أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سنان أحمد حقّي - مالشرف ومالشريف؟!














المزيد.....

مالشرف ومالشريف؟!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 05:50
المحور: حقوق الانسان
    


يبدو أن معاني الشرف قد تغيّرت وتبدّلت كثيرا بتغيّر الزمن أو غابت عن الوجود.
لقد تابعنا شهادة السيد حامد علوان الجبوري على العصر من خلال قناة الجزيرة الفضائيّة .
ورغم أننا كنّا نسمع الكثير عن الحكايات التي رواها لنا السيد الجبوري وبالنسبة لمعظم العراقيين فإن ما ذكره إنما يُشكّل جزءا يسيرا مما كنّا نسمعه ، لكنّ المهم والذي أودّ التعقيب عليه هو ما رواه عن الضابط الذي شكّت(فقط شكّت )بولائه السلطات ثم جرى على أساس هذا الشكّ اغتصاب زوجة الضابط وتصوير عمليّة الإغتصاب بالفيديو وتهديده بذلك لكي ينصاع لما يُؤمر به من أعمال ...!
من هو الشريف هنا؟ ومن هو الذي انتُزِعَ شرفه؟
لم نعد نعلم الشريف من غير الشريف!
هل هو المعتدي ؟
أم هو الضحيّة؟
لِمعاني الشرف التي عرفناها ما يتّفِق مع الأخلاق القويمة وسمو الفعال ...مع المعالي!ولو كان الضابط المقصود خائنا فذاك وحده عارٌ وليس ما يستوجب ترجمة ذلك إلى اغتصاب عرضه!
أيّةُ معانٍ للشرف هي التي نشهدها ؟
هل من قام أو أمر بتلك الفعال شريف؟
ومالشريف؟
كيف يفقد المرء شرفه؟
ما نعلمه أن المرء يفقد شرفه بفعاله المشينة وباعماله الخسيسة التي لا تتّفق مع القيم والمثل العليا ،مع المروءة ..مع الأخلاق العالية ..مع الدين..مع المباديءالرفيعة،أو مع القانون على الأقلّ
فالسارق مثلا غير شريف ..ومن يقتل نفسا بغير ذنبٍ هو غير شريف ومن ينتهك أعراض الناس هو شخصٌ غير شريف ومن يقطع الطريق هو غير شريف ومن يعتدي على الآمنين ويُروِّعهم هو شخصٌ غيرُ شريف. ولكنّ من انتهك عرض ذلك الضابط المشكوك به هل ترونهم شرفاء أو من أمرهم، هل هم شرفاء؟أو من رضيَ بذلك؟
حتّى لو كانت الخيانة هي التهمة وحتّى لو تم إثبات الخيانة فهل الإعتداء على زوجته هو الشرف ؟ وهل زوجته هي العقاب أم أنها امرأةٌ من حقّها أن تحتفظ بشرفها لأنها غير مشكوك بها؟
أيّ شرفٍ هذا الذي يتحدّثون عنه ؟
أيُّ مفاهيم هي التي يجري تشويهها؟
ومن سيُعيد لذلك الرجل حقّه؟ ثم من سيعيد لتلك الزوجة حقّها أيضا؟
أيّةُ مثُلٍ هي التي كان الفاعلون يعتقدون بها؟
أيُّ شرفٍ وأيُّ شرفاء ؟
يسقط الشرف
يسقط الأشراف جميعاً إن لم يعُد لهؤلاء شرفهم.
إنه عارُ كلِّ من ادّعى الشرف !
وفرصةُ كلِّ من يُدافع عن الشرف ليُظهر أن للشرف معنى ومفهومٌ سامٍ
كلُّ من علم بهكذا قلّة شرف ورضيَ بها فهو عديم الشرف
ولا شرف لشريفٍ بعد اليوم حتّى يُؤخذَ حقُّ أولئك الذين انتُهِكت أعراضهم عدواً وظلما وبغيا .
إنّه عُدوانٌ على الله وعلى حدودِ الله وليس أغضبُ عند المؤمنين وعند من عندهم شرف من هذه الشنائع الخسيسة
ولكن من يُعيد لهؤلاء الضحايا اعتبارهم ؟
كم نفوسٍ بريئةٍ حسّاسه ......سحقوهنَّ عن طريقِ الخساسه!
هل يُسعِدُ أحداً بعد الآن أن يحتفظَ بأيِّ شكلٍ من الشرف من هذا النوع؟
إبصقوا معي على هكذا معاني للشرف لا تأتي إلاّ بالعدوان وانتهاك أعراض الآخرين!
لقد فات أولئك الأوغاد أن يعلموا أن الشرفاء الحقيقيين كقطعة الذهب حتّى لو أُلقيت في ماءٍ منتنٍ ونجس لعدّةِ سنين فإنها لن تصدأ وستبقى ذهبا ولكن على الشرفاء الصادقين أن يعملوا جهدهم لكي يجعلوا أمثال أولئك الأوغاد يدفعون ثمنا غاليا لقاء ما اقترفوا لأننا لو سكتنا فأحسب أن البلد بعد حينٍ لن يبقى فيه ولا رجلٌ بل ولا حتّى امرأةٌ شريفةٌ على منوال فهمهم المنفّر للشرف .
إن أحقر أهل الأرض جميعا لا يبلغون مبلغ الحطّةِ والنذالة وانعدام الشرف الذي بلغه أولئك الذين يتبرّأ منهم حتّى إبليس!



