|
الى امي : امراءة ...
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 2358 - 2008 / 7 / 30 - 07:48
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اليك ايهـا العـزيزة ... الشجاعـة الباسلــة الجميلـة . اهديك حزني وتخاذلي وهزيمتـي ومـوت كرامتـي . يدهشني صبـرك العملاق وتضحياتك الغزيزة وطاعتك العميـاء الصماء وعمـر ينتحر بيـن القـدر والكاروك. كبرت شجرتك وكـل غصـن برعمتـه النساء الى عشـرة او اكثـر ’ توسعت وانتشرت وابتعدت عـن بعضهـا حتى نست انهـا مـن رحـم واحـد ’ اقف امـام ضريحك لأستحضر روحك واسافر معهـا عبرالمدن والأرياف العراقيـة حيث وطنـاً مثقلاً بالعوانس والأرامـل والأيتام والثكالى ترسخت وتوسعت فيـه مستنقعات المظالـم الأجتماعيـة وغسيـل فحولـة المسترجلين بشاعات فـي بزارات التقاليـد المستهلكـة ’ لقـد فقـد الشرف شرفـه والضمير ضميـره والتقاليـد تقاليدهـا والفحولـة فيـة تمتـص ادميـة الأبنـة والأخت والزوجـة والأم ’ فحولـة كالعلب الفارغـة انتصـر داخلهـا هـوج الذات وساديـة الشهـوة على كـل ما لـه علاقـة بالذوق والحب والتكافـؤ والأخلاق والأرث الجميـل لنبـل الأجـداد . ايتهـا الطاهـرة امـراءة ... فـي عراقنـا الجديد !!! النسـاء كاعـواد الشخاط مضغوطـة فـي علبهـا الأسرويـة والعشائريـة جاهـزة للأشتعال مـوتـاً علـى سرير الحيـاة مسلوقـة فـي قـدر الشذوذ الأجتماعـي رخيصـة الأدميـة فـي اسواق ــ الجـوع ابو الكفار ــ ... فحولة تستكنف ظهورك امـراءة وان سمحت فبشروط تغليفهـا بخيـم فصلتها لهـن ازمنة كهـوف الوأد مضغوطة بمصفات ــ فلتـرــ يمنـع عليهـا تسرب رائحـة الحيـاة وابتسامـة الشمس وعطر الطبيعـة ولون الأزهـار ومـزاح النسمات واللعب مـع الفصـول ’ اثاث متحركـة فـي مساحـة لا تتجاوز حـدود المطبـخ والفراش حيث التخمـة وتقـيء الشهـوة ... وتستكثـر عليك سمـاع الكلمـة الطيبـة واللمسـة الخجولـة وزخة حنان طارئـة ’ انـه الجلف الذكـوري وفحولة تقـرع طبول المندفعين خروجاً عـن جادة القيـم والتقاليـد والأعراف والروابط الأنسانيـة . امـي الحبيبـة امـراءة : انتـي ( الجنـة تحت اقدامك .. والأم مدرسـة ... ووراء كـل عظيـم ... زينب وميسون والخنساء ومـريم والزهـراء ... وست الحبايب وغريبـة مـن بعـد عينـج... ويمـه يـا يمــه ... واجمـل واقـدس كـل الأشيـاء ’ لكنـك فـاقدة كـل ما تستحقين وابسط المكافئآت في مجتمـع ذكوريـاً مغلقـاً مقلوبـاً يتباهـا فـي اجترار العاهـات يستحسـن رؤيـة العورات ينضـح الروائح الكريهـه بعـد ان اعاد فصال الضمائر والشرف والوجدان على مقاس العشيرة والبداوة والجاهليـة وفسر القيم الأنسانيـة والأجتماعيـة والوطنيـة مهـزلـة ’ فأنتـي الوالـدة ــ حرمــة ــ والأخت ــ تكـرم ــ والزوجـة ــ حاشاك ــ والأبنـة بعبـع على جسمهـا تتبـرعم الطبيعـة جماليـات تثيـر الفزع ’ وتغييـرات تعبـر عـن النضـج الذاتي قـي حضـرة الجمال ’ تفهم على انهـا عورات تثيـر الخجـل وتجرح الحشمـة والكرامـة عند الأخ وابن العـم وتعرض غيـرة الأب للأنهيار وشرف العشيرة للدمـار ’ وهنـا يجب تفادي الخطـر تغليفـاً محكمـاً لمنـع صرخـة الضمـاء فـي الجسد الطري قبـل ان تجتاحـة كارثـة الجفاف ’ لقـد فقدوا بصيرتهـم تحت رمـد التخلف غيـر مؤهلين لرؤيـة الأيجابي فـي حركـة التطزر والتغيـر وان مـن تقاسيم ذلك الجمال تتشكل دورة الأمـومـة . امـــي العظيمــة امـراءة : رحلـة العمر الكريهـة مغلفـة بأسمال الممنوعات مضغوطـة بمكابس المحرمـات مهـددة بأشـد العقوبات’ محاصـرة داخل ثكنة الطاعة الجافة مـن