الاتفاق بين المالكي وبوش على ادامة الاحتلال بربط الانسحاب بموعد عام لتحقيق الامن

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2348 - 2008 / 7 / 20 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تتصاعد مقاومة شعبنا لاتفاقية تشريع الاحتلال وادامة استعباد شعبنا كما يتصاعد رفض الشعب الامريكي لسياسة ادارة بوش العدوانية وما كلفت الشعب الامريكي من ضحايا وتضحيات مادية ومعنوية ، وعجزها عن استكمال مخططها للشرق الاوسط الجديد بتركيع ايران وسوريا مع اقتراب نهاية فترة حكمها واحتدام الصراع على الادارة بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي، يحرص بوش على تحقيق نصر يبرر به للشعب الامريكي تضحياته من خلال امتلاكه للعراق بما فيه من ثروات نفطية وموقع استراتيجي بعقد هذه الاتفاقية
يدرك الشعب العراقي من خلال تجاربه الغزيرة وعبر تاريخه بان تحرره من قوات الاحتلال لايمكن ان يتم من خلال مفاوضات واتفاقيات مع المحتلين بل بالنضال الجماهيري الفعال المستند على وحدة القوى الوطنية وتظافر جميع فصائل المقاومة واشكالها لتكتسح قوات الاحتلال وجميع ادواتها، وتبني عراقا متحررا وديموقراطيا . فقد تمرست قوات الاحتلال ليس فقط في اساليب تركيع اقطاب العملية السياسية وترويضهم بل وتجنيدهم للترويج لمخططاتها بما في ذلك الترويج لاتفاقية الذل والاستعباد تارة بالزاميتها لشعبنا وامكانية تحقيق اهداف شعبنا اذا ما احسنت الحكومة اختيار الوفد المفاوض، وتارة لضمان حمايتنا من عدوان خارجي . وهل هناك من عدوان افضع من العدوان الامريكي؟؟ او لحمايتنا من الحرب الاهلية والمذابح على يد قوى الارهاب . و مارس بوش مسلسل الحلقات التلفزيونية المغلقة الساحرة، مع المالكي للحصول على توقيعه على مخططاته بدءا بتوقيع قانون نهب النفط والغاز ومرورا بمذكرة التفاهم كمقدمة لعقد اتفاقية ادامة الاحتلال وتشريعه، لتحرره من اجراء الحلقات المغلقة المتكررة لتمرير تجديد الطلب من مجلس الامن لبقاء قوات الاحتلال سنويا، دون عرضها على البرلمان. وتميز مفعول سحر الحلقة تلفزيونية المغلقة الاخيرة بقدرته على شطب تصريحات المالكي التي اعلنها في لقاءات رسمية في الامارات اكد فيها اصرار العراق على جلاء قوات الاحتلال او جدولة محددة وصارمة لانسحابها. والاعلان عن اتفاق بينه وبين بوش على موعد عام لانسحاب القوات الامريكية يرتبط باستتباب الامن في العراق!! وهو اصرار على ما طالبت به الادارة الامريكية منذ بدء الاحتلال، وقبلت به جميع القوى المنضوية بالعملية السياسية الذي نص على ربط سحب قوات الاحتلال باعداد قوات الامن العراقية .
ولذلك عملت قوات الاحتلال على اعاقة بناء وتطوير قوات الامن العراقية منذ اليوم الاول للاحتلال . فقد حلت الجيش العراقي واخذت تعمل على تشكيل قوات الامن العراقية الجديدة وفقا لمخططاتها من حيث التدريب والتأهيل والتسليح فضلا عن اقامتها على اسس تتيح مختلف اشكال تمزيق وحدتها ووحدة اهدافها . وعملت على الحد من استكمال تعدادها رغم اقبال الشباب على التجنيد باعتباره فرصة العمل الوحيدة التي تركها الاحتلال لهم بعد تهديمه لجميع المرافق الاقتصادية، بارتكاب اشكال من المجازر للمتطوعين والمتدربين والعاملين واغتيال القادة المبرزين. ومع ذلك اصبح الجيش وقوى الامن العراقية حقيقة واقعة ويتطور دوره في استتباب الامن ولذلك حورت طلبها بربط الانسحاب باستتباب الامن لضمان دوام احتلالها.
فهل يستتب الامن في العراق مع بقاء قوات الاحتلال ومتى؟؟ الامن الذي كرست ادارة بوش لادامة زعزعته خلال خمس سنوات ونيف، كل ما تمتلكه من تجارب تاريخية ومعاصرة وكل الامكانيات المالية والعسكرية والاعلامية وابتكرت العديد من الوسائل والاساليب وجندت اشكال من القوى العسكرية من قوات نظامية ومرتزقة ، مليشيات وفرق موت. واطلقت العنان لمختلف المنظمات الارهابية واستغلت كل وسائل حرمان الشعب العراقي من وسائل العيش والعمل لشراء ضمير المحتاجين وتشكيل مختلف اشكال مجالس الصحوة ومجالس انقاذ وطني . فضلا عن تطوير جميع وسائل واساليب تمزيق وحدة الشعب العراقي على اسس دينية وطائفية وقومية تعمل على تاجيج أي منها وفقا لمتطلبات كل مرحلة من مراحل توطيد هيمنتها . والبرهنة على ستحالة ستتباب الامن حتى ولو نسبيا الا بزيادة تواجد قواتها. مع التأكيد دوماعلى استحالة القضاء على ارهاب القاعدة، وتنظيم تنقلها من مدينة الى اخرى . ومع كل تاكيدها على عدم اقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق ترصد الادارة الامريكية الحالية مليارات الدولارات لاقامة احزمة من المؤسسات والمشاريع الاقتصادية لحماية قواعدها العسكرية الكبيرة المتمركز في المناطق الاستراتيجية من العراق
ان شعبنا يدرك كل اساليب الامبريالية ووسائلها في تمرير مخططاتها ويدرك جيدا استحالة تحقيق الامن والاستقرار في العراق مع وجود قوات الاحتلال دع عنك تحقيق أي من اهدافه في التحرر والديموقراطية. ولذلك يستصرخ جميع القوى الوطنية لتوحيد صفوفها واستنهاض كل اشكال رفض الاتفاقية الاستعبادية ومقاومة الاحتلال كسبيل وحيد لتحرير شعبنا وبناء عراقنا الديموقراطي المزدهر.
سعاد خيري في 20/7/2008

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات