أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - سومريات: المسرحية العراقية: شؤون وشجون[4]















المزيد.....

سومريات: المسرحية العراقية: شؤون وشجون[4]


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 04:44
المحور: الادب والفن
    


من المفيد أن نشير إلى سمات مرحلة الانتقال إلى العراق الحديث الممثلة بطبيعة محافظة سادت الواقع الاجتماعي العراقي ممثلة الامتداد الطبيعي لعقود طويلة من الحكم العثماني، بخلاف كينونة المجتمع العراقي سليل الحضارة السومرية التنويرية المتفتحة التي مثلت تراث الإنسانية الصحي عبر منطقها العقلي المعتمد للمعارف والعلوم والقيم الإيجابية في مسيرة العلاقات الاجتماعية وتكوين الشخصية الإنسانية..ومن هنا فإنَّ سمات جنينية كانت تولد في حينها لم تأتِ من تعاظم تأثير الاحتكاك مع الحضارة الإنسانية المتفتحة حسب بل ومن استعداد المجتمع العراقي نفسه لهذا التفتح وصراعه ضد البالي القديم..
لقد انعكس هذا في المسرحية الاجتماعية بشكل واضح بيِّن سواء في معالجات موضوعاتها أم في بنية شخصياتها وخياراتها الفكرية الاجتماعية. غكثرا ما ركزت المسرحية الاجتماعية على موضوعات التحرر والانعتاق من قيم وتقاليد بالية مثلما حصل مع مسرحيات نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مثل الفتاة العراقية ووحيدة..
وفي مسرحية وحيدة جاءت الثيمة حاسمة في كشفها للاضطهاد الاجتماعي المقترن بالاستلاب السياسي وعبرت عن إدانة صريحة لكل الأمراض الاجتماعية التي لا تنتج غير المآسي كما حصل مع شخصية وحيدة بطلة المسرحية وخطيبها... وهكذا فعلى صعيد الشخصية في الأعمال الدرامية لهذه المرحلة يبقى الأمر مثيرا لكثير من الجدل، لأنَّ المسرحية الاجتماعية بموضوعيها المتعلقين بالسياسة أو بالعلاقات الاجتماعية ومنها بالتحديد العلاقات العائلية؛ تحتل مساحة (مكانة) أوسع بين مسرحيات النشأة في العراق.
إنَّ (الشخصية) في مسرحيات المرحلة تستوعب إمكانات تناول موضوعية واسعة تمثل قضايا الطبقات وصراعها والفئات الاجتماعية ومطالبها ومن ثمَّ رموز هذه الجماعات المجسدة في شخصيات نمطية أو رمزية ومع ذلك فإنَّ حالة مثل هذه [بالمعنى الجمعي] نجدها نادرة لأنَّ أسلوب التناول والمعالجة لا ينبعان من أساس واقعي هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنًَّ الاهتمام الكبير للمسرحية الاجتماعية ظلَّ في إطار الأسرة والعلاقات الفردية ذات الطبيعة الأسرية المحدودة فانعكس هذا البعد الإنساني على حدود الشخصية في هذه المسرحية ـ الاجتماعية وعلى طبيعتها ودورها في البنية ولا تخلو هذه القاعدة ـ بالتأكيد ـ من استثناء في هذه المسرحية أو تلك مما سنشير إليه لاحقا.. بعد أنْ نقوم بواجب التأكد من الأثر الرومانسي في رسم شخصية المرحلة وحركتها.
لقد كان أبطال المسرحية الرومانسية الأوروبية فرساناَ َ بمغامراتهم المثيرة للعواطف وشحاذين وحثالات ترسم صورة مجتمع بلا أمل وهؤلاء جميعاَ َ أفراد منطوون على ذواتهم يتمنون بأنْ يحلموا يوماَ َ وهم نيام لكن أحلامهم الكبيرة الصغيرة هذه تتكسر دوماَ َ على صخرة الاكتئاب والكبت الشامل. هؤلاء بعض من أبطال الرومانسية التقليدية... فمن هم أبطالنا الرومانسيون في المسرحية الاجتماعية العراقية في بواكيرها؟
ليس المدخل أثر الرومانسية الذي مرَّ معنا للتو ولا التساؤل الذي انتهى إليه، بمعالجة فكرية شاملة للاتجاه الرومانسي بل هو مجرد مقدمة ضرورية مختزلة للكشف عن الخصائص الفنية للشخصية ومن ثمَّ للبنية داخل إطار هذا الاتجاه في إطار ما ظهر في مسرحية بداية القرن العشرين في العراق.
ونحن نحاول هنا أنْ نستقرئها محللين تفاصيل سماتها عبر قراءة في مسرحية النشأة التي نشاهد فيها أنماطاَ َ متنوعة من الشخصيات إنَّنا نلاحظ سادة وخدماَ َ، طلبة، فتية، كهولاَ، موظفين ونساء يتظلمن.. الجميع يشكون من واقع الحياة ولكن الجميع يخضعون لآلة تشريح رومانسية ضمن القراءة الجمالية الدرامية لمسرحية المرحلة. ويمكن لنا أنْ نحصي آثار تلك القراءة بمتابعة الجدول التفصيلي الآتي:

