خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 10:45
المحور:
القضية الفلسطينية
عاجل الى السيد رئيس دولة فلسطين المحترم
تحية النضال والصمود الفلسطيني.
تحية الدولة الفلسطينية المستقلة
تحية الشرعية والسيادة غير المنقوصتي
بعد التحية:
ارجوان يكون في وقتكم متسع لقراءة رسالة المواطن الفلسطيني خالد عبد القادر, والتي هي غير شخصية , ولك العذر ان لم تفعل بحكم انشغالك بما نرجو الله عز وجل اولا وهمتك النضالية تاليا ان يعيناك عليه , متمنين لك في البدء دوام السؤدد والتوفيق في تمثيلك المصالح الفلسطينية خير تمثيل واعانك الله على ذلك بدوام الصحة والعافية.
اما بعد:
لا اظن ان قلة اطلاعنا على ما يوجد خلف كواليس الحركة السياسية تؤهلنا لاكثر من ابداء النصيحة المتحصلة لنا بحكم المتابعة الاعلامية للخبر السياسي , لكنه ورغم ادراكنا ان الهوى الاعلامي يمكن له ان يضخم او يقلل من شان خبر سياسي فان تكرار الاشارة حول علاقة ما يمكن ان يشكل مؤشرا حول وجود اتجاه سياسي , ويبقى لحكمة التحليل والانجاز ان تستكمل المهمة , وعليه فانني ومن موقع المواطن في التشريد يحق لي ان اعرض النصيحة لك , بيما يحق لك من موقع المسئول ان تأخذ بها او لحكمة ما ان تتركها , او ان تحدد توقيت الاخذ بها , لكن حيث انه بالنسبة واجب تنازلت عن ممارسته من قبل ثقة بقيادة السلطة الوطنية الفلسطينية فان شعور بتعرض السلطة الوطنية الفلسطينية لمخاطر رئيسية الى جانب حالة الانقسام التي عليها الوضع الداخلي الفلسطيني لم يعد يسمح بعدم ممارسة هذا الحق
السيد الرئيس :
في كتابة سابقة تعرضت لخبر عن تصريح ادلى به السيد احمد قريع اثناء حوار غاضب مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية مفاده انه يمكن ان يكون هناك قبول فلسطيني باعادة الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 من قبل اسرائيل الى الاردن بدلا من الاستمرار في حالة المماطلة الاسرائيلية الراهنة في المفاوضات , وكان موقفي يومها , ولا يزال , ان حق القومية الفلسطينية في تقرير مصيرها وعلى مستوى الاستقلال والسيادة والشرعية هو خط غير قابل للتفويض لشخص او مؤسسة , وهو بالتأكيد امر مختلف عن التفاوض على قسم من الوطن من اجل تحريره في سياق هدف استكمال وحدة البنية القومية الفلسطينية وتتويجها بالدولة القومية الفلسطينية المستقلة , في حين رهن القسم المتبقي من الوطن ولحركة المستقبل واحتمالات التغير في حركة الصراع العالمي والاقليمي وموازين القوى. وهو تاكتيك سليم في التطبيق الاستراتيجي لمطلب التحرر ويختلف اختلاف جذري ووطني عن العودة الى استعادة الصيغة التاريخية المستمرة لتكريس الحالة الاحتلالية في فلسطين والتي اخذت تاريخيا صورة مصدر الحالة الاحتلالية
السيد الرئيس :
منذ انهيار المعسكر الاشتراكي , والقوى الاستعمارية العالمية تحاول استعادة الصورة الجيوسياسية التالية على الحرب العالمية الثانية وهو نهج تبلور جراء شعور هذه القوى بخطر السماح بتغير احجام القوى الاقليمية وبرامحها تحت ضغط شروط الصاع خلال الحرب الباردة لذلك تبلور عند هذه القوى نهج اعادة تحجيم البرامج القومية الاقليمية التي اتسع نطاقها الجيوسياسي اثناء الحرب الباردة , لذلك تم الاستغناء عن خدمات بعض الاطراف الاقليمية ( اسرائيل كمثال ) واستبداله بالتواجد المباشر للقوى العالمية , فاطلقت التسويات للصراعات الاقليمية بهدف اعادة تحجيم هذه البرامج التي توسعت , واي متابع لحركة القوى العالمية سيدرك فورا ان فرصة التحرر القومي الفلسطيني زادت في ظل هذا التوجه العالمي الجديد عن الفرصة التي كانت متاحة لها ايام الحرب الباردة , حيث كان تباين مواقف القوى العالمية من القضية الفلسطينية بوابة لتمرير نفوذ هذه القوى للمنطقة
ان تحقق مطلب الدولة الفلسطينية المستقلة ( من وجهة نظري ) هو الان اقرب مما كان عليه في اي لحظة سابقة في تاريخ الصراع في المنطقة , ولا يعيقه الان سوى تقاطع المعارضة الاقليمية من موقع رفض مطلب الدولة الفلسطينية كجوهر لتسوية النزاع ومحاولة استبداله بالعودة الى صيغة الوضع الفلسطيني التي كان عليها ما بين العام 1948 _ والعام 1967 , مع وضع ارتباك الادارة الامريكية في الحالة الانتخابية المؤقتة , وهي مدى زمني يمكن للمعاناة الفلسطينية تحمله قياسا بما سبق لها وان تحملته , وحتى الصراع الاوروبي الامريكي لا يسمح للاطراف الاقليمية بمدى من المناورة يتجاوز وحدة التوجه الاوروبي الامريكي في اعادة تحجيم الاطراف الاقليمية , ووحده العامل الفلسطيني الذي لا يخضع لهذه المحاولة , بل العكس فان تحقق الدولة الفلسطينية يشكل صمام الامان العالمي الذي يمنع الحجم الاسرائيلي من التحول الى مركز عالمي منافس.
