أية محاولة حقيقية لبرنامج ثوري لليسار فانه سيكون في الوقت نفسه مجافيا للوقائع إهماله او إدارة ظهورنا له . ولكن من اجل البحث الرصين سنعمل في البداية وكأنه لا وجود لهذا الحزب وبعد ان تتضح خطوط هذا البرنامج نشير الى التقاطعات والظلال الحادة التي يشكلها وجود هذا الحزب (بثقله التاريخي )( وثقل دمه ) اليميني وفي البداية يجب ان نؤشر على الاعتمالات البنيوية القوية والتي تمظهرت بفعل الأحداث غير المسبوقة والتي تسارعت منذ 9/4/2003 ولا بأس بعد ذلك من بعض الارتجاعات مادامت تفيدنا في عملنا وبحثنا هذا :
1- من الملفت للنظر في البدء ملاحظة ان الصراع الفكري والسياسي الذي يدور هذه الأيام لا علاقة له بالواقع الحالي فان هذا الصراع ومقولاته وحتى أساليبه وأدواته تنتمي الى الماضي والى بنى مختلفة ومشاكل وتحديات مغايرة – لذا فعلينا ان لاننجر الى مفرداته فتستنزفنا تفاهاته ومقولاته التي اصبحت تنتمي الى عصر اخر – الذي يجب الانتباه اليه هو سرعة الوتائر التي تبنى فيها طبقة مهيمنة جديدة، طبقة تسيطر على كل وسائل الإنتاج وهي طبقة فاسدة لكنها بصدد إنشاء تقاليد للقبول والنبذ وتلك التقاليد بقدر ما هي منغلقة فهي تنفتح على خصوم سياسيين ماداموا يقبلون بتلك التقاليد وهنا لا نستبعد ضم حزب البعث بعد ان أنهكت قواه لتعود اجنحته ( المقصقصة ) المتصارعة الى ( نادي ) الطبقة المهيمنة مادام الصيد وفيرا .

2-لذا سيكون من غير المجدي نقاش مقولات مثل المصالحة الوطنية والمحاصصة والعملية السياسية وغيرها فان المصالحة الوطنية قد تمت عبر توسيع دائرة الطبقة السياسية الحاكمة لتشمل جميع أمراء الطوائف والقوميات وقادة المليشيات والعصابات ، وهناك من يقول ان سرعة انهيار الإسلام السياسي وتجربته في الحكم سيدفع التيار العلماني( الليبرالي ) لملء الفراغ الذي تركه خذلان الإسلام السياسي – هؤلاء يتناسون ان هذا التيار ( الليبرالي ) هو تيار فارغ وفاسد ولا يمتلك برنامجا او منهاجا للعمل وعلينا ان لا نشترك بخداع الشعب لندفعه تجاه اختيار هذا التيار الليبرالي الفاسد حيث لا حل سوى الاختيار الاشتراكي الحر والذي يمثله التيار الماركسي الاممي ان التحليل الطبقي للوضع السياسي والاجتماعي للعراق اليوم هو من السهولة بمكان بحيث لا يمكن مقارنته بالمراحل السابقة حيث كان الصراع يختفي وراء شعارات مبهمة والانتماء الطبقي للدولة مموها لأسباب عديدة وربما يكون ملفتا للنظر السرعة التي تشكلت بها الطبقة المهيمنة اليوم من تجميع لرقع بالية من هنا وهناك لكن هذا لا يحول دون قرع جرس الإنذار فاذا كان نظام صدام ألبعثي بدد ثروات العراق بمغامراته العسكرية وغير ذلك فان ثرواته اليوم تنهب من قبل سياسيين فاسدين لا يتورعون عن بيعه في سوق الخردة .
3- من أولى الاولويات لليسار في العراق هو توحيد صفوفه بأطر تنظيمية مرنة تعتمد الحوار والتنوع وتقر بتعدد المصادر النظرية الماركسية وثرائها وحتمية تجديدها لتتوافق مع المستجدات والمتغيرات والمياه الغزيرة التي جرت من تحت جسر التاريخ . إن النضال من اجل الاشتراكية هو النضال لبناء مجتمع حر تكون الثروات وتوزيعها بيد الدولة المتحررة من القيود البيروقراطية والتي تنبثق من المجالس المنتخبة بشكل مباشر في المعامل والجامعات والأحياء والقرى ، مجتمع تتساوى فيه المرأة بالرجل الذي نال كل حقوقه حق العمل والقول والتجمع والمرأة الحرة والتي لها الحق بالحب والتحكم بجسدها وملبسها ، مجتمع يؤمن للطفل مستقبله ويكفل للشيخوخة استقرارها وكرامتها مجتمع يحترم الملكية الخاصة ويعترف بها ويحميها ولكنه يحارب الاحتكار ويضربه بقوة ولكن بإجراءات تدرجية حيث تدخل الدولة منافسا للملكيات الكبيرة من اجل استيعابها والحد من مخاطرها .