جدول لقراءة وصفية للشخصية في مسرحية مرحلة النشأة
المسرحية عدد الشخصيات الرئيس منها صفات الشخصية الخلفية الاجتماعية العلاقات
1)الإخلاص والخيانة 14 + جماعات ليلى شابة جميلة متعلمة من الطبقة المتوسطة وتطمح لإشغال عمل ما تحب كامل وتتعرض لمضايقة خليل
1927 كامل شاب متعلم غني يحب ليلى ويدافع عنها
سلمان يعقوب

2) وحيدة 15 وحيدة فتاة متعلمة طبقة متوسطة تحب أحمد ابن عمها
1928 أحمد شاب متنور طبقة متوسطة يحب وحيدة ويدافع عنها
موسى الشابندر حسن خان رجل شرطة متهور ممثل السلطة الفاسدة ومتعاون مع التقاليد السلبية يستغل منصبه للاعتداء على وحيدة وهو خصم أحمد

3) تقريع الضمير (7) مرغريت شابة متفتحة طبقة متوسطة, لاتعمل تحب وديع أخاها من دون تعرف
1931 سليم بطي وديع شاب متعلم طبقة متوسطة, طالب يحب مرغريت أخته من دون أن يعرف أنها أخته

4)أحدوثة الباميا (5) عكوبي شاب ألثغ فقير زوج غزالة وابن مجودة وأخو نعيمة وبدور
1931
حنا رسام





جدول2


المسرحية عدد الشخصيات الرئيسي منها صفات الشخصية الخلفية الاجتماعية العلاقات

5)آباء السوء (9) سعاد شابة متفتحة بنت الباشا زوجة محمود بلا رغبتها
1934 كامل شاب محبط ابن الباشا يعاني من بخل والده وتركه التعليم
نعيم إلياهو

6)الأقدار (25) إبراهيم طبيب طبقة متوسطة يعاني من ألاعيب زوجته
1937 يوسف شاب فقير يحب ابنة عمه زوجة إبراهيم
سليم بطي

7)ضحية العفاف (11) +جماعات زهراء شابة جميلة متنورة بنت شيخ العشيرة تحب أخوتها والخير.
1932 نجمة شابة أمية من العشيرة صديقة زهراء ومن ثمَّ زوجة أخيها
جميل رمزي القطان

8)الاعتراف (16) عبدالرزاق محامي طبقة متوسطة يحب ابنة عمه الذي يرفض تزويجه منها
1938 عبدالغني كهل طبقة متوسطة عم عبدالرزاق
نديم الأطرقجي




جدول 3


المسرحية عدد الشخصيات الرئيسي منها صفات الشخصية الخلفية الاجتماعية العلاقات

9)الجندي الباسل (23) +مجاميع قحطان شاب متنور وطني غيور يحب ابنة عمه ليلى
1931 فرهاد شيخ متعجرف متسلل دخيل يعمل لصالح الأعداء...
جميل رمزي القطان


10)كاترين 1938 (5) كاترين شابة متفتحة طبقة متوسطة متقلبة في عواطفها بين مَن يرفعونها إلى سلّم (الشهرة).
صفاء مصطفى حسن شاب رسام طبقة متوسطة يتزوج كاترين التي تخونه مع المسرحي ثم مع الشاعر..



