عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 05:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
يبدو أنَّ هذا العام، هو عام المتغيرات والمفاجآت في مصر على كافة الأصعدة والأنماط المختلفة، فمع لمعان حالة النظام المصري الذي وضع مصر في المركز الأربعين للدول الفاشلة ومن قبلها المركز الثاني عالمياً في الفساد الحكومي كانت الفرصة قد واتت بعض الدول المتربصة لنا مثل إيران أنَّ تعلن عن وجودها داخل مصر بشكل واضح أنَّه سيصبح شبه رسمي في القريب العاجل فإيران من الدول التي تريد أن تحطم الدور المصري بشتى الطرق وإيران لها نظرة أنَّ مصر دوله محوريه لها دور بارز في المنطقة وإن كان قد تلاشت قوته في الفترة الأخيرة ويرى النظام الإيراني أنَّ مصر تمثل كعكة المنطقة وأنَّه ليس أقل من أمريكا أو السعودية فهذه الدول لها نفوذ داخل مصر قوي جداً.
فمصر المتحدث الرسمي لفترات طويلة باسم أمريكا داخل منطقة الشرق الأوسط والسعودية اخترقت بنفوذها أكثر المناطق حساسية داخل المجتمع المصري وهو المؤسسة الدينية بنشر الفكر الوهابي داخل المجتمع المصري وقد نجحت بدور كبير في ذلك وكمنت خطورة مصر بالأكثر بالنسبة للجانب الإيراني في أنَّها المعقل الثاني للفكر السني بعد المملكة العربية السعودية وهنا كان المدخل الذي سلكته إيران في استقطاع جزء لها من الكعكة وذلك بنشر المذهب الشيعي المقابل للمذهب السني في العالم الإسلامي داخل المجتمع المصري وبين المواطنين والذي نجحت إيران وقطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال مما دعا الصحف ووكالات الأنباء العالمية تبرز خبر مفاده أنَّ وزارة الداخلية المصرية قد استعانت بعلماء لتلقين دروس لضباط مباحث أمن الدولة في تعريف خطر الفكر الشيعي والذي انتشر بصورة واضحة في بعض المناطق داخل العاصمة المصرية القاهرة.
قد يقول البعض، هذا لا يمثل خطراً لأنَّ المجتمع المصري يستطيع أن يتكيف مع أي وضع وأنَّه عاش قبلاً بمختلف الطوائف ولكن معطيات هذا العصر اختلفت والنفوس تبدلت فالقارئ للوضع الراهن داخل مصر وحالة الاحتقان داخل المجتمع المصري يشعر بمدى خطورة انتشار هذا الفكر الذي سيأخذ مصر في طريق لبنان جديد كان من الممكن في القديم ولكن اليوم ومع هذا النظام الذي وضع مصر بسياسته القمعية في أسافل الأمم لا يمكن أن تسير المركبة بهذا التنوع الطائفي في ظل غياب تام للحريات في هذا البلد مع انتشار حاله من الدروشة أو ما يسمى بالهوس الديني فأذن الوضع ينذر بعواقب وخيمة لن تتحملها مصر وإننا أمام مرحله في غاية الخطورة هي الوحيدة التي تستطيع أن تسقط مصر في أتون نيران الطائفية التي مزقت لبنان لعقود كثيرة ومعها لن يستطيع أحد إصلاح ما قد يكسر.
حزين عليك يا بلدي وأتمنى لك الخير.
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