|
أسرارالديانات السماوية 1
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 10:50
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كل الأديان المعتقد أنها سماوية ماكانت سماوية بل كانت أرضية إبتدعها مصلحون إجتماعيون وهواة تغيير وقادة عسكريون معارضون يساريون في عصرهم لملتهم ولأبناء أوطانهم ومعارضون ويساريون لمجتمعاتهم , كما كان أخناتون وكما كان الملك داود الذي ورث ونقل مزاميره عن مزامير الإله آتون في تل العمارنة .
وليست هذه فحسب بل أن قصة يوسف نفسها موجودة بأشكال مختلفة من التعبير في الأساطير المصرية القديمة وهي بالأصل تعود لى قصة الأخوين أو أنها حملت نفس المعنى أي أن المصريين تداولوا القصة بإسم الأخوين وهما : (أنوبيس) و(باتا ) وباتا أصغر سنا من أنوبيس ولم يتزوج وأحبته زوجة أخيه وراودته عن نفسه فلما تمنّع عليها كادت له كيدا عظيما . والقصة متكررة بالأصل عن قصة أوزيريس وإيزيس وحورص.
وبدأت الديانات السماوية غير توحيدية ثم أخذت شيئا فشيئا تتجه للتوحيد مع توسع المدن إلى دول والدول إلى إمبراطوريات . وكانت كل مدينة تحتفظ بإله واحد لها أو بأكثر من إله وليس لأي مدينة حق فرض عبادة إلهها على شعب المدن المجاور ة إلا في حالة واحدة وهي: إذا قامت إحدى المدن بإبتلاع مدينة مجاورة لها وضمها إقليميا وجغرافيا إليها ففي مثل تلك الحالة يبتلع إله المدينة القوية إله أو آلهة المدينة الضعيفة وبهذا يلغى وجود الإله المعبود مع إلغاء الشعب العابد له وحتى يكسب السياسيون الدينيون اللعبة وقواعدها فإنهم يعيدون إحياء الإله الميت والمقتول على يد إلههم ويجعلونه وصيفا لإلههم وبهذا تتعدد صفات الإله المنتصر على قدر تعدد مستعمراته وعلى قدر إبتلاعه للآلهةالمجاورة له في المدن المتاخمة له والبعيدة عنه .
والإله الذي ينصر المدينة التي تعبده يأخذ شكلا دعائيا أكثر وأكبر من الإله المعبود في المدن الضعيفة والتي يستقوي عليها شعب آخر أو مدينة أخرى ,وهذا هو سبب شهرة الله أكثر من (اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى )وهبل أو هبعل . وهذا هو السبب الذي جعل ويجعل من صفات الله وأسماءه أسماءا وصفاتا متعددة . ونحن نلوم ونحتقر الأمم التي تعبد أكثر من إله رغم أنها ليست مدنا حقيرة أو جاهلة بل أن هذا دليل على أنها لم يكن قديما بنيتها إبتلاع الآلهة المجاورة لهم وبقيت كل مدينة على ربعتها وعلى طريقتها في العبادة دون التدخل بشؤونها الدينية فبعض الحضارات لديها : إله للشر.... وإله للخير ... وإله للرزق ...وإله للبحر ...وإله للشجر والغابات .. وإله للحب ....وإله للجمال ..وللقوة ....وللضعف ....وإله للنور ...وإله للظلمة ...وإله للشمس ....وإله للقمر (الله )...وإله للنهر ...وإله للموت ...وإله للحياة ...
