أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد علي محيي الدين - باق وأعمار الطغاة قصلمناسبة الذكرى(45) لانتفاضة الرشيد الباسلة














المزيد.....

باق وأعمار الطغاة قصلمناسبة الذكرى(45) لانتفاضة الرشيد الباسلة


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


محمد علي محيي الدينار ...
كانت حركة حسن سريع أو انتفاضة معسكر الرشيد، أو ثورة تموز الثانية،درسا شيوعيا جديدا،فقد أستطاع مجموعة من الشيوعيين البواسل،يفتقرون إلى التجربة والممارسة من وضع لبنة جديدة لها هالتها الخاصة في البناء الشامخ للحزب الشيوعي العراقي،ورغم افتقارها للتنظيم والتخطيط السليم المدروس إلا أنها والحق يقال ،كانت ثورة حقيقية تجلت فيها ثورية الشيوعيين العراقيين وقدرتهم على التعامل مع الأحداث،وهذه التجربة تدفعنا للتفكير بصوت عال،لماذا لم يستثمر الشيوعيين إمكانياتهم العسكرية في عهد عبد الكريم قاسم،عندما كان لديهم مئات الضباط من مختلف الرتب وآلاف المراتب،وعشرات القادة العسكريين القادرين على استلام السلطة،في ظل قاعدة شعبية عريضة يفتقر إليها الكثير من قادة الانقلابات في تاريخ العراق،أو الأحزاب والتجمعات التي استطاعت استلام السلطة رغم ضعف قواعدها الشعبية وإمكاناتها الحزبية والقيادية،وكان يتوفر للحزب في تلك الفترة قادة من الطراز الأول في مبدئيتهم العالية وعقليتهم المبدعة القادرة على التعامل مع الحدث،وتاريخهم النضالي المشرف،وقادة عسكريين منهم قائد القوة الجوية جلال ألأوقاتي ومدير الحركات العسكرية طه الشيخ أحمد ووصفي طاهر الضابط المؤثر في السلطة آنذاك وبعض كبار القادة من قادة الفرق وأمراء الألوية والأفواج،الى جانب ضباط من مختلف الرتب المتوسطة والصغيرة، يشغلون أماكن قادرة على المشاركة وإحداث التغيير، هل وراء ذلك ضعف في القيادة ،أو ظروف خارجية، أم حسابات داخلية، أم إن طبيعة الحزب الفكرية تنأى عن استعمال القوة للوصول الى السلطة،هذه الأسئلة وغيرها تطرح نفسها،فقد ضاعت فرص كثيرة كان الحزب من خلالها قادر على استلام السلطة وأحداث التغيير المطلوب،،وبعيدا عن ما قيل ويقال من تبريرات في هذا التوجه،منها ألاختلافات الناشئة داخل القيادة والتكتل الرباعي ومؤامرته للإطاحة بالشهيد سلام عادل،والخشية من ردود الأفعال الدولية والإقليمية،وتأثيرات الاتحاد السوفيتي في رؤيته للإبقاء على نظام قاسم،لطبيعة التوازنات الدولية،أو عدم الغدر بقاسم الذي وضع في خانة البرجوازية الوطنية،أو الخلط بين شعبيته وشعبية الحزب،وما الى ذلك من أسباب ومبررات كثيرة قيلت ولا زالت تقال،إلا أني أرى العامل الحاسم للفشل في هذا الجانب هو الخلل التنظيمي الذي يعتمد على الأساليب المتبعة في البلدان الأخرى في بناء المنظمات على أسس طبيعية،والاعتماد على المنظمات الجماهيرية،ومحاولة أبعاد الجيش عن التدخل في شؤون الحكم وإدارة الدولة،فكان الأحرى أن يكون التنظيم العسكري له استقلاليته البعيدة عن هيمنة القيادة المدنية،بمعنى آخر أن يكون ألارتباط التنظيمي لمنظمات الحزب العسكرية بقيادة مستقلة ترتبط بشكل مباشر بسكرتارية اللجنة المركزية أو المكتب السياسي،وأن يتولى مسؤولية التنظيم العسكري العسكريين أنفسهم،بموجب النظام العسكري وضبطه وأخلاقياته المعروفة،وأن يكون لكل وحدة عسكرية تنظيمها الخاص المرتبط بالقيادة الحزبية العسكرية،ويكون تنظيم الضباط بمعزل عن تنظيم المراتب، ولهم عضوهم المرتبط باللجنة المركزية الذي ينقل إليهم تعليمات الحزب وأوامره،لا أن يتولى المدنيون مسؤولية الخطوط العسكرية،فإذا انتقلت الوحدة من مكانها الى مكان آخر أهمل التنظيم وترك سائبا لشهور حتى يتم الاتصال به بطريقة من الطرق،وهو ما حدث كثيرا في التنظيمات العسكرية،والأمر الآخر أن طبيعة العسكري – وخصوصا تلك الأيام- لا يمكن لها الانقياد لقيادة مدنية وتفضل التعامل مع الرتب السكرية بحسب الرتبة والقدم،ولكن الملاحظ أن الحزب أعتمد على الرتب الدنيا وأهمل الرتب الكبيرة،فقد قيل أن عبد الوهاب الشواف شيوعيا منظما،ولكن إهماله من قبل الآخرين وبالذات القوى القومية ممثلة ب(عبد السلام عارف) لم تجعله بمنصب يتلاءم وتاريخه فقد كان مرشحا لمنصب كبير من قبل الأطراف الحزبية المؤثرة إلا أن معارضة عارف حالت دون حصوله على المنصب مما جعله يتحرك باتجاه آخر مضاد للثورة والحزب وكان ما كان من مؤامرته المعروفة التي كانت أحداثها وبالا على الشيوعيين العراقيين.
وحركة حسن سريع رغم ما رافقها من أخطاء يمكن أن نعزو العامل الأكبر في فشلها الى ضعف الاتصال بين التنظيم العسكري والتنظيم المدني،وإهمال عضو الارتباط في متابعة عملية كبيرة بهذا الحجم،ولو كان هناك تحرك حزبي مدني رافق الحركة لتغير مسارها وربما أدت غرضها ،هذا جانب والجانب الآخر هو الأخلاقية الشيوعية التي لا تتلاءم وطبيعة المرحلة ،فقد ألقي القبض على وزيرين من وزراء الحكومة،ولكن القائمين بالثورة لم يتخذا الأجراء المناسب بحقهم،وكانت سلامتهم وبالا على الحركة والقائمين بها،وأن التعامل الثوري في هذه الحالات له أهميته البالغة،فكان لهذين الوزيرين الذين أنقذتهم الأخلاق الشيوعية تعاملهما المزري مع الشيوعيين،بل أصبحا مصدر الخطر عليها والمطالبين بإنزال أقصى العقوبات بحق الثوار.
أن الذي يملك الحسم في اللحظات الحرجة والمنعطفات المهمة هي الجرأة،الجرأة التي لا تتحسب لشيء سوى نجاح قضيتها،وأن التعامل بذات الطريقة مع الخصم ومقاومته بمثل أسلحته كفيل بالنجاح والفوز،أما التردد والحسابات المنطقية فليست من صفات الثوار الحقيقيين،وعلى من يمسك الرمح أن يطعن خصمه ،لأن الخصم في الحالة ذاتها لا يتوانى عن الطعن وتوجيه الضربة القاضية لخصمه،وهذا ما تفتقر إليه الحركة الشيوعية في العراق،فهي بحاجة للثوريين الذين يتعاملون مع الواقع ،لا من يحاولون القفز عليه وبالتالي تنعدم أمامهم الفرص للوصول الى أهدافهم أسوة بالآخرين.





