أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - احمد الله انه حلم














المزيد.....

احمد الله انه حلم


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2357 - 2008 / 7 / 29 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة
    


احمد الله انه حلم
احدثكم من صدمتي التي مازلت اعاني خجلها للان ...نعم انا اشعر بالخجل حين اعود بذاكرتي لاستعراض بعض ما كان يقوله لهم في حلمي الذي اتمنى ان لايتكرر ...اربعه من الفتيه الذين تتراوح اعمارهم بين 12-18 سنه يتوسطهم متكئا على وسادته المثنيه ويسرد لهم وقائع لم تحصل ويسمي الاشياء بغير اسمائها ويخلط كل الاوراق وهم لايملكون الا الاصغاء لتتمزق ذاكرتهم الطريه بتلك المفردات الخشنه والنبره التي تمزج بين الخطابه والثقه المفتعله بالنفس وسيماء الحكمه الكاذبه ,يزيد المشهد سوءا فخر الام بشقيقها الذي يعلم الاولاد على الفضائل وموقف الاب الذي لا يعرف له لون ولاطعم ولارائحه فالرجل فيه ما يكفيه ,كان قدعاد لحديثه بعد دخولي غير المفاجئ على ما يبدو بعد ان قطعه لتبادل التحايا واستئذانه لمواصله الحديث مع الاولاد ,لقد اعتدت بمثل هذا الوقت في كل يوم ومنذ اسبوعين عياده قريبي الذي تعرض لحادث سير وهو صاحب دكان صغير,اب لخمسه اولاد وثلاث بنات هومعيلهم الوحيد وكان لحادثته تلك اسوأ الاثر على تلك العائله التي جبلت على ان (تصرف ما بالجيب ياتيك ما بالغيب) ولولا مساعده زوج البنت الكبرى وبعض الاقرباء لصعب علاج الاب الذي ما زال لايستطيع الوقوف من اثر الكدمات المتعدده والكسر في مقدم الكف الايمن ,استمر الضيف الخفيف الظل بالقاء محاضراته القيمه وحين استسمحته (العفو اقطع كلامك بخير )وساءلت الام عن ابنها الاكبر ,قالت لقد ذهب للدكان ,فرحت كثيرا لهذا الخبر السعيد
فقد كنت نصحته بذلك وواصلت اقناعه حتى استجاب اخيرا .
لم يعر أي اهتمام لنصري الصغير على تقاعس الابن وعاد مبتدءا الحديث ب(أيه فذوله الدعوه احنه انسميهم شيوعيين الحركه الاسلاميه الشيعيه والشيوعيين نسميهم شيعه الاحزاب اليساريه وثنينهم من طينه وحده ماقدمو كلشي للعراق بس الذبح طايح بيهم )...ذهلت مما سمعت ,هل كان الرجل يعرف شيئ عن السياسه بالعراق,ماهذا الربط العجيب بين هذا وذاك ومن اين اتى بهذه المعلومات ...؟ هممت بالكلام تحت ضغط الدهشه ,لاحظ ذلك وابتدرني قائلا –ويده تمتد نصف مائله وكفها يتحرك بتؤده نحو الاعلى والاسفل وقد افتر فاه عن ابتسامه بلهاء –(اعرف شتريد تكول استاد الي ابالك اعرفه بس احنه نحجي تاريخ والتاريخ يرادله امانه )...رحم الله غوبلز لو كان قد تبارى مع هذا الرجل بسباق اكذب الناس فمن سيكون له قصب السبق ...؟
وجدت ان الحديث معه عقيم والاستمرار بمجالسته اسوأ وشعرت بان ضغط الدم بدأ بالارتفاع ,استأذنت قريبي بالذهاب على ان اعوده غدا بصحبه صديقي الممرض الذي يأتيه كل يومين لتبديل ضماداته وتنضيف الجروح ,نهضت وانا استرجع الكلمات الاخيره للضيف الاخر واتساءل هل كان قبل او مع حزب الدعوه الاسلاميه حركات اسلاميه شيعيه اخرى سابقا لكي يكون هو اقربها للشيوعيين ,هل كان مع الحزب الشيوعي حزب يساري اخر لكي يكون هو الاقرب من بين احزاب اليسار للشيعه ...؟ ام ان السياسه بالعراق قد ألت لمثل هذا الرجل لكي يقوم بالدراسه والنفد والتحليل واصدار الاحكام التي ما انزل الله بها من سلطان ...؟ اردت ان اتوجه لابناء قريبي بنصيحه التعلم في المدرسه ومن المعلم بدل من الاصغاء لكل من هب ودب لولا اني قد تذكرت باللحظه الاخيره ان خالهم الذي يتحدث معهم الان هو معلم ...احرجت في سري كوني ايضا من اهل هذه المهنه التي لم اتمنى ان يصلها داء الجهل والكذب وتزييف الحقائق ... هنا استيقضت مذهولا من هذا الكابوس (الحلم)الذي لو كان حقيقه لقلت اني اعيش في بلد اخر غير بلادي التي عرف اهل السياسه فيها بالحكمه وطول الباع وسعه الافق والشجاعه وعرف المعلم فيها بغزاره المعرفه ودماثه الخلق وقول الحق والحرص على تعليم الاجيال حب الوطن وحب الاخرين ,تذكرت دعاء تلك العجوز الصالحه-جدتي رحمها الله وهي تدعو لامه محمد كلها –فدعوت لي ولكم ولكل امه محمد ان لايلتقي احدنا بمثل هذا الجهبذ لا باليقضه ولابالحلم لانه يرفع الضغط ويسبب السكري (وينعل ابو السياسه)

حميد حران السعيدي





#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبر الماضي وافاق المستقبل
- النفط وأيدي العابثين
- عبر الماضي وأفاق المستقبل
- الحصة والخصخصة والمحاصصة
- فوبيا المصالحة
- ظلم الطغاة...وأنوار الشهداء
- الأشجار وحياتنا
- كلمه بمناسبة العيد الرابع والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العر ...
- الانتخابات والمأزقه والتوريط والتكتيكات الميكافليه
- العراق,صومعه المثقف وانفتاح الواقع


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - احمد الله انه حلم