أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - نحو النهوض بوضع المرأة الفلسطينية في الأنتخابات القادمة















المزيد.....

نحو النهوض بوضع المرأة الفلسطينية في الأنتخابات القادمة


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 727 - 2004 / 1 / 28 - 07:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مما لا ريب فيه أن مشاركة المرأة الفلسطينية في صنع القرار وعدد المقاعد التي ستحرزها في الأنتخابات القادمة تعكس مدى تقدم وتطور المجتمع, ونجاح المرأة في الأنتخابات سواء أكانت تشريعية أم محلية, تعتبر أحد أدوات القياس ومرآة عاكسة لما يلي:
أولا: أداة قياس الديمقراطية الفلسطينية.
ثانيا: أداة قياس لمدى أحترام المجتمع لمبدأ المشاركة, و تحديدا للفئات المهمشة و الضعيفة ومن هم في حكم الأقلية.
ثالثا: أداة قياس للشوط الذي قطعته قضية المرأة نحو التحرر في المجتمع.
ومنذ أن أعلن عن التوجه لأجراء الأنتخابات و تشكيل لجنة مركزية للأعداد و التحضير لهذه الغاية, نشطت المنظمات النسوية و مؤسسات المجتمع المدني في العمل من أجل وضع خطط وتوجهات لمشاركة أوسع للمرأة في الأنتخابات القادمة, ولهذه الغاية شكلت لجان محلية في بعض المحافظات كرام الله ونابلس و غزة, تهدف الى تحقيق مشاركة أعلىللمرأة  في العملية الأنتخابية على جميع الأصعدة,بدءا بتفعيل مشاركتها كناخبة وحقها وحريتها في أختيار وتحديد القيادات القادمة بشكل مستقل دون وصاية من أحد,مرورا بمشاركة فاعلة في لجان الأنتخابات المركزية و الفرعيةذات المهام الأجرائية كلجان التسجيل و الرقابةوالفرز و التدقيق و الطعون, وأنتهاءا بكونها مرشحة تملك ذات الحقوق و الواجبات التي كفلها لها القانون الأساسي , ومن أجل ذلك أيضا رفعت المذكرات و المطالب المعبّرة عن أرادة مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني من أحزاب و جمعيات و مؤسسات أهلية تطالب بوضع قانون أنتخاب ديمقراطي يتضمن كوتا أنتخابية للمرأة كاجراء مؤقت يعوض عن ما لحقها من تمييز جعلها في وضع لا يمكنها من المنافسة.
هدف الحركة الوطنية والمجتمعية كبير, وتحقيقه تقف دونه عقبات لا يمكن التقليل من شأنها في ضوء أسئلة المصير الفلسطيني و في ضوء الوضع الأجتماعي و الثقافة الأجتماعية السائدة التي تلعب دور المعيق الرئيسي في هذا المجال, وما له علاقة بالقانون الذي ستجري على أساسه الأنتخابات ,  ومدى أستجابته لمطالب مراكز القوى في المجتمع الناشئة من واقع تجربة الأنتخابات السابقةو الواقع الذي خلقته لاحقا, بالأضافة الى ضعف مبنى المنظمات  النسائية على أختلاف مسمياتها ومرجعياتها, هذه العقبات و غيرها تقف في وجه تحقيق الطموح و الهدف, والتي يمكن أبراز الأكثر جوهرية منها فيما يلي:

المفاهيم الذكورية في المجتمع:
ليس بجديد القول بأن المجتمع الفلسطيني ما زال مجتمعا ذكوريا, فالأطار المفاهيمي التقليدي الذي يعتقد بأفضلية الرجل في القيادة و العمل السياسي والأقتصادي, يقف بوجه المرأة مقيدا حصولها على كامل حقوقها السياسية دون وجود نصوص قانونية تقيد هذا الحق, فبحكم تركيبة المجتمع الذكورية و العشائرية  نجد أن الذكور يتحكمون بقرار المرأة وهم أصحاب الكلمة النهائية في تقرير مشاركتها في  العمل العام و حتى في توجيه الأصوات الأنتخابية للعائلة و لنسائهاعلى وجه التحديد.

قانون الأنتخابات:
قانون الأنتخابات الذي ستجري على أساسه العملية الأنتخابية سيكون له الأثر الواضح في مستوى و فاعلية مشاركة المرأة, سواء أعتمد قانون الدائرة الواحدة كما تطالب القوى السياسية , أو قانون الدوائر المتعددة الذي جرت على أساسه الأنتخابات التشريعية السابقة, أو أذا تم الأخذ بقانون النظام المختلط كحل وسط ما بين النظامين, كما أن أخذ المشرع بنظام الكوتا النسائية سيكون له الأثر الأكبر في أعطاء زخم و فاعلية لمشاركة المرأة في الأنتخابات وعدم الاخذ به سيقود حتما الى اقصائها أو الى هروبها من حلبة المنافسة.