أما نحن المسلمون الموحدون فإننا عبدنا كل أولئك بصورة واحدة مختزلة بإله واحد وباقي الآلهة هم صفات لرب واحد قادر على كل شيء وله الأسماء الحسنى . والأسماء الحسنا وسرها يبقى هو هذا السر الذي نحاول أن نفك لغزه وسره ومكنوناته. وتشير السيرة الذاتية إلى أن المصريين هم أول من مارس ديانة التوحيد على يد (أمنحوتب الرابع ) سنة 3300قبل الميلادالمعروف بإسم أخناتون الذي تسمى هو بإسم آتون إله قرص الشمس الذي كان يعبده أمنحتب الرابع . وولد أمنحتب الرابع في بيئة وعصر يحسد عليه فأبوه أمنحوتب الثالث كان يشبه جدا هارون الرشيد أو عصر هارون الرشيد . وشيد (أخ آن آتون ) أي المفيد للإله آتون , وشيد لهذا الإله معبدا خاصا وعاصمة جديدة بالقرب من محافظة المينيا اليوم في مصر وتعرف بإسم تل العمارنة أو بالقرب من تل العمارنة أم عصرها فمعروف بعصر تل العمارنة وهو عصر شهد إضطرابات كثيرة وملاحقة أعداء الإله آتون وتصفيتهم جسديا بقتلهم وتشريدهم ومتابعة كل وثن وصنم لغير الإله آتون وتحطيمه تحت أقدام الإله آتون القوي المتين .
وإستمرت رسالته 12 عاما تغيرت بها الحياة العامة وتغيرت بها طرائق التفكير ولكن الشعب ضاق ضرعا بهذه التقاليد الجديدة لأن التقاليد الجديدة لا يمكن فرضها فرضا ولكنها تأتي من خلال تغيير في طرائق الإنتاج.
ومات أخناتون ولم يعرف قبره بدليل أن موته كان بظروف غامضة فمن المحتمل أن أتباع الإله رع هم الذين قادوا ضده حملة مضادة للتي قادها هو عليهم. وهذا يدل على أن ظروف التوحيد في مصر سنة 3300قبل الميلاد ماكانت لتنجح نتيجة رغبات الإله أخناتون , حتى أن الشعب المصري فيما بعد إعتبره ملحدا ملعونا وأسقطوا إسمه من قائمة أسماء الملوك الفراعنة الذين حكموا مصر . ويبدو أن المصريين ماكانوا بحاجة لديانة توحيدية جديدة لأنهم في الأصل يعبدون الإله رع وهو موحد في كل أرجاء مصر السفلى والعليا وأعتبرت محاول ة أخناتون قلب نظام إجتماعي وسياسي مفاجئ دون وجود مقدمات مسبقة .
أي أن المسألة بحاجة إلى تغيير جذري وفرض الثقافة بحد السيف لا يمكن نجاحها وبلغت بأخناتون الجرأ ة بأن وصف زوجته بأنها سيدة نساء الأرض وهي (نفرتيتي )المشهورة جدا ويلفظ إسمها (نفرت إيتي ) أي الجميل ة آتية أو مقبلة ...إلخ .
عصر أخناتون سبق عصر المزامير ب 500 عام ولكن هنالك تقارب شديد بين مزامير دا وود وبين أناشيد الإله آتون , فلم تنجح ديانة التوحيد في مصر ولكنها نجحت على يد الرعاة البدو الحفاة من اليهود والعرب وكان مزمور النبي الملك داود منقولا حرفا حرفا وكلمة كلمة عن أغنية أو أنشودة الإله أتون .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقاومة الثقافة والمجتمع المدني
-
علماني في مكة والمدينة : وقفة تأمل بشعاب أبي طالب
-
علماني في مكة والمدينة8
-
علماني في مكة والمدينة7
-
القضية الفلسطينية في الأراض السعودية
-
علماني في مكة والمدينة 6
-
علماني في مكة والمدينة 5
-
علماني في مكة والمدينة 4
-
كعبة الحجاج بن يوسف الثقفي
-
علماني في مكة والمدينة3
-
علماني في مكة والمدينة 2
-
علماني في مكة والمدينة
-
هوايتي جمع القبلات
-
من يحيي المعاني إذا ماتت ؟
-
رائحة إبط الرجل تنظم الدورة الشهرية للمرأة
-
الإستعمار للمواطن العربي أفضل
-
العبقرية ليست للعرب
-
الثقافة التي تطعمنا الخبز أو خبز المسيح
-
بابلوف في المخابرات1
-
هل سيبقى بوش حمارا؟
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|