4- ان النضال من اجل الاستقلال والسيادة وجلاء قوات الاحتلال وكذلك فضح وتعرية الطبقة الحاكمة الفاسدة وبجميع رموزها وإسقاطها سيكون بكل الوسائل المدنية المتاحة من التظاهر إلى الإضرابات والعصيانات المدنية والتحريض على مقاطعة اية انتخابات تلقي ظلا من الشرعية لهذه الطبقة ، ان احتلال العراق من قبل قوات أجنبية هو عمل غير مشروع سيما بعد ان انفضحت الدوافع الحقيقية لهذا الاحتلال لذا فان كل ما ترتب على هذا الاحتلال هو غير شرعي من مؤسسات وقوانين ودستور، ان العودة الى نقطة الصفر مثلما يقولون لا تعني الفوضى بالضرورة .. ولكن الفوضى الحقيقية هو الاستمرار بالبناء السرطاني لمخلفات الاحتلال كما ان الإبقاء على كل ما يفيد الشعب ويديم خدماته ويوفر أمنه هو أمر مفروغ منه بعد ان تتم إدارته مباشرة من قبل المجالس المنتخبة .

5- ماهي البيئة الملائمة التي سيتحرك فيها اليسار الماركسي الاممي في العراق ، ان اقفال اهداف هذا اليسار على مطالب وطنية او محلية بحتة هو إضعاف له وإغماض لعيونه عن الرؤية الحقيقية المتمثلة بان الامتداد الحقيقي للعراق رغم العداوات القومية وجراح الصراعات الفارغة وان امتدت لقرون .. نقول ان هذا الامتداد يتمثل بمربع هو تركيا وايران وبلاد الشام اضافة الى العراق فهذا المربع يشكل رغم التنوع ألاثني وحدة جغرافية متكاملة واثبات ذلك يحتاج الى ملحق سوف نقوم على إعداده لاحقا لذا فعلى هذا اليسار ان ينفتح على بعضه ويوحد ويقارب من اهدافه ووسائله .. عند ذاك ستتغير الكثير من السياسات والتحالفات التي اضعفت وهمشت ذلك اليسار ، وعلى كل حال هذا موضوع بحاجة الى اغناء ودراسة وحوار معمق .

6- لا يمكن لليسار الماركسي العراقي إلا ان يكون امميا فمنذ اكثر من قرن (والمدفعية الثقيلة) للاقتصاد الامبريالي قوضت الحواجز والحدود الوطنية واصبح العالم سوقا موحدة واليد الطولى غير الحانية لثورة الاتصالات والعولمة جعلت هذا العالم كقبضة يد ، ان هزيمة الامبريالية كنمط للإنتاج يعتمد على الاحتكار وتراكم الأرباح الفاحش وإفقار الشعوب وتخريب وتلويث البيئة ومراكمة الأسلحة التي تهدد سلام الإنسانية وبقاءها .. أمر ممكن وهذه الإمكانية تتعزز يوما بعد آخر وان كان على هذا اليسار الاممي ان يعيد النظر بأسلحته ووسائل نضاله ، لقد كانت من أهم تكتيكات اليسار الأوربي هي تسديد أي طعنة ممكنة لجسد الامبريالية العملاق في الظلام وبأي طريقة كانت ومن نتائج هذا التكتيك غض الإبصار عن الكثير من الدكتاتوريات الشمولية والتي تدعي العداء للامبريالية ان العداء للامبريالية يجب ان يكون مقترنا بالنضال من اجل الحرية وفضح الدكتاتوريات مهما كان الثمن الذي يتوجب دفعه .

