|
معطلة و ليشربوا البحر
رضوان ايار
الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 05:28
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الشهادات الجامعية لها في لاوعينا قيمة ووزن كبير-قالت- لا أحد منا لم يحلم يوما في نومه و حتى في يقظته أن يصير قاضيا أو أستاذا جامعيا أو محاميا، أليس كذلك؟الم تردد دوما أنك تحلم أن تدرس علم الاجتماع في الجامعة أو في معهد متخصص؟أجب بصراحة قلت: بلى بالفعل حلمت بذلك... لهذا سعينا يا صاحبي إلى التهام الكتب وتحصيل الشهادات بكل ما أوتينا من قوة و صبر و رباطة جأش ،تحملنا جوع الجامعة و هزاله المنحة و لهيب شهر يونيو المعظم ،و ما أدراك ما حرارة يونيو مراكش... ألازلت تذكر حينما كنا نقتسم نصف "باريزيانا "أنا و أنت وإبراهيم،وحينما كنا نصطف شهر رمضان أمام بائعة "الحريرة" و في يد كل طالب "كوكوته"،أتذكر،كان الطلبة يعيبون علينا نحن البنات اصطفافنا معهم ،لكن "ما حاس بالمزود..." ...بئيسة تلك الأيام يا صاحبي أليس كذلك؟ استمر ارقبها وهي تتحدث بلهفة و توثر واضح،افتقدتها زمنا طويلا واليوم كنت محظوظا جدا وجدتها في محطة القطار صدفة، كانت تنوي السفر إلى طنجة، وعدتها إحدى صديقاتها بالتوسط لها للعمل في إحدى الشركات. سحبتها من يدها دون نقاش و ألغيت أيضا سفري ، في باب البيت فاجأت زوجتي و قد عدت و في يدي امرأة، قلت بكل برود لا أشاء تضييع الفرصة سأنصت الليلة لصديقة قديمة حتى الصباح -ايه رضوان أتذكر كم صبرنا رغما عنا على حماقات بعض المنتسبين عنوة إلى أسرة التعليم العالي و خاصة فترة الامتحانات الشفوية،أتذكر يوم "أمر"(...) إحدى الطالبات أن تخلع نعليها عند مدخل قاعة الامتحان؟ - لن أنسى ذلك ما حييت - أتذكر ردة فعلها..مسكينة امتثلت لأمره فطالبها بان تلبسها من جديد و تنصرف، ودعاها لتهيئ نفسها وأهلها للرسوب لأنه لا يقبل –وكأنه ورث الجامعة عن أمه-إنسانا ضعيف الشخصية في السنة الموالية - أتذكر هذا جيدا، كان مشهدا سخيفا في عمل مسرحي غير ناضج - تم أتذكر يوم دعاك أستاذ ال(...)لأن توقع في محضر الامتحان حتى قبل إجرائه - بكل تأكيد، و عندما لاحظ أني وقعت بالفرنسية رمى بطاقة تعريفي جهة الباب و قال إني أستحق الرسوب لأني –في اعتقاده- تنكرت لديني و وطني - عجيب أن تقاس الوطنية بهذه التفاهات. و ما يحز في نفسي إلى الآن يا رضوان هو يوم سألني أحدهم عن المنطقة التي أنتسب إليها و عندما أجبته سألني عن ثمن "الماحيا" هذه الأيام، و كأني في اعتقاده "بزناسة" - أعرفه كان وقحا الغريب يا صاحبي أننا تماما كما قال بيير بورديو حينما نحصل على هذه الشهادات يبدو لنا جليا كيف أنها تافهة جدا و حتى دون قيمة تذكر و إلا لم وجدنا أنفسنا في الشارع "لا شغلا و لا مشغالا" فادح مصيرنا يا صاحبي.. أحيانا نسابق عاملات البيوت لاصطياد زبونة محتملة،- من أجل "دريهمات" أقسم لك أني أقوم بكل أعمال الكنس و الغسل و"التخمال"، من أجل "دريهمات" تمسح المتعجرفات بشهاداتنا الأرض كل يوم- وهل تتذكرين أيام "السيمي"يا فاطمة ، أقاطعها علها تستعيد مشاهد مضحكة بدل هذا الكشكول من الماسي ايه أنا"بعدا"تجربتي معهم أغنى، فلم اسلم من عصيهم و لا ألسنهم في الجامعة ولا حتى مع المعطلين ..ذات يوم قطع أوصالي أحدهم،قال لي إني لم أعد صالحة لأي شيء ... - ماذا كان يقصد هذا الوغد؟ أحقا لم أعد أنفع لدور الحبيبة أو الزوجة؟ماذا ينقصني في نظرك يا رضوان ؟أفعلا لم أعد جميلة كما كنت؟تكلم ،لا تصمت، صمتك يتعبني،كنت تقول أيام الثانوية إني الأجمل من بين كل النساء..ما رأيك الآن؟ - لم تنتظر أن أجيب بل واصلت بنفس النبرة - حتى إن كلامه يعني أيضا أني لا أليق كأم ..كم كان قاسيا هذا الحقير..كنت أعتقد أن شهاداتي ستجعل مني عملاقة فإذا بي قزمة في نظر نفسي وحتى في نظر الآخرين ...أحيانا اتفق مع أطروحة أني لا أليق لأي شيء فعلا، فحتى الحب لم يعد بالنسبة لي -كما لدى كل امرأة- شعورا بلا نظير..أستغرب كل هؤلاء الذين يسعون خلفه لاهثين ،يبحثون بكل إلحاح عمن يستحق حبهم ،حتى أنهم عندما لا يجدونه يحبون أول شخص يلتقون به في محطة القطار أو "الطوبيس". قالت فاطمة هذا و حركت رأسها ذات اليمين و ذات الشمال مطلقة تنهيدة طويلة حاولت أن أتدارك الموقف و أدخل على خط الكلام فهذا المونولوج قد يدفع بمحدثتي حد الانهيار فقلت: - لا عليك فاطمة فقبلك اعتدى "المخازنية" بعصيهم و ألسنهم على دكاترة و مثقفين و حقوقيين و أرامل و عجائز و أطفال... لا تكترثي فصحيح أننا لم نعد نميز بين القزم و العملاق، لكن يكفيك أن صوتك يرعب كل الحاقدين على هذا البلد، و حسبك أننا نحبك. - إيه اعرف...لولا قلوب الناس لضاقت بي الدنيا،،،،ايه أحب الأغنية التي يقول فيها "مرسيل"كل قلوب الناس جنسيتي فلتسقطوا عني جواز السفر"..أحب هذه الأغنية، ألديك نسخة من هذا الشريط - ربما ابحثي معي في هذا الصندوق فقد نجده.
#رضوان_ايار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|