أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفلح طبعوني - تفاحة الوادي الباقية - وفاء لذكرى فدوى طوقان















المزيد.....

تفاحة الوادي الباقية - وفاء لذكرى فدوى طوقان


مفلح طبعوني

الحوار المتمدن-العدد: 725 - 2004 / 1 / 26 - 05:32
المحور: الادب والفن
    


مأخوذة بنسيم الجليل العليل ورائحة الكرمل، مفتونة بمرج ابن عامر جاءت إلينا.
 متواصلة مع قصائدنا وآدابنا جاءت الينا.
متماثلة مع جبلي جرزيم وعيبال جاءت إلينا.
متماثلة مع قصبتها المقاومة، وزيت جبل النار والنضال جاءت إلينا.
متماثلة مع الشعر والآداب والإبداع جاءت إلينا.
أخذتنا إلى شبابها البعيد حدّثتنا عن رحلاتها الجبليّة وعن مساربها الصعبة، عن الشبابيك المغلقة وعن حمزة، عن وشوشات العشق البكريّة.
حدّثتنا عن زياراتها لحيفا وعن هديّة الدرويش لها:
                                                         " عندما كنت تغنين،
                                                                           رأيت الشرفات
                                                     تهجر الجدران
             والساحة تمتدّ الى خصر الجبل
       لم نكن نسمع موسيقى،
        ولا نبصر لون الكلمات
          كان في الغرفة مليون بطل"
 

في ذاك الصباح وقبل العودة إلى " دمشق الصغرى" قالت: " خذني إلى الشاهدين ".
تسرّب الندى من عينيها أمام الشاهد الأول، وهمست بما قاله صاحبه الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود على لسان ليلى ( ماري ) صفوري الكناويّة، مخاطبة أخيها ابراهيم :
                           " لم يبق منك سوى ذكريات
                                      ولم يبق لي منك إلا صور"
                        " سأصبر باقي هذي الحياة 
                                          وأيّ الأحبة مثلي صبر"

وعند الشاهد الثاني باست التراب وتابعت هامسة بما تغنى به صاحبه الزيّاد
" أناديكم
أشدّ على أياديكم..!!
أبوس الأرض تحت نعالكم
وأقول: أفديكم
ودفء القلب أعطيكم
فمأساتي التي أحيا
نصيبي من مآسيكم "
 
 هذه هي شاعرة فلسطين التي غادرتنا من مساحة محاصرة بالجنون، ليس قبل ترصيع مجالاتنا بفسيفساء القصيد والإبداع وليس قبل أن تنقلنا إلى مسارات البقاء والوفاء وإلى أساطير الأطفال الذين يتمردون على الحواجز، يهاجمون المجنزرات والطائرات بالبدائيات، يبحثون عن مدن وعواصم لا تعرف الهزائم مثل المخيمات، اطفال يبحثون عن خلايا لا تعرف الخوف وعن جماهير لا تتقن اللهاث وانما تتقن القتال.
غادرتنا شاعرة فلسطين بعد أن نفخت في الأرض روحاً عذبة وبثت في أبديّة خلايا الوطن قصائدها.
  فهلّلوا يا أحباب الوفاء لها
 هلّلوا لآثارها وكنوزها
هلّلوا لإبراهيم
هلّلوا لوحدتها مع الأيام
هلّلوا للتي وجدتها
هلّلوا لعطاء الحب ولعبورها الباب المغلق
هلّلوا لسيرتها الذاتية
هلّلوا لتموزها،
           للمدرسة الفاطمية والعائشية
هلّلوا لجمعيّة الشبان المسيحيّة المقدسية التي احتضنتها
هلّلوا لجامعة النجاح التي احبتها
هلّلوا للكتب التي قرأتها
هلّلوا لعطرها
هلّلوا لشعرها ونثرها،
              لعودها العازف الحزين
هلّلوا لكمالها وشبابها                
هلّلوا لصباها
هلّلوا ليوم مولدها
هلّلو يا
       هلّلو يا
               هلّلو يا.
هلّلوا با أحبابها ومريديها فابتساماتها تظلّلنا بالذاكرة وتعيدنا إلى شمس " الثلاثاء الحمراء " ، تبلورنا لكي نحفظ الكلام الجميل ونتغنى بالقصائد الوريديّة.
شاعرتي،
ستبقى تكويناتك المغايرة تسكننا وستسكننا أصالات نسقك المنزاح عن التكلس.
ستبقى تسكننا تأوّلاتك النابضة، كثافة عشقك تسكننا بعيداً عن مخاوف الوداع.
تسكننا الحياة حياتك،
                  لكي لا نغيب
                          مثلك لا تغيب
                                    يا تفاحة الوادي الباقية.
                   الناصرة
أوائل كانون الثاني 2004

" ألقيت هذه الكلمة في الأمسية المهيبة التي أقيمت وفاء لذكرى شاعرة فلسطين فدوى طوقان  في المكتبة العامة بيافة الناصرة  مساء يوم الجمعة "16.1.2004"

* الكاتب شاعر فلسطيني مقيم في الناصرة



#مفلح_طبعوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفلح طبعوني - تفاحة الوادي الباقية - وفاء لذكرى فدوى طوقان