أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - الاعتداء على مؤسسة إبداع...كيف ولماذا!














المزيد.....

الاعتداء على مؤسسة إبداع...كيف ولماذا!


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 10:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال الذي سأحاول من خلاله وبإمكانياتي المتواضعة أن أعالج نظريا وهذا اضعف الإيمان الاعتداء الغير مسبوق على مؤسسة إبداع في مخيم الدهيشة الذي اسكن فيه، ولا بد أن أشير فيل إن أخوض في معالجتي لهذا الحدث الخطير إنني كغيري استنكر واستهجن ما جرى لما له من تداعيات خطيرة ستوثر على ثقافتنا الوطنية التي تشهد انحدارا ملموسا جراء التراكمات التي أخذت أبعادا فكرية وسلوكية وطغيان ثقافة الانتفاع من المؤسسات الأهلية التي تتحمل المسئولية المباشرة في غياب الوعي التطوعي لدى الأفراد الذين يقدمن للمؤسسات بقدر ما تقدم لهم مما يفتح الباب واسعا لسيادة النفعية التي تشكل تربة خصبة للفساد الشخصي والعام.

أطلق الرصاص على إبداع وتداعت قلة قليلة لمعالجة تداعيات هذا الاعتداء بابعادة المختلفة، واستطاعت الجهود المبذولة أن تنفس الأزمة خاصة بعد إعلان إبداع أنها أغلقت أبوابها إلى إشعار آخر، وفي اعتقادي أن التحركات التي جرت اعتمدت الحلول الترقيقعية في معالجتها للاعتداء كمحاولة هروب من الوقوف على الأسباب والنتائج، وأنا هنا لا اقصد فعل الاعتداء بحد ذاته، وإنما التفاعلات المجتمعية التي من الممكن أن" تشرع" مثل هذا الاعتداء ولو من الناحية النظرية، لان مجرد التوافق النظري على مثل هذا الفعل يعبر عن أزمة لها مدلولاتها التربوية والمجتمعية والوطنية والنفسية.

إذن وكما يقال القصة مش رمانة، والفاعل ليس الشخص الذي أطلق الرصاص، الفاعل هي القوى الوطنية والمؤسسات الوطنية الفاعلة في المخيم وأضيف لها الفعاليات الوطنية، لماذا...؟ لان الفعل الوطني والمؤسسات والجماهيري في مخيم الدهيشة وفلسطين المحتلة اتخذ الشكل الميكانيكي المبسط الذي لا يعمل على متراكمة الأداء وتحويله لثقافة انتماء للذات والمجتمع، هو فعل نمى ثقافة التكسب والوصولية والتبعية المتناقضة تماما عن الجماعية التي تشكل السياج الحامي لتلك الأجسام التي تقدم خدمات للمجتمع المحيط، ولكن وضمن نشاطي أنا وغيري في العمل الجماهيري فبل دخول السلطة الفلسطينية أجد أن الناس تمتلك مجسات دفاعية تستطيع أن تفرق ما بين الغث والسمين وما بين والسطحي والعميق، هم الناس الذين لا يقبلون الحال المايل ولا التعاطي معهم من أبراج عاجية وخاصة أنهم يرون الأمراض الاجتماعية التي تسربت إلى أبناءهم جراء الفراغ وعدم وجود حاضة وطنية تنقذهم من عولمة الثقافة المسطحة التي تسربت إليهم دون أن يتطلع إليهم احد، وقد تطرقت في مقالات سابقة لواقع المخيمات والأزمات النفسية والثقافية والاجتماعية التي تعصف بها.

أرجو أن تتسع صدوركم لأسئلة طالما طرحتها بيني وبين نفسي وألان اطرحها عليكم عسى أن تجيبوا عليها لعل وعسى أن تشكل قاعدة لفعلكم، أسئلة موجهة للمهتمين ببناء إنسان سوي خالي من الأمراض مقاوم للموجات التي تستهدف مضموننا الوطني والشخصية، وهنا لا أريد أن أغوص في تفاصيل لن تجلب سوى المزيد من التشرذم والأزمات، اسئلكم.

• لماذا تتسع الفجوة باطراد بين القوى الوطنية ومؤسسات العمل الوطني والمجتمع الذي يفترض أن يحتضنها؟ لا أميل هنا للتذرع بالظروف الموضوعية والاحتلال.
• الم يحن الوقت لإعادة وضع استراتيجيات عمل تتعاطى مع أولويات الواقع المحيط الغارق في مشاكله حتى الرقبة، أولويات تتشاركون مع المجتمع المحلي في صياغتها؟
• ما رأيكم بجيش الأطفال المشردين التائهين الذين ينفسون طاقتهم على أرصفة الشوارع حتى ساعات متأخرة من الليل بممارسة الأبشع المنافي لثقافتنا الوطنية؟
• إلا يفترض بالقوى والفعاليات والمؤسسات الوطنية أن تعالج ظاهرة انتشار مؤسسات الفساد في المخيم وخاصة أن هناك 44 مؤسسة مسجلة الفاعلة منها بعدد أصابع اليد؟
• لماذا لا تتوقفوا عن تعزيز سياسة الانتفاع من المؤسسات وتعملوا على أعادة الاعتبار للعمل الطوعي وتعزيز المشاريع الإنتاجية البعيدة عن التشغيل المقنع.