كـل ما له علاقة بترافـة الحب والرحمـة ’ معاقبة فـي البيت والمدرسـة والجامعـة وطـرق العبادة ’ وحصـص لتأثيث المـؤسسات ومكاتب المنتفعين والمتاجرين بالفائض مـن انوثتك ومستغليك سخريـة بنسبـة 25% رتوشات للمجلس الوطنـي المثير للجـدل او كيانات اليـة الحركـة تشتعـل وتنطفـي ’ تنهض وتجلس ’ ترفـض وتؤيـد ’ تهـداء وتنفعـل ’ بواسطـة جهـاز يمتلكـه الذكـور فـي المقاعـد الأماميـة ’ فأنتـي غنيمـة فـي ديمقراطيـة التحاصص والتوافقات . امـــي الخـالدة امــراءة : الأقتراب منـك محرمـاً ’ مصافحتك كفـراً عقلك وشهادتك وارثك منقوصـاً واحتضانك مثلمـة والرفق بك مهينـاً ونـوبات الحب معك افتراسـاً ’ واجباتك محكومـة بين المطابـخ وورشات التفريـخ وجـل حقـوقك مضغوطـة بيـن افخـاذ الـذكور . الحبيبـة امـراءة : قبـل اربعين عامـاً سمعت اردنيـاً يقـول ’ وكذلك سورياً حيث الخليجي ما كان موجوداً سوى بقايـا اطلال تركتـه لنا الجاهليـة " امنيتـي اذا مـا سلمت على فتاة عراقيـة ان تـرد علي السلام " الآن البنـات يبحثـن عمـن يسلمـن عليـه في عمان ودمشق وعواصـم الأسر الخليجيـة ’ ليس لغـرض الدراسـة يـا امـي كمـا يفعلـن بنـات سعادتـه وفخامتـه وسماحتـه وسيادتـه ’ ان الأمـر : وهنـا ارجوك ان تصفعيني وتبسقي على وجهـي لأنـي ارتضيت ذلك كأي ذكـر مخصـي الوعـي والضميــر . امــي اقدسك امـراءة : شاهدتهـن ــ اقسـم باللـه ــ كسرب بـوم فاقـد رشـده يتدافعـن فـي شارع المدينــة ’ يهتفـن بسقوط الظل الواهي مما تبقى او موهوم مـن حقوقهـن قـد لا تصدقيني لأنـك فلاحة مـن اربعينيات القـرن الماضي’ انها الحقيقـة ... انها ثقافـة المسترجليـن تستعيـد امجاد جاهليتهـا وتقاليدهـا فـي وأد المـراءة بعـد شرعنتهـا وترسيخها ثقافـة ضـريـرة تـدفـع ببعضهـن قناعـة وايمانـاً لتدميـر المتبقـي مـن ادميتهـن . ايتهــا الأم امـراءة : انتـي الوطـن والجمـال وابتسامـة الحياة وعافيـة الأجيال والنتيجـة فـي معادلـة الأرض والأنسان’ فليس وطنياً ولا انسانياً هـذا الذي يتجاهـل دورك ويلغي ارادتك ويهملك على مشاجب الأحتياط , وليس اسلامياً او منتمياً لديـن آخـراً ذاك الذي يمسـخ ادميتـك ويشرعـن مهـانتك ويشـوة ماهيتـك ’ وليـس علمانيـاً ’ ذاك الذي يطالب بحريتك لسانـه وتتنكـر لهـا ثقافتـه تناصرك ادعاءاتـه وتستعبدك تصرفاتــه ’ وليس وطنـاً يستحق الأحترام ذاك الذي تسحق فيـه الأم ابنـة واختاً وزوجـة ’ فقيمـة الأمـة مـزروعـة فـي كرامـة المـراءة وهـي الهدية الأنسانيـة للأمـم والوجـه الأجمـل للأوطان وليـس مجـرد نسبــة مؤويــة . 29 / 07 / 2008
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيد المالكي في برلين ...
-
وندعيك وطناً ...
-
جميعهم الا انا !!!
-
ما مر الصبح تموز ... ؟
-
اقليات ام مكونات ... ؟
-
عراق : نريده وطناً للجميع ...
-
14 / تموز ... عيدنا الوطني .
-
ثقافة الخوف من الآخر ...
-
السيد المالكي : رفقاً بميسان ...
-
بين زمنين ...
-
وللمثقفين مواقفهم الوطنية ...
-
بين اجراءات المالكي و همجية المليشيات ...
-
مؤتمر ام مطبخ للتحاصص ...
-
مستقلون من اجل العراق ...
-
الكورد الفيلية: شعار في عيون الثقافة الوطنية . 4
-
الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية 3
-
الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية ...
-
الكورد الفيليين : شعار في عيون الثقافة الوطنية .
-
الكرد الفيلية : سيرة معبدة بالشرف ..
-
من دم المطران رحو : تولد المحبة .
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|