السيد الرئيس:
لم تعد مشكلة الفلسطينيين مع القوى العالمية بالقدر الذي كانت عليه في زمن الحرب الباردة بل انتقل ثقل الصراع الفلسطيني الى علاقته بالاطراف الاقليمي التي تتشكل في حلف اسود يمتد من باكستان حتى مصر ويعارض تحرر كل من الفلسطينيين شرق المتوسط , والاكراد في منطقة الخليج, والبلوشستان في وسط اسيا , وفي حين تتناغم وتتجانس هذه الاطراف الاقليمية وتوازر بعضها البعض فانها تلجأ الى توظيف قدراتها كدول وانظمة في اتجاهين
• الاول محاولة عزل القوى العالمية عن الكيفية التي يجب بها انجاز التسويات وابقاءها خاضعة لحالة اختلال ميزان القوى بين الطرف الاقليمي والطرف صاحب مطلب التحرر ,
• ثانيا توظيف قدراتها في محاولة تفتيت قوى النضال الوطنية في هذه القوميات المنكوبة بستخدام شتى المجالات والاساليب كما حدث معنا نحن الفلسطينيين في تحقق الانقلاب الحمساوي وشبه الحالة الاستقلالية السياسية الجغرافية الاجتماعية واعادة توظيف هذا التفتيت في اعاقة مسار التسوية , وهم في سبيل ذلك يطلقون الشعارات حول الوحدة والاتحاد على اساس التضامن ( الاكبر من حجم القومية المناضلة في سبيل التحرر ) مثل شعار وحدة العراق, فاطراف هذا الحلف الاسود جميعا مستفيدون رئيسيون من مثل هذا الشعار الذي يوجه التسويات باتجاه الصيغة التي وجدت عليها الاوضاع ما بعد الحرب العالمية الثانية , لذلك ليس من مهمة الفلسطينيين ولا الاكراد ولا البلوش تسهيل مهمة الاطراف الاقليمية بل العكس علينا استمرار التمسك بمطلب التحرر والاستقلال والسيادة والشرعية , واشهار تحالفنا مع التوجه العالمي
السيد الرئيس:
ما هي المهمات التي تفرضها علينا الصورة السابقة ؟
ان نجاح الاطراف الاقليمية في دفع الوضع الفلسطيني الداخلي الى درجة الوضع الانفصالي الدموي الذي فرضته حركة حماس على اوضاعنا , لم يكن له ان ينجح لولاواقعة وجود تاريخ طويل من سيادة مفهوم خاطيء لدى المركزية الفلسطينية حول المدى الممكن معه ممارسة الحرية النظرية والسياسية وكيفية تجسدها المادي ( البنية التنظيمية ) في الواقع الفلسطيني كان الخطير منه السماح للخط اللاوطني في العيش والنمو والتجسد بحرية في الوضع الفلسطيني رغم الثبوت التاريخي للاتجاه المدمر الذي يعمل به هذا الخط الذي يعمل بلا كلل او ملل لجعل القرار حول المصير الفلسطيني قرارا لا فلسطينيا , وحيث حدث ذلك قبل هزيمة 1948 وكان احد الاسباب الرئيسية لوقوعها فانه استمر على نهجه بعد ان استقوى بالهزيمة نفسها ففرض الحالة الانتظارية على الفلسطينيين حتى عام 1965 لحظة ان بادرت التجسدات الوطنية لمقولة الخصوصية الفلسطينية وفجرت الثورة الفلسطينية التي يعود لها فضل انجاز ما انجز حتى اللحظة , لكنه وللاسف لم تنتبه الثورة الفلسطينية اولا ولا السلطة الوطنية الفلسطينية تاليا الى الخطر الذي تستبقيه في احضانها بعدم التصدي لهذا الخطر وكان الخطأ الاكبر الذي وقع في السماح لحركة حماس في دخول معترك الديموقراطية الفلسطينية في الانتخابات التشريعية دون ان تجبر مسبقا على التخلي عن حالة اللاوطنية المرتهن لها خطها النظري وبنيتها التنظيمية وسلوكها السياسي وتخريبها المسلح , وكانت النتائج الوخيمة على الوطنية الفلسطينية ان الخط اللاوطني اصبح جزءا من الادارة والتشريع والشرعية الفلسطينية
