هشام اعبابو
الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 10:29
المحور:
كتابات ساخرة
أخدت موعدا يوم أمس قبل أن أتوجه إلى عيادة الطبيب للكشف عن شامة خفت أن تكون سرطانية,أعطتني مساعدة الإختصاصي في طب الجلد موعدا,ذهبت في اليوم التالي إلى عيادة الطبيب في نفس الموعد المحدد, لكن ما إن وطأت قدماي أرض العيادة حتى أخبرتني مساعدة الطبيب بأنه غير موجود و بأنه سيتأخر قليلا و طلبت مني أن أعود بعد ساعة,عدت بعد أكثر من ساعة لعلي أجده في عيادته,لم تخبرني عن وجوده أو غيابه بل طلبت مني الدخول إلى قاعة الإنتظار, لأجدها مليئة بالزبائن ينتظرون دورهم,و أنا أنتظر استطعت التجوال بعيوني في جنبات العيادة فلم يسقط نظري على شيء جميل أو مريح,البناء قديم زاده كآبة أثاث العيادة خيل لي أنني في مستوصف حكومي رغم أنني أتواجد في عيادة بروفسور و اختصاصي مشهور في المغرب,يا إلاهي ألم يفكر هذا الطبيب المرموق في تحسين و تهييء عيادته حرصا على سمعته و على نفسية زبنائه؟ لا شيء في عيادته يوحي بالجمال و بالذوق السليم,الكراسي غير مريحة و سوداء اللون,الحيطان شاحبة و كأنها تنتظر دورها لولوج قاعة الكشف منذ سنين و لم يتسن لها ذلك,حتى المجلات الموضوعة لا تشجعك على تصفحها,قديمة أضنها مليئة بالميكوبات و الجراثيم,كل ذلك تقبلته و قلت في نفسي كفاءة الطبيب لا تقاس بهاته الأشياء,طال الإنتظار,الزبناء المرضى أنهكوا حتى الحرارة المفرطة لم ترحمهم هي كذلك بدورها و حتى طبيبهم لم يفكر في اقتناء مكيف هوائي لراحتهم بل اكتف بفتح نافدة العيادة ظانا منه بأن ذلك سيحل المشكلة, بل زادها تعقيدا, لأن الهواء الساخن و صداع السيارات اقتحما قاعة الإنتظار و زادا الطين بلة,طال الإنتظار قمت و ناديت المساعدة و سالتها عن الطبيب المنتاظر لتقول لي بأنه لم يأتي بعد و بأنه في مهمة خارج العيادة الكل ساكت الكل صابر الكل لا يقدر على التعبير و التنفيس عن النفس, جن جنوني و بدأت أتحدت بصوت عال أمام الملأ و قلت لها ما هذه التصرفات ؟ أ هكذا يجب معاملة الزبائن المرضى؟ لماذا لا تخبرونا بإمكانية عدم قدومه للعيادة؟ أليس لنا أشغال و أعمال تركناها لزيارة الطبيب؟ و أضفت قائلا ليس الأطباء الذين ينقصون في الدارالبيضاء ..المهم انني أسمعتها ما لن تنساه بعد وقت قصير,و خرجت غاضبا و أقسمت بأن لن أفكر يوما في زيارة هذا الطبيب الذي لا يحترم زبناءه و مرضاه و الذي يظن نفسه الوحيد في مدينة عملاقة كالدارالبيضاء و أقسمت بأن أكون له إشهارا سيئا كلما سمعت أحدهم ينطق بإسمه...
#هشام_اعبابو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