11) ضحايا اليوم (26) سعاد شابة متعجرفة غنية ترفض ابن عمها سليم وتقع في شراك كامل..
1939
سليم بطي كامل شاب مستهتر غني



إنَّ قراءة الجدول في أعلاه يحيلنا إلى موضوعات الحب والعواطف النبيلة بمقابل الخيانة والغدر والانفعالات السلبية وقيم الرذيلة ممثلة لحبكات الأعمال الدرامية الاجتماعية .. وتتقمص هذي الموضوعات شخصيات منفعلة مؤمنة بهذه القيم التي تحركها العاطفة نبيلة كانت أم رذيلة بما يدخلها في المعالجات الرومانسية فكريا وجماليا...
وخلاصة القول في هذه المسرحية (الاجتماعية بين 1992- 1939) إنها كانت في بنيتها خطوة نوعية طيبة في مرحلتها؛ وهي تلتقي تتبنى في معالجتها مادتها تعبيريا أسلوب المأساة الاجتماعية حاملة سمات الرومانسية من حيث الجو العام ومن حيث سيادة الحماسة والانفعال الرومانسيين. وهذا اللقاء بين القيم الفكرية والتعبيرية السلوبية للرومانسية لا نذكره هنا عبثا بل لاتصاله الوثيق بمسار الحدث بكل ما يحكم به بنيته من قواعد صارت معروفة لدارسي المعالجات الرومانسية في جميع الأنواع الأدبية والفنية في التجاريب الإنسانية عامة.. وليس للحالة العراقية فقط.

* أستاذ الأدب المسرحي


* حقوق النشر محفوظة للكاتب WWW.SOMERIAN-SLATES.COM



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعية العربية لأساتذة الأدب المسرحي
- توثيق النصوص المسرحية العراقية
- سومريات: المسرحية العراقية: شؤون وشجون [2]
- سومريات: المسرحية العراقية: شؤون وشجون [3]
- ومضات موجزة في المصطلح السايكولوجي وبعض سمات شخصية الفرد (ال ...
- العراق وعقد الاتفاقيات مع المحيطين الدولي والإقليمي
- طقوس وحشية: بين شعرية الأداء وجماليات المعانم المسرحية
- الاتفاقات الأمنية العسكرية مع العراق وقضية السيادة والاستقلا ...
- مسرح الطفل: الأهمية، الدور الوظيفي البنائي، آليات العمل والأ ...
- أحمد شرجي بين القيمتين الإبداعية والنقدية التنظيرية لفن المم ...
- ولادة النص العربي لبرنامج الاشتراكية الديموقراطية الألماني ا ...
- إلى اللبنانيين حاملي راية السلام وإرزة المحبة والتسامح
- جمعيات حقوق الإنسان ونشطائه وآليات الاتصال بالناس
- من المستحيل التفكير بعراق بلا نخيل
- دعوة لحوار مسؤول من أجل الحل الوطني الأنجع
- معالجة مشكلة الميليشيات أم مطاردة أعضائها وأنصارها؟
- منظمات حقوق الإنسان ودورها في الحياة العامة؟
- العراق الجديد وعلاقاته بدول الجوار
- المرأة العراقية في أتون محرقة الصراعات الهمجية السائدة اليوم
- خطابا التسامح والتطرف قضية فلم فيلدرز نموذجا


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - سومريات: المسرحية العراقية: شؤون وشجون[4]