#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( طاهر الحسني ..من شعرائنا المنسيين))
- نهاية العائلة المالكة في العراق
- هل أصبحت قضايا الشرف مبرر لقتل النساء؟!
- هل المصلحة الكردية فوق مصالح العراقيين
- الأهزوجة المقاتلة..المرأة العراقية
- أنتبه كهرباء ترفك لايت
- (بعدك بالطوله)
- شيگلچ الصاحب ....گولي يس
- متى يحاكم قتلة الشيوعيين العراقيين
- الاتفاقية العراقية الأمريكية استعمار جديد
- ما بين حانه ومانه ضاعت حقوق الشعراء الشعبيين
- محمد الصكر..شاعر في الذاكرة
- ((عرس الكلاب))
- ضاع الگدر علينا
- (ثلج أصلي....وثلج راس كوب)
- شهادات عن الشهيد الأنصاري ناظم مصطاف(ملازم سامي)
- الشهيد الشيوعي الأنصاري ناظم مصطاف عبد الأمير (ملازم سامي)
- رواتب الحكومة وحياة العراقيين
- الفساد المؤدلج
- مواقف لا تنسى للراحل عزيز شريف


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد علي محيي الدين - باق وأعمار الطغاة قصلمناسبة الذكرى(45) لانتفاضة الرشيد الباسلة