أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الأخطر في أقوال اولمرت لم يكن القدس!














المزيد.....

الأخطر في أقوال اولمرت لم يكن القدس!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2358 - 2008 / 7 / 30 - 07:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي في مسألة القدس لجهة صعوبة واستعصاء أمر التوصُّل إلى اتفاق مع الفلسطينيين على حلٍّ نهائي لها قبل مغادرة الرئيس بوش البيت الأبيض، وعلى أهميته، ليس بذي أهمية إذا ما قورن بما قاله، في الوقت نفسه، في مسألة اللاجئين الفلسطينيين، فهذه المسألة، التي هي جوهر النزاع والحل النهائي، ما عادت، بحسب ما أبلغه اولمرت إلى لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست، بـ "الهوَّة السحيقة"، في "مفاوضات السلام" بين الطرفين، فلقد أصبح ممكناً، على ما زعم، التوصُّل (الآن) إلى اتفاق ينص على أنَّ إسرائيل لا تتحمَّل مسؤولية مصير اللاجئين الفلسطينيين.

هذا "الاستسهال" أضاف إليه اولمرت استسهالاً آخر إذ قال إنَّ الاتفاق على حلٍّ لمشكلة الحدود ما عاد هو أيضاً بالأمر المتعذَّر تحقيقه الآن، أو قبل مغادرة الرئيس بوش البيت الأبيض.

اولمرت إنَّما أراد أن يبلغ إلى الإسرائيليين أنَّ "مفاوضات السلام" مع الفلسطينيين هي الآن قاب قوسين أو أدنى من انتزاع موافقة المفاوض الفلسطيني على أنَّ إسرائيل كسويسرا لجهة علاقتها باللاجئين الفلسطينيين، مشكلةً وحلاًّ، فالنزاع "التاريخي" يوشك أن يصبح ممكناً الحل، بعد، وبفضل، نزع لغم مشكلة اللاجئين الفلسطينيين منه، وكأنَّ الحل النهائي لهذا النزاع يكمن في أن يُنْزَع منه مزيد من ألغامٍ كهذا اللغم.

إسرائيل الآن، وبوصفها طرفاً يشبه سويسرا لجهة علاقته باللاجئين الفلسطينيين، مشكلةً وحلاًّ، ليست ضد أيِّ حلٍّ لمشكلتهم، أو ضد أن تساعِد في التوصُّل إليه، ما دام "الاتفاق" مع الفلسطينيين يقوم على مبدأ أنَّ الدولة اليهودية لا تتحمَّل مسؤولية مصيرهم. وغني عن البيان أنَّ هذا المبدأ لن يُتَرْجَم عملياً إلاَّ بما يمنع عودة أي لاجئي فلسطيني إلى حيث كان قبل أن يصبح لاجئاً لأسباب ليس منها ما يدعو إلى تحميل إسرائيل مسؤولية ما حلَّ به، أو مسؤولية حل ما حلَّ به، فَلْيُقرِّر اللاجئون الفلسطينيون مصيرهم في حرِّية تامة؛ ولكن بعيداً عن إسرائيل، التي "تنازلت"، و"أفرطت في التنازل"، إذ قَبِلَت أن تكون دولة يهودية يخالطها بعض الشوائب العربية من الوجهة الديمغرافية، والتي يمكن أن "تُفْرِط"، أيضاً، في إظهار وتأكيد "مناقبها"، فتسمح لنزر يسير من اللاجئين الفلسطينيين بالقدوم إليها!

و"الحدود" ليست بالمشكلة التي يتعذَّر حلها ما دام الفلسطينيون يفضِّلون، أو باتوا يفضِّلون، "الحساب" على "الهندسة" في حلِّهم لتلك المشكلة، فالمستوطنون مع ما أصبح حقَّاً لهم من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية (والقدس الشرقية) يُضَمُّون إلى إسرائيل، التي تتنازل إقليمياً (توصُّلاً إلى حلٍّ كهذا) بما يعطي الفلسطينيين "المساحة نفسها".

وبعد هذا "التخسيس" في وزن القضية الفلسطينية يصبح ممكناً إلباسها هذا اللبوس من "الحلول النهائية"، فـ "مفاوضات السلام" يكفي أن تنتهي إلى "تفاهم" على استثناء إقليم "الدولة اليهودية" من "حق العودة (للاجئين الفلسطينيين)"، وعلى "التعويض الإقليمي"، الذي فيه يَمْسَخُ الحساب الهندسة، حتى لا يبقى من عقبة يصعب تذليلها (الآن) إلاَّ "القدس (الشرقية)"، فهذه المشكلة غير القابلة للحل الآن يمكن، بحسب أقوال اولمرت ذاتها، أن تستمر المفاوضات في شأنها إلى أن يصبح "الأمر الواقع"، الذي يمكن تجميله قليلاً، وفي وجهه الديني على وجه الخصوص، هو جوهر وأساس الحل المتَّفَق عليه بعد زمن يقاس ويُحْسَب بـ "ساعة أورشليم".. أي عندما تصبح "الأحياء العربية (الإسلامية)" قطرة في بحر "الأحياء اليهودية"، ويصبح اتِّخاذُها عاصمة لدولة فلسطين لا يتنافى، ديمغرافياً وجغرافياً، مع بقاء القدس الموحَّدة عاصمة أبدية لدولة إسرائيل!

وأحسب أنَّ الدول العربية لن تعترِض على حلٍّ نهائي كهذا لمشكلة القدس الشرقية ما دام ممكناً تصوير هذا الحل وإظهاره على أنَّه يخلو من كل "تدنيس (يهودي)" لقدسية المسجد الأقصى وقبة الصخرة، أي لمنطقة الحرم القدسي التي يمكن أن تكون "فاتيكاناً إسلامياً" لجهة علاقتها بالدول الفلسطينية وبالعالمين العربي والإسلامي!

إنَّه لأمر مهم أن يستمسك المفاوض الفلسطيني بـ "المبدأ التفاوضي" الذي طالما أكد استمساكه به، والذي بموجبه لا اتفاق (يوقَّع ويُعْلَن) على شيء قبل الاتفاق على كل شيء؛ ولكن الأمر الذي في منتهى الأهمية هو "مضمون" الاتفاق الخاص بكل قضية من قضايا الخلاف والنزاع الجوهرية والأساسية، فالمفاوض الفلسطيني، وفي قضية كقضية اللاجئين الفلسطينيين، يجب أن يُظْهِر من "التشدُّد التفاوضي الواقعي" ما يَحُول بين اولمرت وبين أن يزعم أنَّ حلاًّ لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين ينص على أنَّ إسرائيل لا تتحمَّل مسؤولية مصيرهم قد أصبح في متناول أيدي الموقِّعين!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -قضاءٌ- وظَّف عنده -القضاء والقدر-!
- جريمة في حقِّ -العقل الفلسطيني-!
- تفاؤل رايس!
- ثلاثية -الإيمان- و-العقل- و-المصلحة-!
- -المجلس الأعلى للإعلام- إذ حسَّن -مسطرته-!
- ادِّعاء القدرة على -تثليث الاثنتين-!
- -نور-.. صورتنا!
- رايس تدير الحملة الانتخابية لماكين!
- -أزمة المعلومات- في جرائدنا اليومية!
- -الدولة-.. عربياً!
- -اتِّفاق التهدئة-.. نتائج وتوقُّعات!
- غساسنة ومناذرة ذهبنا إلى باريس!
- تسلُّح مُنْتِج للضعف!
- توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض
- هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!
- بيريز الغاضب على عباس!
- مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟
- خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الأخطر في أقوال اولمرت لم يكن القدس!