الى شهداء شاركتهم الحلم والمنافي
قاماتُهمْ
رشيقةُ الكبرياء
عاليَة..
وعلى أكتافِهمْ
يتركُ التاريخُ قبلاتِهِ.
مبكراً
زرعوا ورداتِ الجوري
في نعاس صورهِمْ المفقودة
يشبهون وطنَهم الأسمر
" حِلْوينْ "
مثلَهُ..
يتنزهونَ في تحياتِ الألفة
وإيماءاتِ المحبَّة
خلفَ خطاهمْ الأنيقِة
تمطرُ خاطرَهمْ
أسرابُ فخاتي الصبح
في أروقةِ الغبشَة.
نَحلّى..
مثل ضوءِ الشتاءْ
مثل رمل الشطلآنْ
وندى الغابات.
على مقاسِهمْ
كانت نعومَتُهم الصافيَة
يكحلُ عيونَهَم السوداءْ
وميضُ دهشَةِ المرايا
يشبهونَ
وطنهَمْ الأسمر
" حِلوينْ"
مثلَهُ..
وشعرُهُم المُجعَد
يخبئُ
لونَ قلوبهم البيضاء
كلمعةِ خواتم الفضة
في أصابعِ العاشقين
الصغار
حينما يمرونَ..
ودندنةُ أغنيةٍ شائعَة ،
تلتفتُ لهم الطرقاتُ
بكلِ اللهفَة
وعلى قمصانِهم المرشوشَةِ
بماءِ ورد البراري..
كتاباتُ العشق
رسائلَ
للحبيبات.
مبكراً
عبروا
-وهم العاشقون-
بنشوةِ حلمِ الناس...
صوبَ..
الصعودِ العالي
حيثُ مغارةُ
الغزلان
تصاحبُهم
الأناشيدُ
وهلاهلُ
الشموس.
كانت الأشواقُ
خيولَهم الجامحة
وبنادقُهم
صيفاً من الأمنيات
رصاصُهم
زركشاتُ الشناشيل
يصوِّبونَ..
نحو الليل قبضاتهم
وقد احتفظوا بماء الوجه
يشبهونَ
وطنَهم الأسمر
" حِلوينْ "
مثلَهُ..
وفي ظلِهم
رائحةُ الخبز الحار
ووصايا الأمهات
يرشُّهم المطر
ألواناً
كالطاووس
الذي طرزَتهُ الأخوات
على مخداتِهم
حين عبروا نعاسَ
صورهم المفقودَة
وهُمْ
يحملون الرايات
لم يَسلُبْها منهم
أحدْ..
مضغوا المنايا
بأسنانِهم
كما النعناع الطازج
أو حباتِ الهيل
والأبتسامات على شفاهِهم
مشبعَة بالفرح الطفولي
هُمْ
وحدُهُمْ
عرفوا الموتَ جميلاً
وأقربَ الدروب المضاءَة
نحو الوطن .
تشرين الثاني1997