|
توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري- القسم الخامس
كامل داود
باحث
(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)
الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 09:09
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
3- الروتين تندرج تحت عنوان الروتين الكثير من الامثال الشعبيةالعراقية والتي يستعين بها الفاسدون من الموظفين الحكوميين لتحقيق مآربهم في عرقلة الاجراءات الرسمية والتفنن في اغلاق نوافذ الامل بوجه البسطاء من المواطنين الذين يرومون الانتفاع من بعض ما تمنحه الحكومة من اعطيات او حتى اثناء تسديد الديون والمستحقات التي بأعناقهم فقد يكون ( وراها حصبه وجدري ) او ان مصيرالشكوى ( نكعهه واشرب مايها) وان كان له اعتراض على ذلك فليراجع (بشهر الما بيه جمعة) وبدون اي ازعاج فأن (الباب توسع جمل) و(رحم الله من زار وخفف) لان (الحك ما ينزعل منه) وافضل الحلول (سرحه بالكنافذ ) واذا لم يرض (دفعة مردي وعصا كردي) وعذر الفاسدين، مهما يكون الموظف نزيها لا بد ان يناله شئ من السوء لانه (منو خلصان من لسان الناس) 4 – الرياء و التملق للمسؤولين لا ريب ان هذا السلوك الاجتماعي المرضي ينهش بمخالبه كل القيم المدنية التي تؤسس لنظام اداري يعتمد عنصري النزاهة والكفاءة في تحديد مفاصل التراتب الوظيفي الا انه هناك الكثير من الامثال الشعبية التي تمنح الغطاء والمسوغ الاجتماعي للمتملقين وماسحي الاكتاف في محاباة رؤسائهم الفاشلين ، ان الموظف الحكومي الفاسد ينظر الى مصلحته الخاصة ليس الا ولسان حاله يقول ( مَنْ يتزوّج أمّي يَصير عَمّي) فهو يسعى وراء تلك المصلحة ويتذرع بالمثل القائل (اذا جانتلك حاجة يم الجلب سميه حجي جليب) لان (الناس ويّا علم الواكف) حيث انه يدري ان عبارات الاطراء ومفردات التملق والتزلف غالبا ما يؤتى اؤكلها سريعا فالانسان تسحره تلك العبارات وتنشرح نفسه وتُفتح اساريره قبل اذانه لسماعها(الحيوان يسمن من حلكه والانسان من اذنه) 5 - الابــتزاز بأستغلال النفوذ الوظيفي يلجأ ضعاف النفوس من العاملين في السلك الحكومي الى اساليب ملتوية في التعامل مع المراجعين ومحاصرتهم بكل ما يملكون من اسلحة قانونية واجبارهم على الاستسلام ، انهم يعلمون ان (درب الجلب على الكصاب ) وان ( البلاش ما ينحاش ) ولا بد للمواطن ان يقتنع بالمثل ( تريد ارنب اخذ ارنب تريد غزال اخذ ارنب)والا( لو كلها لو السبع ياكلها) 6- عدم التخطيط للمستقبل من روافد الفساد الاداري عدم التخطيط واتخاذ القرارات والاجتهادات السريعة الغير مدروسة والتي فقط تعود على متخذيها بالانتفاع السريع فأنه (منو ابو باجر) والنصيحة اذا كنت عاقلا ان (لا تكول حب لما يصير بالعدل) وكذلك (لا تكول سمسم الا تلهم )ومن امثالهم في الاستخفاف بالمستقبل (موت يا زمال لمن يجيك الربيع ) او (بيضة اليوم ولا فرخ باجر) وغالبا ما يحتجون بالمثل (اللي كدر ما كدر والشله ماعبر) لأثبات عدم جدوى التخطيط للمستقبل، اما المثل الكارثي ( اصرف ما بالجيب يأتيك ما في الغيب ) فلايمكن ان يعود على البلاد الا بالبؤس والشقاء