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبيتون في المشتى ملاءً بطونكم...وجاراتُكم غرثى يبِتنَ خمائصا ...
- المستقلون عناصر تُثري الحياة السياسيّة لا ينبغي قمعها!
- فجرٌ جديدٌ جداً ،حقّاً!
- الحلّ..! في فن العمل بين الجماهير.
- الشِّعريّةُ وقصيدةُ النثر !
- رداءُ الإفلاس
- الغش والخداع والتمويه
- نقد فكر ومنهج الإسناد والترجيع!
- في الحداثة وما بعد الحداثة!
- متى ؟ ..متى؟
- نوري السعيد..أيضا!
- مغالطات وأكاذيب!
- خليف الأعمى وسرُّهُ الصغير!
- خليف الأعمى وسرُّه الصغير!
- قولٌ على قول..!( في الماديّة الدايلكتيكيّة)
- حكاية المعمّر الحاج علي أبو سريح!
- توسيع دراسة الظواهر الدينيّة بين الماركسيّة والعلمانيّة ورجا ...
- ألتاريخ لا يُخطيء!
- بكم نبتدي وإليكم نعودُ ومن فيضِ أفضالكم نستزيدُ
- زكيّة الدكّاكة!


المزيد.....




- إصابة 120 روسيا بتسمم واعتقال مسؤولي شركتي أغذية
- الأمم المتحدة: عدد القتلى المدنيين في الصراعات العالمية ارتف ...
- المفوض السامي لحقوق الإنسان يحذر من تدهور الوضع بالضفة بشكل ...
- مواجهات عنيفة بالخرطوم والأمم المتحدة تحذر من تحديات إنسانية ...
- مزارعون بولنديون يصدون المهاجرين المسلمين بروث الخنازير (فيد ...
- اقتحامات ليلية واعتقالات لفلسطينيين في بلدات ومدن الضفة
- مواجهات عنيفة بالخرطوم والأمم المتحدة تحذر من تحديات إنسانية ...
- الأمم المتحدة تحذر من تدهور -كبير- للأوضاع في الضفة الغربية ...
- تايلاند ستصبح ثالث دولة في آسيا تقنّن زواج المثليين
- 17 شهيدا جراء غارات الاحتلال على غزة والأمم المتحدة تصف الوض ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سنان أحمد حقّي - مالشرف ومالشريف؟!