ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 02:59
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مرحى لدولة قطر على مساعيها الحسنة ، وتباً لإسرائيل على نواياها السيئة ، فبين السيئ والحسن ، تولد أزمات وتظهر عقبات وتتقاطع تحالفات هدفها الكسب على المستويين السياسي والإعلامي ، بعيداً عن المستوى الاقتصادي ، فالسياسي في أزمات المنطقة يغطي على الاقتصادي ويرهن حله به .
ولا ينفصل السياسي عن الإعلامي فيما خص أزمات المنطقة ، فالتحرك السياسي القطري نحو لبنان كان مشفوعاً بإسناد ورضى إعلامي متبادل ، لم يصل حد القطيعة والنكران ، كما في حال حكومة نوري المالكي التي لا زالت تناصب العداء لقناة الجزيرة القطرية ، وهو ما انسحب بدوره إلى تأخر التحرك القطري ، الذي يفترض أن يكون سباقاً على التحرك الخليجي (الإمارات والكويت) نحو العراق .
إذن ، تتسلح قطر بالإعلام ، مقابل تسلح إسرائيل الذري ، وتستكشف من خلال منظومتها الإعلامية ، النوايا والفرص والمطبات ، ولأن الإعلام الموضوعي ، لا يعرف صديق أو عدو ، فإن دوائر السياسة القطرية تحاول جمع الصديق والعدو على طاولة واحدة ، مثلما تفعل على شاشتها الذهبية .
ما هو موقع قطر على الخريطة السياسية، وإلامَ تهدف حركتها الديبلوماسية ؟ إذا كان فعل الدول يتحدد بأحجامها وأوزانها ، فإن حجم قطر السياسي والجغرافي لا يزيد عن حجم إسرائيل ، فهل تريد بذلك أن تكون الاستثناء عن القاعدة الخليجية ؟ يبدو أن علاقاتها وتحركاتها استثناء عن العالم العربي كله ، فهي تدعم دمشق في عز المقاطعة العربية ، وتستقبل إسرائيل في أوج الحصار على غزة ، وتواسي حزب الله في ظل الخراب الإسرائيلي ، سياسة غريبة الأطوار ، براغماتيتها تفوق الوصف والتصور ، لا تنتمي إلى علوم السياسية ونظرياتها الأكاديمية .
بما أن للعقل البشري حدود، فإن للسياسة حدود، ولقطر حدود، وهناك مَن يضع هذه الحدود، يضعها ليس بصيغة الأمر والنهي، بل بصيغة الإشارة... انتهى الطريق ، قف عندك .
أميركا هي مَن يملك فتح هذه الإشارات وإغلاقها بحكم مصالحها الدائمة، وقطر تعرف الطريق جيداً، وإعلامها يعبد لها الطريق إذا لم يكن سالكاً.
تستطيع قطر - لو أرادت- أن تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل ، من دون وسيط أو راع ، ما دامت العلاقات في أحسن أحوالها ، لو فعلت ستكون أول دولة خليجية تغرد خارج السرب ، لكنها لن تفعل ، لأن السلام في هذا الوقت ، يدخلها في قفص العلاقة المحكمة مع إسرائيل ، وبالتالي يصعب عليها التحليق في سماء المنطقة المشحون بالأزمات .
إسرائيل أول دولة جغرافيتها من دون حدود ، وقطر ثاني دولة سياستها من دون حدود ، وبين السياسي والجغرافي ، تكمن خريطة الأزمات والصراعات والحلول .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