أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان كوتاري - ألم يقل الله عيسى ابن مريم؟














المزيد.....

ألم يقل الله عيسى ابن مريم؟


حنان كوتاري

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 07:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ألم يقل الله تعالى عيسى ابن مريم؟

لقد تحولت قضية حق المرأة في مشاركة زوجها في نسب أبنائهما التي أثارتها مجلة روز اليوسف إلى جدال و صراع مباشر بين المطالبات بهذا الحق و علماء الدين ، و لم تأخذ مسارها الطبيعي في النقاش من طرف أهل القانون و علماء الاجتماع و المواطنين ...و هذا ما تابعه الجميع في بعض القنوات الفضائية و على صفحات الجرائد ....
فلم يعتبر علماء الدين هذه القضية محاولة تجديد لمنظومة ثقافتنا الشعبية و عاداتنا و تقاليدنا الاجتماعية للارتقاء بها إلى مستوى أرقى من الحرية و المساواة، و إنما عدوها تجاوزا لأحكام الدين و مخالفة لسنن الله في الكون، و حددوا لموقفهم مرجعية إلهية تمثلت في الأدلة القرآنية .
و السؤال المحوري الذي يطرحه هذا المقال هو : هل حرم الله بالفعل على المرأة مشاركة زوجها في نسب أبنائها؟
و تتطلب دراسة هذا السؤال الباحث عن "حكم الله" في القضية الرجوع إلى المصدر ذاته الذي استقى المعارضون منه أدلتهم و هو القرآن الكريم ، و ليس القرآن مدونة قانونية أو موسوعة علمية أو كتاب أدب أو تاريخ... يضم جميع جزئيات و تفاصيل القضايا و الظواهر الإنسانية و الكونية، و إنما هو "وحي إلهي" يقدم للإنسان " إشارات إلهية" تهديه إلى هدى الله و دين الحق، و تعينه على الرقي بتفكيره و سلوكياته و عاداته و علاقاته إلى حقيقته الإنسانية، و لهذا لم يبن القرآن رسالته على التفاصيل و الجزئيات و إنما أقام علاقته بالإنسان وفق قواعد عامة ، أهم ما يرتبط بموضوعنا منها قاعدة أساسية هي:
- المساواة المطلقة بين الرجل و المرأة في القيمة الإنسانية و الحقوق و الواجبات و مهام الاستخلاف، مع فتح المجال للتفاضل وفق "العمل الصالح " الذي يشمل كل ما يقدم النفع للإنسان.
يقول تعالى في سورة النحل الآية97" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مومن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"
و في سورة النساء" و لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا و للنساء نصيب مما اكتسبن و سئلوا الله من فضله"
و يقول أيضا في نفس السورة" الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله"
و الآيات كثيرة
و بناء على هذا فإن رفض مطالبة المرأة بحقها في نسب أبنائها بدعوى الحرمة الدينية افتراء على الله، و المجال الطبيعي للنقاش حول هذا الأمر يجب أن يكون هو الدراسات القانونية و الاجتماعية التي من اختصاصها بحث إمكانية إصدار قانون يمنح للمرأة هذا الحق ، و إعداد دراسات تحدد مدى قابلية المجتمع له ، و ما يجب على علماء الدين إلا مباركة هذه الخطوة و مساندة أصحابها، و سيكون في هذه المباركة تطبيق لحكم الله الذي حكم به بنسب عيسى إلى مريم عليها السلام، فلم ينحصر دور مريم في "الأم" التي أنجبت بطريقة معجزة رفعا لشأن المولود صاحب الرسالة ، و إنما كان لمريم دورا مرتبطا بذاتها "مريم المرأة" ، و لو كان القصد المعجزة فقط لأمكن حدوث العكس وولادة عيسى من أب بدون أم مثلا، لكن القضية أكبر من ذلك بكثير، فهي ترتبط بمريم المثل الذي ضربه الله للناس ليصحح به عقليتهم و موقفهم من المرأة ، و لا أدل على ذلك المفارقة الغريبة التي تكمن بين حكم الفقهاء بنسب ولد الزنا لأمه و هي الحالة الوحيدة التي يسمح فيها فقهاؤنا للمرأة بالتمتع بحق نسب أبنائها، و بين نسب القرآن عيسى لمريم و عده اتهام اليهود لها بالزنا بهتانا عظيما ، و كأن القرآن ينبهنا إلى أن الأم العفيفة أحق بنسب أبنائها لها.
لقد حملت مريم للمرأة من الله رسالة تحريرية و تصحيحية، للأسف لم تحض إلى الآن بالدراسة العميقة و الجدية





#حنان_كوتاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهور الأقحوان
- دموع حائرة
- إمرأة ... أنا
- القرآن و الإنسان
- وهم


المزيد.....




- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان كوتاري - ألم يقل الله عيسى ابن مريم؟