لم تعد حماس اذن تنظيم بل اصبحت ممثلة جبهة خط لا وطني في الواقع الفلسطيني , وبعلاقتها بالاطراف الاقليمية اصبحت مخلب هذه الاطراف الذي به يتم جرح وتشظية المطلب الوطني في التحرر والاستقلال والسيادة والتمثيل , مقدمة لالغاءه دون تحديد شكل هذا الالغاء , لكن الذي ابتدات ملامحه بالتبدي والتوضح في صورة النهجين الاردني والمصري , حيث تلتقي معهما التلميحات الاعلامية حول عودة كل من النظامين للسيطرة ( الاحتلالية الاستعمارية التي تبقي على الصيغة الوظيفية للقضية الفلسطينية في الصراع العالمي)
ولا يقل خطرا على تقرير المصير الفلسطيني تبلور الخط الداعي ل ( مقولة الدولة العلمانية الديموقراطية ) بل يغرق اكثر في نهج اللاوطنية ويصبح تجسده المادي تنظيميا اكثر ضررا وجوهر مطلبه الراهن التخلص من السلطة الوطنية الفلسطينية , انه خط وتنظيم العملاء والجواسيس ووقاحتهما
السيد الرئيس
لم يعد السكوت على الفوضى التي تعم الوضع الفلسطيني ملمحا وطنيا ولا ملمحا ديموقراطيا , بل ملمحا للجهل بالف باء
القيادة السياسية / واعتذر/ الذي لم يعد قرار ولا وضع تقرير المصير الفلسطيني يسمح به , وربما لا يسمح تجانس قوة الامن الفلسطينية الراهن ولا كفاءتها وقدراتها المباشرة الى / ضرب/ الخط اللا وطني , لكنه ولا شك ان السكوت على هذا الوضع يسمح لهذا الخط اللاوطني بمزيد من رص الصفوف / لقاء التنظيمات العميلة الاخير في غزة / واستمرار النمو على حساب الخط الوطني يسندها في ذلك استمرار السلوك الاسرائيلي المقصود باضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وقدراتها لذلك اصبح من الضروري ان
• الاعلان الفلسطيني الحاسم عن رفض مشاريع الكونفدرالية والفدرالية واي اشكال اخرى تستهدف اجهاض مطلب الدولة الفلسطينية المستقلة
• الاعلان الدستوري الفلسطيني عن حق وشروط وواجبات التعددية السياسية على اساس الخضوع للشرط الوطني وممثلته السلطة الوطنية الفلسطينية
• الاعلان الحاسم والواضح عن الاستعداد للعودة لممارسة الكفاح المسلح في ظل السياسات الاسرائيلية الراهنة في انهاك السلطة الوطنية الفلسطينية ونهج التفاوض معها
• الاعلان ان عدم تقدم التسوية الفلسطينية على اساس اولويتها يعني سحب الاعتراف الفلسطيني بكل الاتفاقيات الاقليمية مع اسرائيل
• الاعلان ان الكفاح المسلح الفلسطيني / في حال الاضطرار للعودة لممارسته / سوف تخضع لشرعيته كافة اماكن العبور لفلسطين
• الاعلان ان السلطة الوطنية الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد / لكل/ الفلسطينيين اينما كانو ومهما كانت الجنسيات التي يحملونها اضطرارا
السيد الرئيس
لا شك ان موقعكم والقدرات المتاحة لكم وثقتنا بكم كفيلة باطلاق روح الابداع القيادية التي من الممكن معها بلورة جوهر ما احتوته كتابتنا هذه في واقع الحركة السياسية , اي ترسيخ قوة ومتانة الخط الوطني الفلسطيني وصموده وفاعليته , فلكم الشكر على حسن القراءة ان حصل , والا فانها امانة حول عنق المسئولين الفلسطينيين ان يتم توصيلها اليك ولكم جميعا الشكر
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