عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2353 - 2008 / 7 / 25 - 06:19
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
الفكر الذي خلص إليه المفكر السياسي ورجل الحكم خلال مرحلتي حكم عبد الناصر والسادات الأستاذ محمد حسنين هيكل فهذا الرجل ظل واحداً من أبرز مستشاري فترة حكمهما.
إنَّ الخطورة الحقيقية تكمن في اختراق وحدة الشعب المصري والخطر الحقيقي على أمن مصر وسلامتها هو حدوث شرخ بين عنصري الأمة فهيكل له تاريخ حافل لا يستطيع أي أحد أن ينكره بالرغم من مهاجمة واحد من أبرز رجال الثورة له وهو السيد جمال حماد في تفنيد بعض الحوادث التي ذكرها هيكل كمؤرخ لهذه الفترة على قناة الجزيرة القطرية في برنامجه الذي يقدمه مما أثر بعض الشيء على مصداقية هيكل ككاتب وُأحرج هيكل أمام الرأي العام المصري بعد هذا البرنامج الذي قدمه الراحل مجدي مهنا في الممنوع وكان ضيفه السيد حماد والذي سرد كيف كذب هيكل في هذه الأمور وذكر تلك الحوادث فهذه الحوادث كلها كان طرفاً أساسياً فيها السيد جمال حماد ولا نعرف ما هو الداعي أمام كذب هيكل وكيف سيصدقه الشعب في كل ما يقوله بعد ذلك وهو في غني عن الوقوع في هذه الجريمة الكبرى وهي الكذب ولكن ما يعنينا في الأمر أعزائي هو رأي وخبرة هيكل الطويلة في العمل السياسي وقراءته لواقع المجتمع المصري كواحد من هذا الشعب.
فرؤية هيكل تتمثل في أنَّ الخطر على مصر ليس في حماية حدودها ولكن الخطر هو من داخل مصر ويجب حمايتها منه وهو انقسام الشعب كمسلمين وأقباط وانحياز النظام لطرف دون الآخر وتجاهل النظام لحقوق الأقلية على حساب إرضاء الأغلبية أو التمييز بينهم بأي نوع من أنواع التمييز وهذه الرؤية ووجهة النظر هي بالفعل مكمن الخطورة الحقيقي.
فمصر بالرغم مما مرت به من حروب واحتلال إلا أنها لم تنكسر يوماً أمام أي خطر من هذه الأخطار ولكن اليوم الانكسار والخطر الداهم والذي يحيط بمصر من كل جانب والذي بالفعل قاتل لأمنها القومي هي العبث بوحدة شعبها ولكن من يبكي على مصر الآن ومن يهمه أمر هذه البلد؟
لا أعتقد أنه يوجد من يخشى على مصر أو يبكي عليها، كل ما يهم، من هم يوهمون الشعب أنهم حراس لهذا الوطن على أمنه وسلامته هو حراسة أنفسهم ومراكزهم والحفاظ على مكانتهم وكراسيهم وأرصدتهم ومن يدفع فاتورة كل هذا هي مصر وشعبها ومن مظلوم هم فقرائها الذين يزرعون ويفلحون أرضها وهؤلاء قابعون على كراسيهم يحطمون ما يبنيه الفقراء بدماء عروقهم ولكن ثقتنا في أن هذا الشعب لن يعطي فرصه لهؤلاء الانتهازيين في العبث ببلادنا مهما تخفوا تحت أي شعارات ومهما كانت نعراتهم وستظل مصر قويه وآمنة بوحدة شعبها مسلمين وأقباط.
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