أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ييلماز جاويد - عَجَبي منَ المشعوذين














المزيد.....


عَجَبي منَ المشعوذين


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2345 - 2008 / 7 / 17 - 11:01
المحور: كتابات ساخرة
    


وردت إليّ ، إذ لم أذهب إليها ، شعوذاتٌ غير معقولة ، ولكنها تصدر من أشباه الناس ، يتربعون في مواقع رفيعة يستمع إليهم ويصدّقُ شعوذتهم بسطاءُ الناس . فتوىً أصدرها من يُسمّون رئاسة وأعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء . فتوىً مذيّلة بتوقيعين وختم بقصد إضفاء الهيبة عليها .

في القرن الحادي والعشرين ، في عهد وصل الإنسان إلى القمر وأبحر في الفضاء للوصول إلى المريخ والكواكب الأخرى ، في عهد غاص فيه الإنسان إلى أعماق البحار وإكتشف ما فيها من حياة وكنوز ، في عهد الثورة المعلوماتية التي ربطت الشرق بالغرب والشمال بالجنوب بواسطة شبكة الإنترنيت ، في عهد الإكتشافات العلمية في كافة المجالات التي جعلت بني البشر يعيشون كأسرة واحدة تربطهم وشائج كونهم يحملون صفة ( إنسان ) . في عهد تجرى العمليات الجراحية في المستشفيات لإنقاذ حياة إنسان سواء بتبديل قلبه أو زرع كلية له أو إستئصال الجزء الذي يخشى أن يكون سبباً في إنهاء حياته ، في عهد إكتشاف أنواع لا تُحصى من الأدوية التي تعالج الأمراض المتنوعة . في هذا العهد يتطوّعُ جاهلٌ ليسأل عن الحُكم الديني في الإسلام بخصوص تقديم باقة من الزهور للمريض الراقد في مستشفى !!! في هذا العهد يؤخذ هذا السؤال بجدية من قبل الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء وتحيله إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء !!! وبعد ما سُمّيَ بالدراسة أفتت : ( ليس من هدي المسلمين إهداء الزهور للمرضى في المستشفيات !!! وهذه عادة وافدة من بلاد الكفر !! نقلها بعض المتأثرين من ضعفاء الإيمان !! وإنّ هذه الزهور لا تنفعُ المزور !! وفيها إنفاقٌ للمالِ في غير مستحقه !!

وبناءً على ذلك ، أفتى ( العلماء ) بعدم جواز التعامل بالزهور على الوجه المذكور بيعاً أو شراءً أو إهداءً !! ) .

سبحانَ الله

تُرى هل يعرف أولئك ( الذين يُسمّون بالعلماء ) بأن لم تكن هناك مستشفيات يرقد فيها المرضى في فجر الإسلام ؟ وكذا لم تكن الزهور إلاّ نادرة في البيئة الصحراوية التي نزل فيها الوحي على النبي محمد ( ص ) .
إن كانت هذه العادة وافدة من بلاد الكفر ، فهل كلّ ما جاءنا من تلك البلاد مرفوضٌ يا تُرى ؟ هل الأدوية لمعالجة أمراض السرطان والملاريا والهيضة والبجل والتدرّن الرئوي والسكّري وضط الدم كلها تُصنّف في مقاييس أولئك المشعوذين في باب الممنوعات ؟ أنا أقتنع إن قال أحدهم أنه سيمتنع من قبول الزهور كهدية من زائريه في حالة رقوده في المستشفى ، فهل يا تُرى يمتنع من قبول الأدوية المعالجة لمرضه الذي قد يودي بحياته لأنها وافدة من بلاد الكفر ؟ وهل يمتنع من إجراء عملية جراحية لفتح صدره وإجتثات المرض الخبيث الذي أصاب رئته فقط لأنّ المشرط الذي يستخدمه الطبيب الجراح مستوردٌ من بلاد الكفر ؟

كفانا شرّ المشعوذين ، ففتاوىً كهذه ومفتوها مقرهم مزابل التاريخ .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جليسٌ طائفي
- نحنُ المخرّبون .. دونَ أن نَدري
- لعنةُ الفُرقة
- ما العمل ؟
- ما نوافق .... ها ها ها ...
- الرّجولة الحقّة
- عودةٌ لِبدء
- لَعِبٌ جَديد
- وَما أدراكَ ما الكذب
- الأمَميّةُ هي الحلّ
- مَن يَخدمُ مَن ؟؟؟
- سمكُ الجرّيّ ومؤتمرُ القمّة
- بيانُ محكمة رسل
- الهَوَسُ
- الإنصاف ؟؟ مِن مَن ؟؟
- إشكالية العلم العراقي
- حزبُ الطبقة العاملة
- مواعيدُ عُرقوب
- عرب ويين و ... ؟
- حجّة الخُداع


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ييلماز جاويد - عَجَبي منَ المشعوذين