واقع الحركة النسائية:
رغم أن الحركة النسائية الفلسطينية ليست حديثة التكوين , فتاريخها يعود لتاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية, الا أنها ومنذ عقد من الزمن تعاني من مظاهر الضعف و التشتت, وتسود العلاقات التنافسية بديلا للعلاقات التكاملية, وحال المرأة و وجودها في الأحزاب ليس بأحسن من حالها في المجتمع, هذا الواقع لا يمكن أن يشكل رافعة أنتخابية تعتمد عليها المرأة للوصول و النجاح.

نظرة المرأة لذاتها و وعيها لحقوقها:
أن وعي المرأة لحقوقها و قضيتها ولذاتها ا ولدورها  لا زال يشوبه الكثير من النواقص و العيوب, فثقة المرأة  بقدرتها وبقدرة غيرها من النساء لأمكانية قيامها بأدوار قيادية في المجتمع محدودة ومهزوزة, وهذا له علاقة بالتأكيد بالمفاهيم السائدة التي تتبناها المرأة حول تقسيم العمل في المجتمع و الأدوار الإجتماعية لكلا الجنسين, وله علاقة أيضا بتبعية المرأة التقليدية للرجل المقرر في الأسرة, وبالتالي فإن إرادتها و صوتها سوف يوجهان في أغلب الأحيان الى المرشحين وليس الى المرشحات(في الأنتخابات الأخيرة أنتخبتت54% من النساء رجالا, بينما أحجمت 29% منهن عن الأنتخاب لعدم ترشح النساء في دوائرهن).
 لهذه المعيقات و لغيرها كالاعلام والكيفية التي يعكس من خلالها صورة المرأة ومدى إيلائه الإهتمام الكافي , ومكانة المرأة الإقتصادية وقدرتها المالية كناخبة و مرشحة (قدرت محصلة مصاريف الحملة الإنتخابيةالسابقة للمرشح الواحد بثلاثون ألف دولار) ستجعل المرأة في موقع تنافسي ضعيف, و عليها ودونما تلكؤ ممثلة بأطرها ومؤسساتها أن تعيره الأهتمام الكافي, لتخفيف آثاره الضارة على الإنتخابات ودور المرأة فيها على طريق إزالته, إذا ما تم معالجته ومواجهته بدأب و ضمن خطة منهجية.
 وفي هذا المجال فإن تحقيق الفوز لا يتم إلا إذا وضعت خطط تعالج على المدى المباشر الهدف المتمثل بإيصال أوسع عدد من النساء الكفؤات لمراكز صنع القرار عن طريق الإنتخاب كما يلي:
أولا:
التكامل بديل للتنافس:
* توحيد جهود المنظمات النسائية وإستبدال العلاقات التنافسية غير الصحية السائدة بالعلاقات التكاملية التي تفسح المجال أمام الجميع للعمل والجهد بتغليب مصالح قطاع المرأة و وجودها وتقدمها على المصالح التنافسية الصغيرة التي تحجّم المرأة و تعيدها للوراء, وفي هذا المجال أرى أذا ما تم أعتماد نظام الكوتا الانتخابية أن يفسح المجال أمام جميع من تطمح أو ترى في نفسها القدرة و الأهلية و الكفاءة للترشيح ,أما اذا لم تعتمد الكوتا,فمن الممكن أن يتم البحث عن توافق على مرشحات محددات يتم اختيارهن من  المنظمات والشخصيات النسوية الفاعلة,ممن يمتلكن القدرة والكفاءة و المهنية والرصيد الكفاحي والحقوقي,ولمن يمتلكن فرص تنافسية أوسع من غيرهن, دون أن يشكل هذا التوافق كابحا أمام من تشاء للتقدم والترشيح, هذا التوجه في حال إقراره سيجنب المرأة  تشتيت الأصوات و بعثرتها وهو أمر ليس لاحد مصلحة به.
* حسنا فعلت المنظمات النسوية التي عملت على تشكيل لجان تنسيقية على مستوى المحافظات للنهوض بوضع المرأة في اللانتخابات, ولا يزال الوقت يسمح لان تحذو باقي المحافظات    حذوها بإجراء خطوات  مشابهة فالعمل المبكر يعطي ثمار ونتائج أفضل, وهنا لا بد أن تعمل  هذه اللجان على أن  تتوجه للمجتمع ككل,و على أن لا تحصر نفسها بالعمل في أوساط النساء على ضرورته وأهميته, بل أن الأنفتاح على المجتمع ككل هو الأساس في توفير المناخ والجو المناسب للحملة الأنتخابية الناجحة على أساس مفهوم  المواطنة دون الوقوع في فخ تمثيل القطاع النسائي و القضايا النسائية, بل لتمثيل الشعب و قضاياه برمتها, ومن هنا يجب أن تحرص الراغبات بالترشيح للهيئة التشريعية على وجه الخصوص أن يولوا الأهتمام الكافي للقضايا الوطنية والسياسية وبلورة المواقف اتجاه القضايا المختلفة,اضافة الى الالمام بالقانون والتشريع.


