أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هادي الحسيني - 14 تموز الثورة الخالدة في ضمائر العراقيين














المزيد.....


14 تموز الثورة الخالدة في ضمائر العراقيين


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 03:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هذا اليوم تمر الذكرى الخمسون لثورة 14 تموز عام 1958 تلك الثورة أو الانقلاب العسكري الذي أطاح بالنظام الملكي العراقي وقد عاش فيه العراق مرحلة اسقرار وتطور وعدالة على الرغم من حالة الفقر الكبيرة التي عانى منها الشعب العراقي آنذاك ، وبعد نجاح ثورة تموز استطاع الزعيم عبد الكريم قاسم الذي تسلم منصب رئيس الوزراء بعد قيادته لتلك الثورة التي ألتفت من حولها اغلب طبقات المجتمع العراقي وبخاصة الفقراء منهم وعلى الرغم من فترة حكمه القصيرة فقد دخل قلوب العراقيين حتى انه لقب بابي الفقراء ، لكونه كرس جل جهده من اجل رفع المستوى المعاشي لطبقات المجمع التي كانت ترزح تحت خط الفقر ! كان قاسم همه الاول هو الشعب وكيفية القضاء على وضعه الاجتماعي والاقتصادي البائس من دون النظر الى نفسه وذويه وقد عاش ومات وهو لا يملك من المال غير راتبه ، لا بل مات وهو لم يسدد فاتورة ايجار البيت الذي يسكنه !

لم يمّر في تاريخ العراق المعاصر مثل هذا الرجل النزيه والعفيف الذي اخلص اخلاصاً منقطع النظير لوطنه وشعبه ، لكن النفوس الضعيفة الدنيئة تمكنت من القضاء عليه في مبنى الاذاعة وتم اعدامه بطريقة عبرت تعبيراً واضحاً على مدى الهمجية والمستقبل الدموي الذي ينتظر العراق ، ومنذ الثامن من شباط عام 1963 توالت الانقلابات والمجازر الدموية والحروب والدمار والخراب والنكبات الواحدة بعد الاخرى على يد الانقلابيين الذين برهنوا على حقدهم الدفين لهذا الشعب !

وعلى الرغم من ان ثورة الزعيم قاسم مهدت لانقلابات كثيرة تعاقبت استسهلها آخرون لكثرة الدماء التي سفكت فيها في محاولة للوصل الى السلطة ليس إلا ! ووصل حالنا الى ما هو عليه الان إلا اننا نحاول ان نستلهم من هذا الرجل الخالد في ضمائر العراقيين معاني كثيرة جسدها خلال فترة حكمه تتلخص بالوفاء لوطنه وشعبه وشجاعته في التصدي للمؤامرات التي تحاك في الظلام لتبديد ثروات العراق القليلة آنذاك ، لقد كان مثالاً يحتذى به بالنزاهة والشرف الامر الذي جعل من الشعب العراقي بعد رحيل عبد الكريم قاسم ان يعتبر رحيله بمثابة خسارة كبيرة ولم تعوض ولو بعد مئات السنين ، وهذه هي الحقيقة الشاخصة في نفوس معاصريه الذين تعرفوا عن كثب على انسانيته العالية ونفسه الابية التي لا ترضى الظلم والتفرقة بالرغم من بعض الاخطاء السياسية التي اقترفها وجعلت من حكمه ان يتهاوى بسرعة !

لقد تمكن قاسم خلال فترة حكمه القصيرة ان يبني عرشه داخل قلوب العراقيين ولذلك عاش في ضمائرهم لخمسين عاما وسوف يستمر لمئات السنين وسيذكره التاريخ بكل احترام وتقدير على العكس من البعثيين الذين لعنهم التاريخ ابان حكمهم وحتى سقوطهم المروع المخزي ، ومازالت افعالهم المشينة تنفضح اكثر فاكثر ليعرف القاصي والداني مدى الخراب الذي الحقته هذه الزمرة بالعراق !

وإذ يحتفل العراقيون بثورة تموز 1958 مستذكرين مواقف القائد المخلص لشعبه وياخذهم الحنين الى ايامه التي لا تتكرر حتى في زمن الديمقراطية التي مزقتها المحاصصات الطائفية من قبل احزاب مازالت حتى هذه اللحظة لا تفقه ماذا يعني الوطن !

كان عبد الكريم قاسم اثناء حكمه بامكانه ان يجمع الثروة الطائلة وان يمتلك ما يحلم به إلا أن نفسه الطاهرة ابت ذلك بترفع فكان يتقاسم راتبه الشهري مع اخته ومازاد يوزعه على الفقراء والمحتاجين بينما نرى في هذا الزمن الاغبر ان احزاب المحاصصة داخل الحكومة العراقية تسرق كل شيء وبطريقة مفضوحة وغير مكترثين بالفقراء والمظلومين الذين بذلوا من التضحيات الجسام حتى يتخلص العراق من الانظمة الدكتاتورية المتسلطة على رقاب الشعب لعقود اربع !

لم تستوعب الدرس جيداً كل الاحزاب العراقية التي تحكم اليوم فقد عماها طمعها بجمع المال من ثروات العراق حتى وصلت الى مستوى لا تحسد عليه من لعنة الشعب ونقمته ! ولم تستمر الاوضاع هكذا ، فالعراق معروف منذ الازل في كل كبوة له لا بد ان ينهض من تحت الرمال مثل العنقاء .

فتحية لابي الفقراء عبد الكريم قاسم في ذكرى ثورته التي اعطت للعراق درساً في النزاهة والاخلاق والاخلاص للوطن لا يمكن ان يتكرر في هذه الظروف الحرجة التي يمّر فيها الوكن في ظل محاصصة الاحزاب وتقاسم الثروات والسفارات والوزارات والرئاسات والاقاليم والسرقات والتصريحات والاتفاقات وحتى الارهاب دخل ضمن محاصصة تلك الاحزاب التي برهنت بالدليل القاطع انها عازمة على تقسيم العراق بعد تدميره !!!



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشجب السافل!
- الى اين تذهب اموال العراق الطائلة ؟
- التصفيات الجسدية للصحفيين العراقيين !
- نص صاف يستذكر عذاباته
- لقاء طالباني - باراك والتبرير الغبي لمكتب الرئيس
- الموصل تحت رحمة الميليشيات !!
- وزير التربية يطلق النار على الطلبة العزل !!
- محاولات تمرير قانون النفط !!
- أسود الرافدين ، أخزيتمونا !
- قناة الفرات ، ومجاهدي خلق ، والدفاع عن ايران !
- القتلة ، فاصل ونعود !
- جابر الجابري الوكيل الادرد
- زيباري والاتفاقية الامريكية
- رثاء متأخر
- قناة العراقية قليلا من المهنية
- الى الشهيد الناقد علي عبد الحسين مخيف الدعمي
- المالكي ذليلاً
- مدينة الثورة ، مدينة قاسم
- بشتاشان الجريمة المغيبة
- حوار مع الشاعر نبيل ياسين


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هادي الحسيني - 14 تموز الثورة الخالدة في ضمائر العراقيين