7- منذ أكثر من سبعين عاما ومنطقة ( الشرق الأوسط) تشهد صراعات لا تنتهي وأزمات تتوالد وتتناسل وان أهمية هذه المنطقة من حيث الثروات التي تمتلكها وكونها عقدة اتصالات فائقة الأهمية اصبح من الوضوح بحيث لا نحتاج الى تكراره وبالنظر الى قدم وعراقة شعوب هذه المنطقة وكونها موطن للكثير من المزارات والأضرحة والتقاليد المقدسة فلقد تم استخدام الدين بشكل بشع لطمس حقيقة الصراع الفعلي الدائر هناك حيث كان ( الدين ) شعارا وغطاءا لسرقة شعوب هذه المنطقة وقمعها وتكبيلها وزجها باتون حروب وصراعات أفقرتها وأنهكتها وجعلها غير قادرة على معرفة مصالحها الحقيقية وبنظرة ثاقبة لاسترجاع تاريخ هذه المنطقة وتاريخ حروبها وصراعاتها فإننا سنرى ان ثلاثة دول دينية كانت ولازالت تغذي هذه الصراعات وتمول حروبها العبثية وليس مصادفة ان هذه الدول هي من اغنى دول المنطقة ونحن بلا شك نشير الى الدولة الوهابية السعودية والكيان الإسرائيلي الصهيوني وولاية الفقيه الايراني واذا مادفعنا بمبضع التشريح بعيدا فاننا نرى ان هذه الدول الثلاث لا تمتلك شرعية تاريخية وهي طارئة على مزاج وثقافة المنطقة لذا فان شعار اسقاط هذه الدول الثلاث بكل الوسائل الممكنة سيكون هو الجذوة الحقيقية لشرارة اليسار الماركسي الاممي ، فيكفي التامل ونحن نتنفس الصعداء كيف يمكن ان تكون المنطقة من دون نفايات هذه الدول الغيبية .
8- والآن عود الى بدء فاذا ما اعتمد اليسار إستراتيجية مثلما طرحناه فلا يمكن لهذا اليسار الماركسي ان يتعاون بأي شكل من الأشكال مع الحزب الشيوعي العراقي فهذا الحزب هو احد احزاب السلطة الفاسدة وهو قد ارتضى لنفسه بعض فضلاتها هذا على الاقل لكي لا نضلل انصارنا وجمهورنا .
ورب قائل سيقول ان هذا برنامج متشنج او انعزالي او غير واقعي وهنا نقول ، متى كان برنامج اليسار الماركسي واقعيا وانما هو ثوري يناضل من اجل تغيير الواقع ثم ان العمل الثوري هو عمل جاد وقصدي ولا يقبل بأنصاف الحلول ومجرد حضورنا بدون برنامج سيثير حفيظة البرجوازية واحزابها لذا يجب ان نستبق الأحداث ولا نكون خصما سهل التصفية .

9- ان وحدة اليسار الماركسي هو العمل الذي يجب ان يحظى باولويتنا وتلك الوحدة يجب ان لا تكون بطريقة احتواء احد الاطراف للاخرى فان التنوع مصدر قوة وليس ضعفا لذا يجب البدء بحوارات هادئة بين الفصائل اليسارية للتوصل الى مقاربات مقبولة والمباشرة بخطوات تنسيقية تنتهي بايجاد الصيغة المثالية لوحدة اليسار الماركسي وليكون العمل الحقيقي بين العمال والفقراء هو تجسيد لهذه الوحدة .

بغداد – تموز عام 2008





#رياض_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صحيفة تركية: أنقرة ستسمح لحزب مؤيد للأكراد بزيارة أوجلان في ...
- صحيفة: تركيا ستسمح لحزب مؤيد للأكراد بزيارة أوجلان في سجنه
- ترامب يخاطب -اليساريين المجانين- ويريد ضم كندا وغرينلاند وقن ...
- من الحوز إلى تازة: دخان مدونة الأسرة وانعكاسات تمرير قانون ا ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الحزب الشيوعي ودكتاتورية الأسد
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 584
-   الحلم الجورجي يستيقظ على العنف
- جيش الاحتلال يقر بإطلاقه النار على عدد من المتظاهرين السوريي ...


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رياض كمال - نحو إستراتيجية لليسار الماركسي في العراق