أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - لن تكون المرأة إمعة بدون حقوق إنسانية














المزيد.....

لن تكون المرأة إمعة بدون حقوق إنسانية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 08:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فيما تتطور القوانين لصالح حقوق المرأة في أكثرية دول العالم نجدها تتراوح في بلداننا حتى وكأنها هي المعضلة التي تجابهنا ولهذا ينبري البعض للحط من قيمتها وإنسانيتها ومن حقوقها المشروعة ومع كل ذلك تبقى المرأة ركن أساسي في البناء وتجديد الأجيال أما الذين يحاولون طمس هذه الحقيقة من قبل البعض من الساسة ورجال الدين فيعتبرونها ناقصة عقل ودين وهي مقولة دحضت وهي تشاهد بأم عينيها ما فعلته وتفعله النساء في مجالات السياسة والعلوم والتكنلوجيا والأدب والثقافة والشعر والإمكانيات الفكرية والجسدية التي تضاف يوما بعد آخر إلى القدرات التي تتمتع المرأة بها والتي تعني ضرورة وضعها في المكان المناسب ووفق قوانين تقدمية تسن على أساس المصلحة المشتركة ما بين حقوق المرأة وواجباتها وعدم المس بها والحرية الشخصية للأفراد التي تكفل بها الدستور العراقي الجديد لكن الذين في قلوبهم مرض الجاهلية والفكر المناهض للتقدم والتطور يحاولون استغلال الدين الإسلامي لمحاربة المرأة والتطاول عليها وعلى حريتها وحقوقها وباسم الدين والتشريعات وإصدار الفتاوى من قبل البعض مما يعقد النظرة السمحة التي ينظر فيها الدين لمصالح المرأة من حقوق وواجبات فضلاً أن دور المرأة لم يكن يوماً من الأيام إلا من اجل منفعة المجتمع وتطويره ولعل الذين يريدون من المرأة إمعة ليس لها حول ولا قوة مجرد قطعة من أثاث البيت يتحكمون فيها وهم في حالة خوف وذعر من تعليمها وتطويرها ومشاركتها في بناء الوطن هم أنفسهم الذين يجتهدون بالضد من حقوقها وحريتها الشخصية ويفسرونها حسب ما تمليه عليهم مصالحهم وأهدافهم ومفاهيمهم المتخلفة وفيما تقر مثلما اشرنا الكثير من دساتير البلدان حول حقوق الفرد وحريته فيما يختار على شرط أن لا يسيء للمجتمع أو الآداب العاملة ينبري هاشم الطائي النائب في البرلمان العراقي ليهاجم النساء السافرات في خطبة الجمعة ومن جامع الشواف في بغداد وهو بذلك يشذ عن القاعدة المعروفة ب 25% موجودات في مجلس النواب من المجموع وفيهن سافرات يتحملن الضغوط والتهديد من قبل القوى التكفيرية والأصولية الاظلامية أكثر منه ومن غيره في البرلمان العراقي ونعتقد أنه يموت كمداً وهو يراهن يناقشن أو يتكلمن بدون أي اعتبار كونه رجل وهن نساء لكن المشكلة ليس في هذا النائب فقط وإلا كانت المسالة سهلة جداً المشكلة أن هذا الرأي يستند إلى قاعدة من الموروثات المتخلفة تعتقد إن بالامكان إعادة التاريخ للوراء ولا تفهم ما جرى من تطورات كبيرة على العالم وهي بعيدة كل البعد عن العلوم والاكتشافات بل تراها في بعض الأحيان بدع من الضلالة وكل ضلالة في النار ولهذا هي تمنع الناس من الاستماع إلي الموسيقى والغناء وتحرق محلات بيع الكاسيتات الغنائية لا بل وصل الأمر بقتل أصحابها وترفض دور السينما وتجد في التلفزيون طريقاً فاسداً وغيرها من وسائل الراحة الإنسانية والمعرفية والثقافية والجمالية والأكاديمية وتحرم الكتب والمؤلفات التي لا تدعو للتطرف بل إلى الحضارة والعلمانية لأنها تعتقد أن هذه الوسائل تحرر الوعي الاجتماعي