أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - جريمة في حقِّ -العقل الفلسطيني-!














المزيد.....

جريمة في حقِّ -العقل الفلسطيني-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2356 - 2008 / 7 / 28 - 10:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


على شاطئ بحر غزة وقع انفجار..

الانفجار وقع ليلاً، على مقربة من سيارة، فيها أشخاص من "كتائب القسام"، وحولها مدنيون، فقُتِل خمسة، هُمْ هؤلاء الأشخاص، أو منهم، وقتلت طفلة في السادسة من عمرها، وأصيب أكثر من عشرين مدنياً بجروح.

من الفاعل، أو المجرم، الذي ارتكب هذه الجريمة؟

ما اسمه؟

ما هويته وانتماؤه؟

أين هو الآن؟

هل أُلْقي القبض عليه؟

هل اسْتُجْوِب وأعترف؟

هل أدلى باعترافات تكشف "الحقيقة" كاملةً؟

الجريمة وقعت؛ أمَّا المُجْرِم، في معناه القانوني والقضائي، فظلَّ مجهولاً تماماً؛ ومع ذلك (وهنا وقعت جريمة أُخرى، لا تَقِل، إنْ لم تَزِدْ، عن الجريمة الأولى بشاعةً) تقرَّر "العقاب"!

نحن العرب، ومنذ زمن طويل، اعتدنا أن ننسب إلى "العدو الخارجي" كل ما يحل بنا من مصائب وكوارث، ولو كانت، بشهادة الواقع والتاريخ، من صُنْع أيادينا، ضاربين صفحاً عن حقيقة أنَّ المأساة مِنْ صُنْع ضحيتها في المقام الأوَّل.

أمَّا الآن، وبعد هذا الذي حدث بعد جريمة الشاطئ في غزة، فلا يسعنا إلاَّ أن نحمد الله الذي لا يُحْمَد على مكروه سواه، فلقد شفينا من ذاك المرض؛ ولكن ليس بدواء ناجع، وإنَّما بمرضٍ آخر؛ فها نحن نتَّهِم أنفسنا بجريمة ارتكبتها إسرائيل في حقِّنا؛ وها نحن نقيم الدليل على أنَّ ما يسمَّى "اتفاق التهدئة" قي قطاع غزة قد خلق لنا مصلحة في تبرئة ساحة إسرائيل، مع أنَّ كل من له أذن تسمع، وعين تبصر، وعقل يعقل، لا يمكنه إلاَّ أن يوجِّه إصبع الاتِّهام إلى إسرائيل.

غير مرَّة، ومنذ زمن طويل، قلنا إنَّ إسرائيل لن تسمح لفشل "مفاوضات السلام"، التي تجريها مع الفلسطينيين، والتي أطلقها "لقاء أنابوليس"، بأنْ يذلِّل العقبات من طريق إنهاء النزاع بين "فتح" و"حماس"، والانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقُلْنا قبل أن تزفَّ "حماس" إلينا بشرى "اتفاق التهدئة"، وتُظْهِرَه على أنَّه "نصر مبين"، إنَّ إسرائيل لن تنفِّذ هذا الاتفاق بما يؤدِّي إلى إنهاء الحصار الذي تضربه (مع غيرها) على قطاع غزة، وإلى إنهاء ما أُنْجِز من انفصال بين شطري "فلسطين الصغرى".

"مفاوضات السلام" تلك ماتت؛ وإن تواضع ذوو الميِّت على نعيه بعد (وليس قبل) دفنه؛ وإذا ما أردتم دليلاً على موتها فها هي جريمة الشاطئ في غزة تأتيكم (أو تأتي للعقلاء منكم على قلَّتهم) بالدليل.

إنَّ الفلسطينيين يجب أن يغرقوا في نزاعهم الداخلي، الذي يُفضَّل أن يكون بالحديد والنار؛ لأنَّ "الخيار"، الذي يُولِّده فشل تلك المفاوضات كما يولِّد الفسفور اللمعان، يجب أن يظل بمنأى عن أبصارهم وبصائرهم؛ بل يُفضَّل أن يُدْفَن (وفي قبر واحد) مع "مفاوضات أنابوليس".

هذا هو ما يقوله "الواقع" في معرض توجيهه إصبع الاتِّهام إلى إسرائيل، التي على ثبوت ارتكابها جريمة الشاطئ في غزة وَجَدَت بين الفلسطينيين (أي بين ضحاياها) من له مصلحة فئوية ضيِّقة في أن يبرِّئ ساحتها.

افْتَرِضوا معي أنَّ "حماس"، التي تعرف أنَّ ارتكاب إسرائيل لهذه الجريمة هو كالنهار لا يحتاج إلى دليل، قد وجَّهت إصبع الاتِّهام إلى إسرائيل، فهل تستطيع بعد ذلك، وبسبب ذلك، أن تظل ملتزمة "اتفاق التهدئة"؟!

إنَّها المصلحة الفئوية الضيِّقة في أن نفضِّل (بعد المفاضلة) التسبُّب بمزيد من الصراع والنزاع بين الفلسطينيين أنفسهم على عواقب توجيه إصبع الاتِّهام إلى إسرائيل، وكأنَّ "التهدئة المبقية على الحصار والانفصال والنزاع.." هي خير مصلحة خلقها لنا أخيراً "الخيار الآخر والمضاد" الذي تبنته، أو أخذت به، "حماس"!

وإنصافاً للحقيقة نقول أيضاً إنَّ هناك من خصوم "حماس" من له مصلحة في تفضيل ما فضَّلته "حماس" نفسها، فالفلسطينيون بعد دفن "أنابوليس" عمَّا قريب يجب ألاَّ يكونوا في حالٍ قد يجدون فيها ما يشجِّعهم على أن يسألوا "ما العمل الآن؟".

إنَّها قصة "فشل خيارين"، فهل يجرؤون (هنا وهناك) على الاعتراف بالفشل أم يفضِّلون على ذلك تبرئة ساحة إسرائيل من تلك الجريمة، ومن جرائم أُخرى قد يرتكبها المجرم ذاته، وتوجيه إصبع الاتِّهام بما يُتَرْجَم بمزيدٍ من جرائم من نمط الجريمة التي ارتكبها قابيل في حقِّ هابيل.

إذا لم يَظْهَر من جرأة الاعتراف بفشل "الخيارين" ما يفي بالغرض، وهو استخلاص الدروس والعبر المهمة، فلن يبقى بعد ذلك، وبسبب ذلك، إلاَّ أن "يتناكح" هذا الفشل وذاك، فينجبان "خيار دارفور"!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاؤل رايس!
- ثلاثية -الإيمان- و-العقل- و-المصلحة-!
- -المجلس الأعلى للإعلام- إذ حسَّن -مسطرته-!
- ادِّعاء القدرة على -تثليث الاثنتين-!
- -نور-.. صورتنا!
- رايس تدير الحملة الانتخابية لماكين!
- -أزمة المعلومات- في جرائدنا اليومية!
- -الدولة-.. عربياً!
- -اتِّفاق التهدئة-.. نتائج وتوقُّعات!
- غساسنة ومناذرة ذهبنا إلى باريس!
- تسلُّح مُنْتِج للضعف!
- توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض
- هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!
- بيريز الغاضب على عباس!
- مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟
- خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - جريمة في حقِّ -العقل الفلسطيني-!