من الذى يصنع القرار فى مصر؟

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 728 - 2004 / 1 / 29 - 05:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

: الحاكم يضرب بالطبلة , وكل وكالات الانباء تدق على ذات  الطبلة , وكل وزارات الاعلام تضخم ايقاع الطبلة , والصحف الصغرى  والصحف الكبرى تعمل ايضا راقصة فى ملهى تملكة الدولة ., هكذا يصف الشاعر نزار قبانى الزمن الذى نعيشة الان  ويصف الشاعر صلاح عبد الصبور نفس الزمن قائلا : هذا زمن الحق الضائع , لا يعرف مقتول فية  من قتلة ومتى قتلة , ورؤس الناس على جثث الحيوانات , ورؤس الحيوانات على جثث الناس , فتحسس رأسك تحسس رأسك ..

انها اجابة كافية على سؤال من الذى يصنع القرار وكيف تدار الحياة هنا فى مصر أم الدنيا الان ؟؟

<   ردا على سؤال المحاور مفيد فوزى فى الحلقة الاخيرة من  برنامج حديث المدينة حول امكانية تحقيق الديمقراطية فى مصر فى ظل وجود قانون الطوارىء قال السيد اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية أن قانون الطوارئ يأتى بعد موافقة مجلس الشعب  و أن أعضاء مجلس الشعب  جاءوا بناء على ترشيح وانتخاب المواطنيين لهم اذن قانون الطوارئ يعبر عن مصلحة الشعب فهو صاحب القرار عن طريق نوابة فى البرلمان .

وأضاف العادلى أن قانون الطوارئ يطبق فقط على تجار المخدرات والمنحرفيين ولا يطبق على السياسيين .

الكلام الذى قالة السيد وزير الداخلية يجعلنى اطرح سؤالا مهما وهو : من الذى يصنع القرار فى مصر ..  هل الشعب فعلا .. أم البرلمان .. أم الحكومة .. أم الأمن .. أم رئيس  الجمهورية ؟؟؟

ومن المنطلق الذى تحدث بة وزير الداخلية ويرددة عدد كبير من السادة الوزراء فان الشعب هو المسئول عن كل القرارات  والقوانيين التى تصدر فهو صاحب الاختيار وعلية أن يدفع الثمن اذا كان هناك فساد كما تنشر صحف المعارضة  وحتى أن وزراء الحكومة اثناء ردهم على طلبات الاحاطة والاستجوابات المقدمة الى  مجلس الشعب حول الفساد التى يغرق البلد كانوا يقولون أن الشعب هو المسئول فحوادث الطرق تحدث ليس لان الطرق غير مطابقة للمواصفات كما تؤكد التقارير بل الى تصرفات الناس الخاطئة .. كما أن السيد رئيس الوزراء لا يستطيع أن يقف على ضمير كل موظف فى الحكومة  ليمنعهم من الحصول على الرشوة مثلا فالموظفيين هم المسئولين كل كل هذا الفساد التى انتشر فى دواويين الدولة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وكل الوزارات  .. فالناس هى المسئولة .

حتى السيد رئيس الجمهورية لا يخلو حديثة من القول أن الناس هى المسئول عن الازمة الراهنة وخاصة الاقتصادية بسبب زيادة عدد السكان وعدم تقنيين عملية الانجاب .. فالناس هى المسئولة ..

وبدأنا نسمع عبارات وزارية من نوعية الناس مبتعرفشى تركب ولا تتكلم ولا تاكل وتنام ولا تتفسح  اذن فالمسئولية تقع على عاتقهم  , فقطار الصعيد احترق لان الناس مبتعرفشى تركب وعمارة مدينة نصر سقطط لان الناس سكتت ولم تواصل مطالبها بازالة العمارة التى راح ضحيتها عشرات المواطنيين اول امس الثلاثاء .

 

وحتى المعارضة تلوم الناس دائما ونسمع عن عبارت تقول (الناس تستاهل ) لانهم ساكتين ففى عام 1977 حدثت انتفاضة 18 و19 يناير بعد ان قرر انور السادات رئيس مصر السابق الغاء الدعم فارتفعت الاسعار قرش واحد وهنا خرج الشعب المصرى فى انتفاضة تاريخية ادت الى تراجع السادات عن قرارة .. فالمعارضة تتساءل الان لماذا لم يكرر الشعب نفس التجربة خاصة مع الارتفاع المتواصل فى الاسعار وتواصل الفساد الفوقى والتحتى .

 

ان صانع القرار فى مصر يجب  أن نحددة الان فاذا كان هو الشعب فانا احرض الشعب بالا ينتخب الا  من يستحق وان يحاسب نوابة دائما  وان يشارك فى الانتخابات وان يقول لا للفساد والظلم والتعذيب والمحسوبية  وان ينظم مطالبة  وان يغيير الفساد بيدة او بلسانة  او بقلبة وان ينضم الى الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى  وان يعرف القانون ويطبقة  وان يثور على كل من يحاول ان ينتزع حقوقة المشروعة فى المأكل والملبس والمسكن والعلاج والتعليم المناسب والمجانى .

 

أما اذا كان صانع القرار شخص واحد يحتكر كل مؤسسات الدولة أو الحكومة وأجهزتها  التى تتبنى الفساد وتدعو الية حتى ولو بطريقة غير مباشرة فالموظف الذى يرتشى فهو يفعل ذلك لان راتبة ضعيف  لا يتمشى مع الارتفاع الجنونى للاسعار  ونواب  مجلس الشعب الذين يوافقون على القوانيين كلنا نعلم كيف جاءوا بالتزوير  وتقفيل صناديق  الاقتراع لصالح مرشحى الحكومة وهناك نماذج عديدة تؤكد  ذلك . اما عن قانون الطوارئ فهو يطبق على السياسيين فهناك  الاف المعتقليين السياسيين  بقانون الطوارئ الذى يحكم مصر منذ ربع قرب متواصلة , وأن حادث قطار الصعيد حدث لان هناك زحام شديد ولا توجد اماكن ادمية ( يقف ) فيها المواطنيين من الدرجة الثالثة . اماحوادث الطرق فهى تحدث لان الطرق غير مطابقة للمواصفات .. وسقطط من ايام عمارة فى مدينة نصر راح ضحيتها العشرات من المواطنيين ورجال الشرطة بسبب فساد المسئولين فهذة العمارة لها قرارات ازالة منذ سنوات ولم تنفذ ( والبركة فى رشاوى المسئولين ) فأنا اطالبهم بالرحيل .

اما ضباط و عساكر الامن فهم مظلوميين ويقولون دائما انهم ينفذون تعليمات وبهذة التعليمات مصر تحت الحصار فلا يخلو شارع من سيارات الشرطة ورجال المباحث وكأن الثورة الشعبية سوف تقوم غدا أو بعد غد !!

ولو عرف الشعب المصرى من هو الرجل المسئول عن كل هذا الفساد لذهبوا الية وضربوة حتى الموت , ولكن الكل يلقى بالمسئولية على الاخر فى دولة المؤسسات كما يقولون  حتى اصبحنا نأكل ونشرب ونتنفس الفساد واصبحت الحياة لونها اسود .. مع الاعتذار للفنانة سعاد حسنى واغنيتها الشهيرة : الحياة بقى لونها بمبى .. أليس كذلك ؟

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات