أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبراس المعموري - اوبريت الحياة














المزيد.....

اوبريت الحياة


نبراس المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 03:50
المحور: الادب والفن
    


نحن شعب نحب الحياة ،هكذا رددتها احدى صديقاتي في لبنان وهي ترقص وتغني، كنت اراها واقول في سري متى استطيع ان اقول ما قالته صديقتي لور ؟؟ ظلت هذه العبارة يرن صداها حتى عند عودتي الى بغداد . ومضت الايام والاشهر وانا اتنقل بين عملي وحياتي العائلية ......... وبين تارة واخرى اتذكر تلك العبارة ...
واخذت ابحث عن ماتعنيه الحياة ؟ فالحياة حزمة من التفاعلات المستمرة بين افراد المجتمع ،وهذه التفاعلات قد تكون نتائجها ايجابية او سلبية ، تتحكم فيها عوامل كثيرة ، من بينها الفرد الذي هو الجزء الاول من ذلك التفاعل ،والمتابع للشأن المجتمعي والحياتي في بلدنا. يجد ان تفاعلاتنا قد زجت ضمن خانات مظلمة ومقفرة ،يشوبها القلق والتوتر ، والكل يعلم لماذا ؟ فالعنف والقتل والاجرام ، اخذ يعصف بكثير من مفاصل الحياة ، واخذ يظللها بظل معتم مخيف ينبئ بالكارثة ، لكن من يرى الغيرويرى الحياة في غير بغداد وباقي المدن ، يجد انه قد ظلم ،وقد كتب عليه العناء .
قلت لكم في اول كلامي : ان صديقتي اللبنانية قالت : نحن شعب نحب الحياة .....فاخذت ابحث عن من يحب الحياة في بلدنا الجريح .فوجدت انني انا اولى اولئك الناس الذين يريدون ان يتمتعوا بالحياة ، ولايكترثون بما يفعله الغوغاء والمتطفلين .. لذا قررت ان افتش عن فريق مشابه لي في بغداد .. وبعد برهة من الزمن ،اكتشفت ان هناك من يحب الحياة بشكلها الوردي لكنه قد كمم بقيود مجتمع قد استشرى فيه داء العقد والممنوعات .. وهاهو هاتفي يرن على صوت زميلي ابراهيم ، ويقول لي : عزيزتي اتمنى ان تحضري غدا احتفاليتنا في المسرح الوطني ..فسألته : ماهذه الاحتفالية ؟ قال لي بمناسبة ثورة 14 تموز .. فشكرته وقلت له اتمنى ان لايعيقني عملي عن الحضور ....وجاء اليوم التالي ،وبدأت عقارب الساعة تقترب من الرابعة عصرا ، احسست ان هناك صوتا في داخلي يقول لي : اتركي كل ما لديك واذهبي لتشاهدي ماكنت تتوقيين رؤيته ... وهاهي الا دقائق ،لاكون هناك ،حيث الشيوعيون وهم يحتفلون بمناسبة ثورة 14 تموز .
لكن السؤال الذي يثار ، وماذا يعني ذلك ؟ انه مجرد احتفال فما الذي اختلف؟
اجيبكم : الذي اختلف هو ذلك الجمهور والمدرجات التي امتلأت بالحاضرين ،ولايكاد السير عبر الممرات يكون ممكنا ، فقد رأيت الزهور والاعلام والابتسامة والتصفيق .........استغربت لما ارى ودهشت لما اسمع ........هل انا في بغداد؟ اخذت ادعك عيني مرات ومرات لعلي استفيق من ذلك الحلم الجميل ، لكنني وجدت انني امام حقيقة رائعة ، فتيات يرقصن وفتيان يغنون ، وعلم العراق يرفرف في وسط المسرح ، ما هذا ؟ما الذي جرى؟ لم اع ما افعل .... فوجدت نفسي خلف كواليس المسرح ، اقف الى جانب زميلي ابراهيم ، واقول له ماهذا وكيف؟؟
قال لي نحن نحن عراقيون شيوعيون نحب الحياة .........استوقفتني هذه العبارة مرة اخرى وجاءت لور في مخيلتي لتقول لي اسمعي هم يحبون الحياة مثلنا ........فرحت كثرا وامتلأت عيناي بدموع الامل والسعادة لما رأيت ، فالعراقيون جلسوا على المدرجات وعلى الممرات لكي يقضوا لحظة من اجمل اللحظات ، لحظة الفوز على من يحارب الحياة والسعادة ، فأخذ الامل يعود من جديد واستبشرت خيرا بكل من حولي........فنحن شعب سومر ، شعب الحضارات ، شعب عشتار ، وحب الحياة قد جسده ذلك الاوبريت الرائع الذي عبر عن مشاعر صادق تكاد تنطق وتقول ليس هناك اجمل من ان يكون حياة في بلد الحب والعشق والجمال ،فيا شيوعيو العراق انت فعلا اصلاء ، وان الفن والادب والفكر لم يولد ولن يكون الا على ايدي من احبوا الحياة مثلكم .



#نبراس_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعديلات الدستورية الى اين؟؟
- السلوك السياسي وعلاقته بقيم المجتمع العراقي
- ثقافة العنف ضد المراة في العراق .....ظاهرة ام واقعة ؟؟
- سلاح وعتاد ........وفنون التهريب في ارض الرافدين
- مجالس المحافظات بين المطرقة والسندان
- ازمة المياه في العراق
- سمفونية الاقدار


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبراس المعموري - اوبريت الحياة