من ترهات كثيرة وتجعله يعي الأحداث ويفهم أين تقع المصالح وتحرر العقل من أوهام القرون المتخلفة وتجعله منفتحاً ومتطوراً يتقبل الجديد ويتفاعل معه ومع التطورات التي تحدث في إرجاء المعمورة كما أنها تجعله يدرك الأوضاع السياسية ومصالح القوى ولا يضع إبهامه بشكل أعمى أو بخديعة معينة وبدون دراسة وتحليل لتلك القوى في داخل البلاد أو خارجها وبالطبع فان كل ذلك يرعبها ويخيفها لأنها ستجد أنها غير مقبولة ومرفوضة من قبل الأكثرية التي تتحول تدريجياً من تابع يتبع التعاليم " أطرش أخرس لا يبصر " إلى متفهم بوعي متحرر يفهم الاختلاف والفرق ما بين البرنامج السياسي العلمي وبين التهريج والتخلف الرجعي ويدرك في أول الأمر أن المرأة هي نصف المجتمع ولا يتفق مع الذين يرونها عورة كما كان في زمن الجاهلية بل يطالبون بموقف جاد من حقوقها والاعتماد عليها وتخليصها من بقايا التخلف والاستبداد والسيطرة غير الطبيعية والحجر اللاانساني لها واستغلالها اشد الاستغلال بدعوى أنها امرأة ضعيفة وعليها أن تخضع للرجل مهما كانت الأسباب حتى لو كانت ظالمة وبخلاف حتى مع التعاليم والوصايا الدينية والقوانين الوضعية في هذا المضمار، لقد منحت المرأة وبفضل كفاحها الطويل البعض من الحقوق غير الكاملة وهي ما زالت تكافح من اجل استكمال حقها بالمساواة الطبيعية في مجالات العمل والأجور والحقوق السياسية والاقتصادية والمطلبية ولن تصبح بعد هذه الرحلة الشاقة والتضحيات الجسام إمعة يملى عليها بالضد من شخصيتها وإنسانيتها، وليمت كمداً من يفكر بطريقة عرجاء وبعقل مشوش وبفكر يرى في النور ضلالة وفي الظلام الطريق المستقيم وبالتخلف العقلي ذكاءً والتعصب الطائفي حرية الرأي والتطرف الديني مسامحة وغفران، وكل من يفكر أن المرأة مكانها البيت والأولاد والخدمة وتنفيذ الرغبات الجنسية ليس أكثر سيجد نفسه لا محالة متخلفاً وخاسراً وسيلفظه التاريخ كما لفظ الكثير من الترهات والتقاليد البالية التي كانت تساهم ليس في تخلف المرأة فحسب بل المجتمع كله .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى حنين الخلاص
- خلط الأوراق في انتخابات مجالس المحافظات في العراق
- الاتهام بالتدخل هو تدخل في شؤون العراق
- بالقرب من خاصرة الجنّة
- البرنامج الذي سرقت من خلاله أموال العراق
- الهدف من اللعبة الدموية
- الاتفاقية الطويلة الأمد حلم أمريكي قديم
- مسودة قانون العمل الجديد وطموحات الطبقة العاملة العراقية
- متى تتفهم الدول العربية أن ديون العراق سببها النظام السابق؟
- حتى تولد بغداد كعشتار الحبّ
- الانتخابات الأمريكية القادمة ما بين التكتيك والاستراتيجي
- الرئيس الإيراني على طريقة - لا تفكر لها مدبر - بالظهور**
- الوكالة الدولية ومخاطر برامج الإسلحة الإسرائيلية والإيرانية
- الانتخابات العمالية النقابية وتغيب عمال القطاع الحكومي
- من الضروري رفض استغلال اسماء الرموز الدينية ودور العبادة في ...
- الحل الدستوري القانوني هو الأنسب لقضية كركوك وليس الحل السيا ...
- مواقع الانترنيت الالكترونية وتشويه وعي المتلقين
- الانتخابات النيابية القادمة مركز انتخابي واحد لا عدة مراكز
- من الضرورة إنهاء مرحلة التحالفات الطائفية المستوردة
- مشكلة حل المليشيات المسلحة السرطانية


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - لن تكون المرأة إمعة بدون حقوق إنسانية