ثانيا
دور الأعلام:
بات الإعلام يلعب دورا رئيسيا ومفصليا في عملية الترويج السياسي, وفي تشكيل الرأي العام, لذلك من البداهة أن يبذل الجهد الكافي بإتجاه الإعلام للعمل على تعديل الصورة النمطية للمرأة فيه , ومن أجل تجسير الفجوة القائمة الهاضمة لحق  المرأة في الظهور في المنابر المختلفة لتتحدث في قضايا الساعة السياسية وفي القضايا القانونية والإقتصادية, ومواجهة كل المحاولات و التوجهات التي تتم بقصد أو بدون قصد لحصرها بقضيتها وبأدوارها  المعتادة المستمدة من تقسيم العمل المنزلي  بإعتبارها ضلع قاصر.
ثالثا
العلاقة مع القوى السياسية و النقابات المهنية و العمالية:
من الواضح أن مشاركة النساء في الحياة السياسية و العامة متدنية, و هذا في جزء منه له علاقة بعزوفها عن العمل الحزبي و السياسي والعام منذ وقت من الزمن, وفي جزئه الآخر ناجم عن سياسات تمييزية تجاه المرأة من قبل المؤسسات و النقابات المهنية و العمالية, وهو ما يعني أن عليها بذل جهود مضاعفة مع الأحزاب و النقابات من أجل التعاون فيما بينهم للضغط بإتجاه قانون الإنتخابات المنشود كشركاء تجمعهم رؤيا واحدة في هذا المضمار,وأن تفاوضهم كحركة اجتماعية موحدة ذات نفوذ سياسي ومطالبتهم بتخصيص مقاعد للنساء في الإنتخابات الداخلية للتنظيمات السياسية و إعطاء مقاعد أولوية في الإنتخابات العامة,وعلى ذات القاعدة وفي العلاقة مع النقابات المهنية و العمالية يجب العمل و التقدم بمبادرات منتظمة لضمان إنتخاب النساء في المستويات القيادية في المدى المباشر.
وأخيرا في هذه العجالة وفي الظرف الفلسطيني الراهن, وفي المساحة الخاصة بالقضايا الاجتماعية نحن بحاجة دائما لخطط وبرامج تحقق الاهداف المباشرة,لكنها لن تكون كافية اذا ما أردنا تحقيق التغيير الاجتماعي وارساء الديمقراطية,فالى جانب العمل على الاهداف الموضوعة للتحقيق على المدى المباشر,نحن  بحاجة بالتأكيد الى عمل متراكم و خطط إستراتيجية و برامج تصنع التغيير الإجتماعي وفي الرأي العام, ولكسر الصورة النمطية للمرأة بعيدا عن المكاسب السريعة المعرضة للتبديد, و بعيدا عن العمل على طريقة الهبّات و المواسم على أبواب الآنتخابات و المناسبات و الأحداث, خطط و برامج تهزّ جذور التمييز و عدم المساواة,خطط  تفتح على نقاش المناهج الدراسية و أثرها على تأسيس أجيال تؤمن بالديمقراطية و المواطنة و تخلق القناعة بينهم بأن لا مكان لثقافة التمييز في المجتمع الفلسطيني,  خطط و برامج تتصدى وتناقش المفاهيم البالية التي تغذي واقع التمييز والتهميش الذي تعاني منه المرأة على طريق نبذها واستبدالها بقيم المساواة و العدالة.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الإصلاح في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية
- المرأة الفلسطينية: أي إصلاح وأي تغيير؟؟
- في يوم الشهيد الفلسطيني -أطلب شباب يا وطن وتمنى
- وزارة المرأة : جدل التغيير
- إلى اللقاء …. فدوى طوقان
- الجدل الدائر حول قانون العقوبات
- قراءة في أعداد شهداء انتفاضة الاستقلال والأقصى


المزيد.....




- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - نحو النهوض بوضع المرأة الفلسطينية في الأنتخابات القادمة