أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - كريم الهزاع - العولمة المتوحشة!














المزيد.....

العولمة المتوحشة!


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 10:35
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


«إما أن تأكل، أو تؤكل»..

«إن لم تكن ذئبا، أكلتك الذئاب» بالعربي الفصيح.

هذا هو شعار العولمة.. أما المحتجون على هذا الشعار فعليهم أن يشربوا من مياه البحر المالحة أو بإمكان الآلهة الجديدة أن تُطيِّب خواطرهم بمصطلح يدخلهم قاموس هذه العولمة من خلال كلمة TITTYTAINMENT هذا المصطلح الذي عناه بريجنيسكي أنه منحوت من كلمتين ENTERTAINMENT «تسلية» وTITS «حَلمة»، الكلمة التي يستخدمها الأميركيون للثدي دلعاً.

ولا يفكر بريجنيسكي هنا بالجنس طبعاً، بل هو يستخدمهُ للإشارة إلى الحليب الذي يفيض عن ثدي الأم المرضع. فبخليط من التسلية المخدرة والتغذية الكافية يمكن تهدئة خواطر سكان المعمورة المحبطين.

وفي حين ترتفع أسعار الأسهم وأرباح المؤسسات بنسب تبلغ عشرة بالمئة وأكثر، تنخفض أجور العاملين ورواتب المستخدمين. وفي نفس الوقت تتفاقم البطالة بشكل مواز للعجوزات في الموازنات الحكومية. وليس المرء بحاجة إلى أن يكون مطلعا على نظريات اقتصادية معقدة لفهم ما يحدث فعلاً: فبعد 113سنة من وفاة كارل ماركس تتخذ الرأسمالية ذلك المنحى الذي وصفه هذا الاقتصادي الثوري، بالنسبة لزمانه، وصفا دقيقا فعلا حينما راح يقول: «إن الإنتاج الرأسمالي لا يميل، في العموم، إلى رفع متوسط مستوى الأجور، إنما يميل إلى تخفيضه أو إلى الضغط على قيمة العمل إلى أدنى مستوى». وهو حينما أعلن رأيه هذا أمام المؤتمر العام للدولية الأولى في لندن عام 1865، ما كان يعلم أن الرأسمالية في طابعها الأول ستطعّم في يوم من الأيام القادمة بالروح الديمقراطية. ولكن.. ومهما كان الحال، فبعد الإصلاحات التي تمت في قرن سادته أفكار الاشتراكية الديمقراطية، تلوح في الأفق حركة مضادة ذات أبعاد تاريخية: إنها تتمثل في رسم صورة المستقبل بالعودة إلى الماضي السحيق. وفي هذا المنظور لا عجب أن يعلن هاينرش فون بيرر HEINRICH VON PIERER، رئيس المؤسسة العالمية سيمنز، بلهجة من ربح المستقبل والنصر: «لقد تحولت رياح المنافسة إلى زوبعة، وصار الإعصار الصحيح يقف على الأبواب». ولا ريب في أن يبرر وغيره من رافعي راية العولمة، إنما يحاولون بما يختارون من عبارات وصور، الإيحاء بأن الأمر يتعلق بحدث شبيه بالأحداث الطبيعية التي لا قدرة لنا على ردها والوقوف بوجهها، أي انها نتيجة حتمية لتطور تكنولوجي واقتصادي ليس بوسعنا إلا الإذعان له. والواقع أن هذا ليس إلا ثرثرة. فالتشابكات الاقتصادية ذات الطابع العالمي ليست حدثا طبيعيا بأي حال من الأحوال، إنما هي نتيجة حتمية خلقتها سياسة معينة بوعي وإرادة. فالحكومات والبرلمانات هي التي وقعت الاتفاقيات وسنّت القوانين التي ألغت الحدود والحواجز، التي كانت تحد من تنقل رؤوس الأموال والسلع من دولة إلى أخرى. فرجالات الحكم في الدول الصناعية الغربية هم الذي خلقوا، ابتداء من تحريرهم المتاجرة بالعملات الأجنبية وعبر السوق الأوروبية المشتركة، وانتهاء بالتوسع المستمر لاتفاقية التجارة العالمية المسماة «الجات» بانتظام الحالة التي يعجزون الآن عن معالجتها، والمتابع الجيد للأوضاع في الشرق الأوسط وارتفاع سعر برميل النفط وانخفاض قيمة الدولار والانتخابات الاميركية على قدم وساق والوضع الاقتصادي الحرج الذي تمر به أميركا، وطغيان المصالح الاقتصادية والصراعات الدولية؛ يرى تراجع لغة الحوار، ولا ننكر بأنه منذ بدء التاريخ وعبر المسيرة الطويلة لتاريخ الأفكار والأديان ونشوء الدول، ظل الاقتصاد وقوة السيف هما السلاحان اللذان يدعمان الفكرة، حيث الترغيب والترهيب يفعلان فعلهما المستمر في تقوية سلطة ما تعتمد على الغوغاء، مما يذكرنا بمقولة ماركس بأن الاقتصاد هو المحرك الرئيسي للتاريخ، وبالرغم من كل هذه التعددية بالنصوص والعولمة والتراكم المعرفي إلا أن فعل الإزاحة بسيط جداً مقارنة بالفكرة التي يقف وراءها الاقتصاد، لذا سيظل العالم يشبه ذلك الرجل المجنون المتهور، إذا ظل الحصان الوحيد الذي يراهن عليه هو حصان الاقتصاد واستبعاد حصان الحوار الذي يبدو أنه تحول إلى خشب في ظل هكذا رياح تدير هكذا طواحين. ولنا هنا سؤال: ما الذي بوسع المستضعفين في الأرض، بطيئي الحركة أن يفعلوه لمواجهة الرأسمالية النفاثة؟ ماذا بوسع الرأسمالية النفاثة نفسها لكي تنقذ روحها من الانهيار؟ وهل هناك ثورة مضادة قوية لهذه الرأسمالية المتوحشة؟.






#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس العالم
- طبخة تموز وكأن شيئاً لم يحدث
- جدلية الماء والنار
- الصحافة الكويتية واللعب بالمشاعر
- مرضى ال ms في الكويت.. من الذي سيقتص لهم؟
- قضية البدون في الكويت
- طرة أو نقشة
- إلى أين توجهت أصوات «حدس»؟
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 4)
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 3 )
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 2 )
- الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 1 )
- كيف نصنع دكتاتورا ونشنقه ونتباكى عليه؟
- الحداثة والبحث عن نظرية نقدية
- الصبي الذي حطّم أصنام أبيه
- البذور الجديدة
- أصنام الكتابات
- ريثما تطن نحلة أخرى في الدماغ
- فلسفة الفرح
- من يمنحنا أجنحة للطيران؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - كريم الهزاع - العولمة المتوحشة!