أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسعد عبود - العولمة ترتد سلبا على حركة تحرر المرأة العربية















المزيد.....

العولمة ترتد سلبا على حركة تحرر المرأة العربية


اسعد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 139 - 2002 / 5 / 23 - 20:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




اعرب عدد من الكاتبات والمثقفات المشاركات في مؤتمر جمعية تضامن المرأة العربية الذي اختتم اعماله في القاهرة عن اعتقادهن بان تداعيات العولمة باتت تشكل مردودا سلبيا على حركة تحرر المرأة في العالم العربي مع تزايد اتساع الفجوة بين المطالبين باللحاق بمفاهيم العصر والحداثة وهم اقلية، وبين الاتجاه المحافظ، فضلا عن ظهور تيارات متشددة تدعو الى التحجر والانغلاق. وقد عقدت جمعية تضامن المرأة العربية مؤتمرها الدولي السادس في القاهرة بين الثالث والخامس من كانون الثاني/يناير بمشاركة عدد من الناشطات في هذا المجال وشملت حلقاته حوار الشمال والجنوب والعنف وآثاره على النساء اضافة الى مناقشة الابداع النسوي العربي. وقالت رئيسة الجمعية الكاتبة نوال السعداوي (72 سنة) الناشطة في مجال حقوق المرأة ان نتائج العولمة "سلبية للغاية" على حركة تحرر المرأة، وليس فقط في العالم العربي وانما في غالبية ارجاء العالم الثالث. ومن جهتها اكدت استاذة الادب الانكليزي في جامعة القاهرة شيرين ابو النجا (34 عاما) ان آثار العولمة كانت "سلبية وخصوصا بالنسبة للمرأة المصرية حيث تم تهميشها قياسا مع المركزية الشديدة" التي احتلتها مسائل العولمة الاخرى. واضافت ان "العولمة اطلقت وحش الانغلاق والشوفينية والدوغماتية المشتددة التي اصبحت وسيلة للحفاظ على الثقافة" معتبرة انه كلما "ازدادت مساحة العولمة اتساعا كلما اشتدت وطأة الدوغماتية". وانتقدت النظرة الاجتماعية والدينية السائدة ازاء منظومة الاتصالات الحديثة مثل القنوات الفضائية الغربية مؤكدة ان هذه النظرة القاصرة "خطوة الى الوراء، وكأن الشغل الشاغل لهذه القنوات هو التآمر على مصر فقط بغية تدميرها". واعتبرت ان "معادلة "اما نحن او هم" باتت طاغية حاليا في سلوكياتنا وخطابنا الثقافي الامر الذي يعزز صدام الحضارات بدلا من الحوار كما تطالب الصحف المصرية منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر الماضي" الا ان الروائية عفاف السيد (38 عاما) اعتبرت ان العولمة تركت اثارا في "الاتجاهين سلبا وايجابا حيث حصل التداخل المعرفي والتضامن الانساني بين النساء في العالم العربي وغيرهن عن طريق الاتصالات السريعة، مما كشف بؤر الصراع والقمع الذي تعاني منه المرأة في كل المجتمعات". واضافت عفاف ان "التأثير السلبي للعولمة يكمن في القفزة الزمنية السريعة التي حصلت خلالها وخصوصا من حيث تلقي الخطاب النسوي مما استفز الخطاب الديني والاجتماعي المحافظ واتجاهات اخرى تتدثر بالولاء لتاريخ تهميش النساء بذريعة الحفاظ على الاخلاق والتقاليد". لكن احدى الصحافيات التي اكتفت بالتعريف عن نفسها باسم منال اعربت عن معارضتها للعناوين المطروحة للعمل على تحرير المرأة العربية والمسلمة ونددت بالمطالبة باتباع نهج الغرب وما يقدمه في هذا الصدد. ورأت على سبيل المثال ان "الدعوات التي وجهها مؤتمر السكان في القاهرة 1994 بالنسبة لحرية المرأة من حيث الاجهاض والعلاقات الجنسية الحرة تستهدف المرأة المسلمة من خلال دفعها الى الانحلال الاخلاقي". وبدورها، اشارت احدى المشاركات في المؤتمر الى ان تطور ثورة الاتصالات بتعميم شبكة الانترنت وانتشار القنوات الفضائية بمختلف اتجاهاتها وما الى ذلك من وسائل اخرى، ترك اثره على المرأة العربية وخصوصا من تبثه الشبكات التلفزيونية من مواضيع اجتماعية مثيرة للجدل حول العلاقة مع الرجل. وقالت عالمة الاجتماع التي رفضت ذكر اسمها ان "فتيات النخبة والطبقات الدنيا يتشابهن كثيرا في تصرفاتهن الاجتماعية بالنسبة للعلاقات مع الشبان اذ لا يعانين من وجود قيود على تحركاتهن في هذا النطاق". واضافت ان العلاقات مع الاخر في الطبقة المحافظة "تخضع لشروط اجتماعية واسرية كالحذر من الاختلاط او السماح به ضمن حدود معينة وذلك عائد الى عقلية محافظة وتربية منزلية صارمة تدفع بالفتيات احيانا الى الكذب والمناورة من اجل تحقيق مآربهن". ومن جهتها، قالت الباحثة الاجتماعية الكندية باسكال فورنييه (26 عاما) ان النساء "المسلمات في الغرب يتحملن تبعات اجتماعية كبيرة بسبب تواجدهن في وسط مغاير تماما من حيث التقاليد والاعراف مما يدفع بهن الى الوقوع في مأزق