أرضُ السواد بلادي
هكذا أسموها
ليس للنخلِ الغائم في ظلِها
وفي عاليها
انما للحزنِ ... فيها
متشبثاً بسنيها
كلٌ السلاطينَ مروا
وكانوا قاتليها
لم تجفْ الدماء
يوماً
ولم يخلو الجوع من حصادِ واديها
الدمعُ نهران على أفواهِ أغانيها
والنخلةُ
بقيتْ ثكلى
في بردِ الشتاء
يأكلُ بها
الرعبُ حزناً
مما رأتْ ...
وما شَهِدتْ ...
من عسفِ ألأمراءْ
والتاريخِ المكتوب مغلوطاً
في بهوِ الخلفاء
ومعلقاتِ المدحِ في حفلِ الوزراءْ
تحتَ دعايةِ دولة الهدايا
ونجومية الشعراء
وروعة تنميق الكلماتْ
زوراً
آه من الآه
ياربَّ الصبحِ والمساء
أ بلادي مقبرة
فلمن هذا الرفات
أبقايا إمرأة
أم لعاشق أحلى البنات...؟
سأغني...
ما لم يغنيه المغني
لحناً هارباً من قصبِ الناياتْ
ليلوذ في خفايا الحكايات
عن حروبٍِ ليستْ وطنيَة
عن سجونٍ لم تزلْ سرية
في زمانٍ هاجرتهُ الفصول
حين جاء بغدادَ (هتلي العوجَه )
يقود عشيرة من ( لصوصِ سرسرية )
حكموا بلادي
في غفلة من التاريخ
وإن صفقَ لهم البعض
في إنشادِ وتوشيحْ
بلادي أرض السواد
بلادي أغنية العباد
بلادي هو" الذي رأى" وما عاد ...!
هل يملَّ منها يوماً الموتَ ...؟
هل نعِ الرجالات الأجلاف ْ...؟
هل نميز طفيلي المال على أرصفة الشورجة...؟
هل نع مقاولي السياسة وآكلي الأكتاف...؟
هل يرتكنْ الصمت من كان فاشلاً في تلك ...؟
15/10/2003