لا زالت الفرصة متاحة لمؤسسات المجتمع المدني في فلسطين هذه المؤسسات التي يفترض أن تشكل خط الدفاع الأول عن المواطن الفلسطيني في وجه بعض الجهات الأجنبية التي تشن على الشعب الفلسطيني حرب من نوع آخر، حرب الثقافة على الثقافة، حرب بدأـ تفعل فعلها في وسط الأجيال الشابة الذين يعيشون غربة غير مسبوقة في وطنهم، مثلهم الأعلى الغرب الذي أصبح الملاذ الأفضل للهروب من المشاكل التي يتعرضون لها، غير عارفين أن الغرب ومؤسساته المدعية تأيدها لنا من خلال مشاريع موجهة ومشروطة بالتوقيع على وثيقة" نبذ الإرهاب" أي استنكار المقاومة، تلك البضاعة التي لاقت رواجا في أوساط بعض المؤسسات الدكاكين التي تعود ملكيتها لشخص أو عائلة، هذه المؤسسات خربطت الأوراق وعززت الفكرة السلبية عن مؤسسات المجتمع المدني ذات المضامين الوطنية.

لقد صور الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني الحال الفلسطيني وتفاعلاته التي تعبر عن ذاتها بحالة صراع وصفها الكنفاني بزمن الاشتباك في رواية الصغير يعود إلى المخيم، أنة الاشتباك الدائم مع الذات لتجاوز الجمود والقهر والاستسلام والتبعية للآخر، اشتباك مع الفقر العدو رقم واحد، اشتباك مع الأنظمة المتآمرة على قضيتنا، واشتباك مع أعداء الوطن، وفي زمن الاشتباك الذي تحدث عنة غسان كنفاني لا مناص من من الدفاع عن الذات والتوحد من اجل الحفاظ على التواصل اللاجئ رغم كل الصعوبات، وهذا يتطلب تعزيز المؤسسات الناشطة في أوساط اللاجئين الفلسطينيين أينما وجدوا والحفاظ عليها وعدم المس بها والارتقاء بأدائها لتكون على مستوى قضينا التي لا يمكن أن نحافظ عليها إلا بوحدتنا، وخاصة في ظل المخاطر التي تهدد وجودنا وثقافتنا الأصيلة، عندها لن ينفع الندم.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول السياسي والوطني والتعصب الاعمى
- المحترم رفيق النتشة: القانون يحمي الفاسدين
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بطن الحوت
- البعد الأخلاقي لاستخدام الضحية كقطع غيار للقاتل
- متى ينزل اليسار الفلسطيني عن الشجرة
- المشهد الفلسطيني وثقافة الطابور
- حوار في الوقت الضائع
- مات المفتاح
- المبادرات في زمن الدكتاتوريات
- كاشف العورات
- شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع
- كيف ولماذا: ستون عاما على النكبة
- عمال فلسطين قهر ما بعدة قهر
- اليسار الفلسطيني في بيت الطاعة
- لاجئون من المهد إلى اللحد
- أنا الشرعية والشرعية أنا
- من المسئول عن تصفية الوطنيين في الضفة المحتلة
- مرحى للتطبيع الإعلامي !! مات شناعة
- عطوفة المحافظ : العين بالعين
- موتى على أسرة الشفاء


المزيد.....




- لحظات مرعبة عاشوها.. شاهد اشتعال النيران في طائرة ركاب أثناء ...
- إسرائيل ترد على تصريح وزير خارجية لبنان بقبول نصرالله بوقف إ ...
- يتامى غزة.. سرق القصف أحبتهم وأحلامهم فذاقوا وجع الفراق وكبر ...
- ضاحية بيروت الجنوبية تشهد الليلة الأعنف: أكثر من 30 غارة وان ...
- -دول عربية شاركت إسرائيل الدفاع الجوي خلال عام من حرب غزة-- ...
- نتنياهو يزور الحدود مع لبنان
- صحيفة: -خطوات ملموسة- للانضمام إلى الناتو ستعرض على أوكرانيا ...
- منظمة -بريكس- تشارك روسيا في مبادرة إنشاء جامعة تقنيات المست ...
- الخبراء الروس يفككون أحدث نسخة من دبابة -ليوبارد 2 آ 6- الأل ...
- أطعمة تخفض مستوى فيتامين ?1 في الجسم


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - الاعتداء على مؤسسة إبداع...كيف ولماذا!