أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يوسف ابو الفوز - بهاء 14 تموز والأنصار الشيوعيون














المزيد.....

بهاء 14 تموز والأنصار الشيوعيون


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 10:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من بين عروق الارض ينهض تموز(دموزي) منتفضا، معيدا للارض خصبها وبهاءها. قدر تموز في اساطير وادي الرافدين ان يكون رمزا للخصب فيمتلك محبة قلوب العراقيين من عهد سومر واكد واشور وبابل. تموز يولد في الربيع فيمتلأ العالم املا وخصبا. في الرسوم البابلية يقف تموز وخلفه وعلان يتعاركان بحماس وفحولة وثمة نخلة سامقة تعبيرا عن الخضرة وبهاء الحياة . بغياب تموز لا اخصاب ، ثمة فقط القحط والجفاف وفناء الحياة. هكذا عاش تموز مع العراقيين من الاف السنين معادلا لخصب لحياة وبهائها . هو المخلص الذي ينتظرونه كل ربيع ، فدخل اعتقاداتهم الروحية ونصوصهم الادبية من اساطير واغان وملاحم. وهكذا حمله الاحفاد التواقون للحياة الجديدة المترعة بالامل ، وهكذا حمله الانصار الشيوعيون معهم ، في مفاررزهم الجوالة بين القرى الكردية الوادعة ، والجبال الوعرة الشامخة. حملوه اغنية تدور مع اكواب الشاي الاسود ، وقصائد طرية في دفاترهم المدرسية، وخطوطا بالحبر في رسومهم المفعمة بالثورة ، وحكما وبطولات في احاديثهم المتوثبة حول مواقد النار الانصارية. كان جمر تموز في قلوب الانصار الشيوعيين يجدد لهيب العزيمة كل حين . وكانت روح التجديد ، والعزم في انهاء ديكتاتورية الخردل والحروب الطائشة المجنونة والعسف الشوفيني ، وبناء عالم جديد يحترم قيم الانسان، هي ما تغذي قلوب وعزيمة الاف الشيوعيين الانصار، في مناطق نضالهم الانصاري ، في وديان وسهول وقمم كردستان الغالية .
فاذ تكون الشمس في برج السرطان، وينتهي برج الاسد، يهل شهر تموز منتشيا بالعطاء. وتدور الزنابق ـ الزنبقة زهرة شهر تموزـ اقمارا في افلاك قلوب الانصار التواقين لاهلهم واحبابهم وللفرح المنطلق من بين حناجرهم واقلامهم واناملهم وحتار رصاص بنادقهم !
كانت الوحدات الانصارية الشيوعية ، في المفارز الانصارية الجوالة ، والمقرات الخلفية والمتقدمة ، وفي كل مناطق كوردستان ، لا يمكن ان تترك مناسبة بهية مثل يوم 14 تموز تمر دون احتفاء يليق بها. ومهما كان ذلك متواضعا. كانت المحاضرات السياسية تنتظم في قاعات نوم الانصار الخفيضة السقوف، وتحت ظلال الاشجارالكثيفة في الاستراحات عند ينابيع المياه العذبة في خواصر الجبال، او في الكهوف المنزوية عن نواظير طيران العدو. كانت معارض الرسوم والتخطيطات تفتتح في المقرات الانصارية الخلفية . كان التشكيليون الانصار ، كهنة الفن ، يقهرون المستحيل للحصول على الورق والالوان والمواد المناسبة لعملية كولاج او نحت او رسم كاريكاتيري. كانوا يختلقون الالوان ، كانهم يخترعونها من غبار الهاجس والحلم بالثورة . وكان المطربون الصداحون بالامل والعزيمة ، الذين لا يملكون سوى ماس حناجرهم وذهب مواويلهم وابوذياتهم ، واذ يتعذر عليهم الحصول على الة موسيقية مناسبة ، فأوعية الطبخ وبراميل الطرشي البلاستيكية تفي بالغرض لضبط ايقاع الاغنية التي تفور حماسا في عناق الارض وارجل الانصار .
ولم ينس الانصار يوما تقليدهم الثوري في اختيار شهر تموز، وايام محددة منه، للقيام بنشاطات سياسية على شرف المناسبة . يكون اللقاء مع الجماهير هو الهم الاول . تذكير الناس بمنجزات ثورة 14 تموز ودروسها ، وفضح محاولات النظام الديكتاتوري العفلقي السافرة لمحاصرة ذكرى 14 تموز، وطمس بهاء معالمها بعد ان ساهموا مباشرة في اغتيالها غدرا في 8 شباط 1963. والعمل العسكري الانصاري لا يتجاهل ثورة 14 تموز ابدا ، فلطالما دكت نيران الانصار الابطال غير هيابة مواقع السلطة الديكتاتورية في امسيات تموزية احتفاءا بذكرى جنود العراق الشجعان الذين فجروا الثورة بمساندة شعبهم العراقي ، فصارت معارك الانصار تلك ، حكايا لجماهير كردستان تغلفها بروح الاعجاب والفخر والاساطير. كانت بنادق الانصار الشيوعيين تعرف وتدرك بان سعفات النخيل لا تخضر الا تحت صهد تموز، وان وردة "كلالة سور" لا تبرق الا تحت شمس تموز ، وان حصان جواد سليم لابد ان يترجل يوما ليملأ العراق صهيلا . كان الانصار بعزيمتهم يقربون ذلك اليوم ، وقدموا من اجله الكثير . من اجل قيامة تموز ومن اجل بهاء الارض واحياء الكائنات والطبيعة ! حتى شهداء الانصار الشيوعيين ، كانوا لا يغيبون عن ايام الانصار التموزية ، فيتماهون مع تموز (دموزي ) فنجدهم بيننا دوما اكثر حضورا وبهاءا ، وأسماؤهم تدور على شفاه الزنابق تزرع الامل والعزيمة والبهاء .



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينابيع الأمل
- حلقات دراسية في فنلندا من اجل حل الازمة السياسية في العراق
- القاص القروي !
- فيلم -رامبو 4 - الجديد يؤكد حاجة امريكا لهورمونات منشطة لتحس ...
- هناك ... شرق - كاني كه - ! (1)
- قصتي مع السيد ماتريكس والأرهاب !
- كتاب باللغة الفنلندية :يروي قصة مناضل شيوعي في سجن -ابو غريب ...
- لقاء مع الرفيق احمد زكي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والا ...
- لقاء مع الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق خالد حداد ...
- للعراقيين فقط : طاسة -روبة- لأجل هذا المبدع الأمبراطور!!
- ما الذي يجري ؟
- دردشة مع الطاهر بن جلون على ضفاف خليج بوتاميا
- هل سيطفئ برد فنلندا القطبي نار الصراع الطائفي في العراق ؟
- قتل الأيزيدي والمشي بجنازته !
- شئ من تأريخ -عوعو- والرياضة العراقية !
- حكاية قلب طاف بين أروقة المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- من اجل ان ينال كل المجرمين المشتركين في جرائم الانفال جزائهم ...
- فضائية الفيحاء وما جاورها
- على حافة الشعر : بطاقات أنصارية لميلاد الحزب الشيوعي العراقي ...
- جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 3 3


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يوسف ابو الفوز - بهاء 14 تموز والأنصار الشيوعيون