7 - الدعوة للاهمال الوظيفي من حالات الفساد الشائعة في كثير من المؤسسات الحكومية وجود نمط خاص من الموظفين المحبطين لِهِمَم الآخرين ورغباتهم بالانتاج وان هؤلاء لا يعملون ولا يدعون غيرهم يعمل انهم مثل ( مليهي الرعيان ) الطائر الذي يغري الرعاة بأصدياده ولكن دون جدوى ،فلا ينجزون من واجبهم الا (جفيان شر ملة عليوي) لأعتقادهم بأن (يجد ابو كلاش وياكل ابو جزمة)
8 - الشكوى وادعاء المظلومية كثيرا ما نصطدم بنموذج من الموظفين ما ان يقبل عليه مراجع حتى يجأر بالشكوى والتظلم من قلة مرتبه الشهري وارتفاع الاسعار وانه (يركض والعشا خباز) وليس هذا فحسب وانما العقوبات تلاحقه من كل حدب وصوب بلا ذنب اقترفه او تقصير تعمده (تجيك التهايم وانته نايم) وجراء ه (راحت الصاية والصرماية ) ورغم ذلك كله فهو يدعي العمل بلا كلل او ملل وان انكره عليه الآخرون (سوي زين وذب بالشط) اما اذا سأله احدهم عن حاله فجوابه ان (شمر بخير بس عوزها خام وطعام) وهو تلميح واضح عن الاستعداد لتقبل الهدية ( الرشوة ). اما التظلم من الوضع الجديد للبلاد وما انعمت به الديمقراطية على الناس فان هذا الامر لم يحظ بأعجاب الكثير من الموظفين الحكوميين فيعمدون الى الامثال الشعبية للظهور امام الناس بالمظهر المنطقي المتجانس فلا يملكون من التعليق على التغييرات الكبرى في الحالة العراقية ، الا من خلال فتحة جيوبهم( الشاص شاص والحمل حمل) وان المؤازين قد انتهت لعبتهم واصبحت الحياة (الك يا طويل الذراع) وغالبا ما يتندرون على الذين تبنوا المشروع الجديد (خل ياكلون بصاية خالهم) فهم يتوعدون المتفائلين بعراق جديد (راح تجي عجاجته) وان الذين يتحمسون لبناء الدولة الحديثة واهمون لانه (باجر يهب الهوه وتصبح كل الناس سوة) وان الادارات الديمقراطية ليس الا (شيخة شلاكة لالبو علوان)..
يليه القسم السادس
#كامل_داود (هاشتاغ)
رويَ_اêيçï_المïèçل_ئ_الكêçè_في_الïيوçنيé#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري-القسم الرابع
-
توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري/ القسم الثالث/أثنوغرافي
...
-
توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري 1-2
-
هل إن القوى الديمقراطية هي البديل الموضوعي؟
-
غريبان على الخليج
-
عرقوب وعيار الملح
-
الفرهود .. مقاربة تاريخية لسايكولوجيا المفرهدين
-
الفرهود .. مقاربة تاريخية لسايكولوجيا المفرهدين (القسم الاول
...
-
قيامة كزار حنتوش
-
المجتمع المدني في العراق الجذور وافاق المستقبل
-
عبد الكريم قاسم....... مشروع رجل دولة
المزيد.....
-
ما نعلمه داخل حلب.. بين ما تقوله فصائل المعارضة وقوات النظام
...
-
الجيش الإسرائيلي يحظر على اللبنانيين التوجه إلى 10 قرى جنوبي
...
-
وفد من حماس يصل القاهرة السبت لإجراء محادثات بشأن غزة، وقصف
...
-
سيناتور سويسري يؤكد أن بلاده مرغمة فرضت العقوبات ضد روسيا
-
خبير تركي يحدد من يقف خلف هجوم الإرهابيين في شمال سوريا
-
جنرال أميركي يصل إلى لبنان لرئاسة لجنة الإشراف على -تنفيذ وم
...
-
إجمالي القتلى و-مواقع السيطرة-.. حصيلة 3 أيام من الاشتباكات
...
-
ما بين السطور في بيان فصائل المعارضة السورية ووضع حلب.. خبير
...
-
صور أقمار صناعية تظهر بناء إسرائيل خطاً عسكرياً جديداً لتقسي
...
-
-بلومبرغ-: ترودو يصل إلى فلوريدا لمقابلة ترامب
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|