أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - كيفية ابتياع الفياجرا أو حرية تدفق السلع في زمن العولمة














المزيد.....

كيفية ابتياع الفياجرا أو حرية تدفق السلع في زمن العولمة


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 2352 - 2008 / 7 / 24 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أردت أن أشتري "فياجرا" على سبيل الهدايا للأصدقاء، لكن طبعا بسعر يكون في متناول اليد. المشكلة أن أحدا في هذه البلاد لا يبيعها دون وصفة طبية. دخلت عالم الانترنت واشتريت من صيدلية كندية. دفعت لهم بواسطة بطاقة المصرف مستعملا رقم حسابي عبر لوحة الحاسوب. أحضروا لي دواء من مصنع هندي صغير في مومبي، مملوك لشركة في كاليفورنيا. جاء بالطائرة من الهند خلال يومين، لكنه مع ذلك كان أرخص من نظيره الموجود في الولايات المتحدة لأنه لم يدفع ضرائب.
طبعا هذا مثال عولمي بامتياز. نلاحظ كيف يتم التهرب من الضرائب وكيف أنه لا سيطرة للدولة على البائع ولا المشتري ولا المنتج. وذلك لحسن الحظ لأنهم يغمضون عيونهم. وهكذا تمر السلع ورؤس الأموال ويفرح جون لوك في قبره بعمل الفرد الحر ومرور السلع الحرة بما فيها السيولة النقدية. لا أحد يستطيع مراقبة السوق، فقد انفلت من عقاله، وما عاد بامكان الحكومات له شيئا.
يوما قال توماس فريدمان لمهاتر محمد ان وزير الخزانة الأمريكية، بل الرئيس بل كلينتون ذاته لا يمكنه أن يوقف فعل السوق. عموما مهاتر منع السوق من أن يمارس حريته، برهن أن حريته محدودة. لكن أيلول 2001 -وأيلول مشهور بالابتلاء-، كشف بشكل جلي أن السوق ليس حرا أكثر من مواطني غزة.
فجأة أصبح ممكنا أن ًُتراقب السلع وُتعد الدولارات واحدا واحدا. في رام الله عندما ذهبت أودع خمسة دولار –أين ذلك من رؤس المال العابر للقارات- طلبت مني الموظفة أن أقدم ما يبرئ ساحة المال من تهم الارهاب أو الغسيل...الخ. وفي الولايات المتحدة كانت الصبية الجميلة المنحدرة من نسل الأفارقة الذين استعبدتهم هذه البلاد، أكثر رقة. قالت ببعض التعاطف العذب: "ان اسمك حتما سيستدعي فحص الألفي دولار" التي كنت أريد ارسالها لشقيقتي في اوروبا، وأضافت: "أرجو ان لا يحدث ذلك ولكن في تلك الحال سنستدعيك لتجيب على بعض الأسئلة."
عندما ضربت الأمثلة لأستاذ احدى جامعات اتحاد الصنوبر العظيمة، استاذ بنسلفانيا التي "تملك" أشهر كلية اقتصاد في العالم –أعني مدرسة وارتون- قال: "اسمع أنتم القادمون من الشرق الأوسط تخلطون الحابل بالنابل. عندما أتحدث عن حرية تدفق السلع والأموال وصعوبة مراقبتها، أنا لم أتحدث عن بضعة سنتات ترسلها لعمتك، قصدت تدفقا حقيقيا."
سكت خوفا –أو طمعا لا أدري فهذا حصن علمي وواحة حرية- اذ أنني على الرغم من شهرة الأستاذ الذي ُيعد مستشارا كبيرا لبنك عريق، ويتقاضى منه شهريا مئة الف دولار لقاء بعض الاستشارات، على الرغم من ذلك فانا لم أتمكن من الفهم ربما بسبب انتماءاتي الشرق أوسطية على الأرجح. كررت بشكل عقيم اعتراضي ذاته: كيف تسهل مراقبة الفلسات او السنتات بينما تنزلق المليارات في خفة ورشاقة متجنبة مقص الرقيب ومفتش الضرائب ومكتب مكافحة الارهاب ومكتب غسيل الأموال؟
انه لغز لا يمكن الآجابة عليه من خلال النظريات الليبرالية او النيوليبرالية. والاجابة في الحقيقة ليست عسيرة؛ فالدولة شريك في المشروع الرأسمالي المعولم من الفه الى يائه. لكن ذلك كله من باب الاستطراد الذي لا يلزم، لأنه لا يرتبط من قريب أو بعيد بحرية انتقال الفياجرا أو المارلبورو أو الكوكا كولا.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما: ظاهرة امبريالية جديدة؟
- خطاب بوش أمام الكنيست
- الجامعة العربية تترنح، لأنها دون جذور
- زيارة نجاد للعراق ووهم القنبلة النووية الايرانية
- الشعب الفلسطيني والشعب الفنزويلي
- سندي شيهان تكتشف أن أمريكا بلد الحزب واحد
- العرب بين التمركز والتذرر
- بين وندي وإدوارد سعيد
- صور من أمريكا - 3 - اليهود الأمريكان ودعم الحقوق الفلسطينية
- صور من أمريكا-2- موت الحصان البطل -باربارا-
- صور من أمريكا
- من إنتاج الإغاثة الزراعية
- اعتقال سعدات ومسرحة الحدث
- اليسار والانتخابات وعزلة النخب
- انفجار لندن
- الفوائد الجمة للسيجارة الفلسطينية
- حول مسلسل قتل النساء
- في عيادة الأمعري
- في دراسة للمفكر مشتاق خان: ليس لإسرائيل أية مصلحة في السلام
- اجتماع الخبير مع لجنة حقوق الإنسان


المزيد.....




- خامنئي يقلد مسؤول الضربات الصاروخية على إسرائيل وسامًا عسكري ...
- ضربة إسرائيلية قرب معابد بعلبك في لبنان تثير مخاوف على سلامة ...
- حزب ألماني يطالب بوضع حد أقصى لطلبات اللجوء في البلاد
- -لن يخطر على بالك!-.. -فوربس- تكشف عن رئيس دولة يتقاضى أعلى ...
- الرئيس الإسرائيلي يقترح إنشاء نظير لحلف -الناتو- في الشرق ال ...
- -لإحراج ترامب-.. صحيفة أمريكية تتحدث عن خطة جديدة لبايدن حول ...
- -اعتدال- السعودي و-تلغرام- يزيلان 129 مليون محتوى متطرف
- السعودية.. نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ يكشف عن أبرد وأحر م ...
- أصول الزعيم الراحل معمر القذافي.. سويسرا تفرض غرامة مالية عل ...
- وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره الإماراتي تطورات الأوضاع ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - كيفية ابتياع الفياجرا أو حرية تدفق السلع في زمن العولمة