اعادة تحديد الهوية النسائية". وتابعت ان المرأة المسلمة في الغرب "تقع بين فكي كماشة، اي وجوب الخضوع لمعايير المجتمع القانونية والاجتماعية ومتطلباته، وفي الوقت ذاته اطاعة زوجها وفقا للعادات والتقاليد الاسرية الموروثة". وابدت مثقفات عربيات شاركن في المؤتمر، اختلافات في وجهات النظر اثناء تطرقهن الى الابداع النسوي في الماضي والحاضر. واعتبر البعض منهن وبينهن استاذة الادب المقارن في جامعة سيدني الاسترالية من اصل سوري سمر العطار "ان المرأة العربية المبدعة كانت اكثر حرية في الماضي مما هي عليه الان في العصر الحديث" وذلك في سياق مقارنتها بين الحركة الشعرية النسائية في الجاهلية والعصر الحديث. وقالت العطار في مداخلتها بعنوان "مفهوم النفس عند الشاعرة العربية" ان "الحركة الشعرية في الجاهلية وصدر الاسلام كانت تعيش ضمن اطار قبلي يكفل لها الحرية والاحترام والاستقلالية مما منحها حرية التطرق لموضوعات نسائية متعددة مثل الجنس والعلاقات العاطفية بمنتهى الحرية". ودليلا على ذلك، ذكرت امثلة عن شاعرات في عصر الجاهلية وصدر الاسلام حيث كانت "الشاعرة الجاهلية زباء تجهر برفضها الزواج والخضوع للعبودية التي يفرضها الرجال على زوجاتهن ووافقتها الرأي القرطبية التي كانت ترفض الرجال الذين يتوددون اليها اثناء مجالستها الرجال في دواوين الملوك". وتابعت "حتى ان ليلى الاخيلية لم يمنعها زواجها من رجل لا تحبه ان تجهر بشعرها بعشقها لرجل اخر". ورأت العطار ان "الثروات التي تراكمت مع الفتوحات الاسلامية وظهور الجواري والاماء قلص حرية النساء ودفع بهن الى الانزواء والتحجب ليس في الثياب فقط وانما انغلاقا عقليا وفقدان حرية التعبير عن المشاعر". وقالت "نرى في الزمن الحالي شاعرات مريضات مثل الكويتية سعاد الصباح والفلسطينية فدوى طوقان في مجتمع مريض لانهن يعبرن عن الحب بشكل مناقض ويتحدثن عن الرجل كسيد". لكن استاذة الادب العربي في جامعة عين شمس منى طلبة خالفتها الرأي قائلة "ان الحرية لم تكن حكرا على الماضي حيث انه بنت المستكفي ونزهون القلاعية عشن بعد الجاهلية وصدر الاسلام وحمل شعرهن وغيرهن حتى القرن الثاني عشر الميلادي مساحات واسعة من الحرية بل ان احداهن في العصر العباسي بلغت منصب نقيب الاطباء وجلست اخرى على منصة القضاء". واضافت ان "عصر الجواري والاماء كان جاهليا في البدء واستمر في الاسلام، وقد ظهر من بينهن عالمات يشار لهن بالبنان مثل شخصية تودد في الف ليلة وليلة وشخصية الجارية التي استخدمها ابو العلاء المعري للمفاضلة بين الشعراء في "رسالة الغفران" اعترافا بدور البعض منهن كعالمات لغة". واعتبرت ان "العبودية في الحب التي ترفضها العطار هي بداية ذكورية كما عبر عنها امرئ القيس وغيره من شعراء العرب خصوصا مجنون ليلى وجميل بثينة وعمرو ابن الفارض وغيرهم كثيرون ربطوا بين العبودية لله والحب". وتساءلت اللبنانية حُسن عبود "كيف يمكن للحرية ان توجد في مجتمع قبلي كان يفتقد الحرية وننفي حرية في المجتمع المدني الذي يضمن الحريات ويدافع عنها"؟ وضمن هذا السياق، اكدت الكاتبة والصحافية منى حلمي ان "الحب ينطوي على مشاعر متناقضة فالحب الذي تتشكل الكتابة حوله اساسا ليس له شكل واحد وهنا يكمن التنوع في الكتابة حيث لا تنحو فقط منحى اجتماعيا بل لها جماليات مثل ضرورة تحديد الموقع الجمالي والقيمة الابداعية للشاعرات العربيات". وتضمن محور المبدعات العربيات دراسة متميزة لاستاذة الادب المقارن في احدى جامعات كالفورنيا الهندية برنتا ماهتا تطرقت فيها للكاتبتين المصرية نوال السعداوي والجزائرية آسيا جبار من خلال نظرية ادوارد سعيد حول الاستشراق. واوضحت خلالها رفضهن الاستعلاء الغربي وفكرة تفوق الاخر بحيث تمردن على العولمة والرأسمالية العالمية والاستعمار وقمع اجهزة السلطة وركزن على الحركة النسائية "كأساس لحركة التمرد على كل مستويات القهر في مجتمعاتهن". وشهد المحور تقديم شهادات لعدد من الكاتبات بينهن عفاف السيد التي تحدثت عن تجربتها على مدى 11 عاما في صفوف الجماعات الاسلامية في مصر ومغادرتها هذا الموقع والالتحاق بالحركة النسائية المصرية. وتطرقت الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي الى قيام الجماعات الاسلامية بتكفيرها بسبب قصيدة "انت" التي قالت فيها "ملعون من وسمك بانك ضلعا اعوج او من جعلك عورة من رأسك الى اخمص قدميك" معتبرين انها تسيء الى المفاهيم الاسلامية



#اسعد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسعد عبود - العولمة ترتد سلبا على حركة تحرر المرأة العربية