|
مسلة العقبان السومرية...... وانتصار اللوفر.
محمد العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 06:14
المحور:
الادب والفن
سلالة لكش : تقع مدينة ( لكش ) قرب قضاء الشطرة بمحافظة الناصرية في جنوب العراق وضعت فيها أول وثيقة تاريخية لقوانين الإصلاح الاجتماعي في التاريخ وعليه فهو يعتبر أول مصلح اجتماعي في تاريخ البشرية، إذ أصدرت فيها إصلاحات أكد فيها على الحق والعدالة واحترام الغير والحريات في مدينة ( لكش) اسمها الحالي ( تلو) شمال مدينة الناصرية، تقع بين النهرين وهي من السلالات القوية في العصر السومري، كون عدد ملوكها التي حكموا فيها، عشرة ملوك أقوياء واستمر حكمهم (165)سنة من ( 2355_2520) قبل الميلاد وهنا أخبارهم كانت طيبة في الثقافة والعمران والبناء ،وبما أني دائما أريد أن ابسط مقالاتي وخصوصا الخاصة بتاريخ الفنون السومرية، لتصل إلى المتلقي بكل طواعية وتدخل حيز المعلومات لتأخذ مكانا مهما في الفكر ولاسيما فنون بلاد الرافدين، هذا التقريب له من الأهمية الكبيرة عندما تركوا الملوك العشرة ، نصوصا تاريخية هامة لتلك الحقبة من الزمن ، وهي تحديدا في النصف الثالث قبل الميلاد. من الغرابة بمكان ثبت الملوك يقول د. ( فرج بصمجي) أن المؤرخين اتضح لديهم أن هذه السلالة كانت تحكم معظم مناطق جنوب العراق، ليشاركها في الحكم دويلات أخرى مثل( أوروك، وأور، وأدب) ولكن عندما نذهب إلى السلطة العليا فكانت بيد الملوك الأقوياء من سلالة لكش. كنت دائما احتاج إلى عناصر قوة في الموضوع ، لاستخلص منها بعض الظواهر التي يندرج بها الفن السومري تحت عنوان ( الاتجاهات) ولكن احتاج إلى جهد مبذول ووقت طويل وعدد كبير من الدراسات مع الإثباتات الموجودة، لأقول أن تأسيس المدارس الفنية جاء من الفن الرافد يني ، وهذا التقريب يحتاج أيضا إلى إطلاق المصداقية ، ولكن العقبات تبقى ملاصقة لنا، كون نصف أو أكثر من آثارنا تنتشر في بلدان الثقافة ، والتطور الصناعي والتكنولوجي هذا جعل من ( مسلة العقبان) في نظري انطلاق لمناهج تأسست عليه المدارس الفنية لتنطلق من أوربا أو أمريكا وتحديدا من المتاحف العالمية المتخمة بآثار سومر وأكد وآشور وكلها تحت خيمة سماوية زرقاء اسمها ارض الرافدين. ومن خلال هذا العمل الفني وجدت نفسي أقف بين أمرين: •1. أن اختار طريقة مألوفة في دراسة تاريخ الفن الرافد يني القديم من خلال الأعمال الفنية في الفخار والرسوم الجدارية وفنون البناء والعمارة والرسوم الجدارية وفنون النحت، •2. اعتمد مع نفسي العمق الفكري المطلوب في كشف تلك الدراسات بالاعتماد على الوثائق مع التركيز على الفكرة أو أفكار معينة. هذا العصر تحديدا من العصور الثقافية الراقية في تاريخ عصر فجر السلالات وللمقاربة ، كانت هناك المهرجانات الفنية والثقافية وإذا كانت هناك ممارسات ثقافية لوجوده في اللوفر يؤسس مهرجانات فرنسا الثقافية والفنية وبما أن البعثة الفرنسية هي التي نقبت في هذا الموقع، وهي التي أوجدت المسلة ، بالتأكيد كانت هناك آثار قيمة لملوكها ليكن مؤسس السلالة ( ننجر سو) الذي يظهر في المسلة مصورا على شاكلة أمراء عصر فجر الحضارة السومرية حاملا ً لواء النصر وماسكا أعداءه كالسمكة داخل شبكة في قبضته اليسرى وتبدو الشبكة مقفلة بقفل مكون من النسر برأس أسد باسطا جناحيه فوق أسدين " دلالة على الموت " ، او رمزه الحيواني أما القبضة الثانية للننجرسو فيحمل بها دبوسا يضرب به رأس أحد الأسرى لو حاول الفرار من الشبكة . كما وتصور المسلة مشاهد من معارك الأمير إننا توم وهو واقفا على رأس فيلق مسلحا بالرماح والتروس عابرا جثث أعداءه ، وتظهر العقبان تنقض على هذه الأشلاء . ثم يلي ذلك شريط تبين بها الأمير عائدا من المعركة وحاضرا لحفل تأبين رجاله الذين سقطوا في المعركة هذا العرض التاريخي والوصف لم يكن سطحيا، ولا عنيفا يصور أهل الثقافة بمقاتلة الإنسانية وإنما هذه الشواهد هي وثائق تكون المنهج، والذي يتصل بحقيقة التاريخ ، والفن عندما يتلاقح بالتاريخ يحمل من الأفكار التسجيلية إلى جانب العمق الفكري والقدرة على اكتشاف الفعاليات الفكرية والفعاليات الفنية والثقافية. تلك المسلة أوجدت المجال الرحب والرغبة في تجنب الوثائقية لأنك تقف أمام عمل ذات قيمة فنية ، في ذاتها الى جانب القيمة التاريخية التي تظهر( حذاقة الفن) هذا التأسيس هو مصدر صعب جدا ولا اعني بذل وقت طويل هو الاستغراق الزمني، وإنما اعني وجود عملية الانتقاء التي تبسط الحالات المراد كشفها. بعد ( ننجر سو) : ( أي اناتم) وهو صاحب المسلة موضوع المقال وهنا أراد التخليد المبارك من الالهه هو انتصاراته على ( اوما) ويقول نقاد الفن القديم: ان تلك المسلة هي من أجمل المنحوتات في الفن السومري بمحتوياتها التاريخية وكذلك علامات اللغة والفعاليات والطقوسية والدينية والاجتماعية ، التي تضمنها المسلة وهنا ابدأ التحليل..... من حسنات المسلة انها موجودة في متحف اللوفر، ولا مجال أن نباهي للعالم أحجارنا اين وصلت ، ولكن نقول لحكام لكش من سيئات المسلة ان تحجب ثقافتها عن موطنها الأصلي بالرغم من التفاوت في مدى التطور، هنا شعراء وهنا كتاب وأدباء ومثقفين وفنانين وهناك نفس الثقافات ولكن، المسلة واحدة غير موجود منها في كل أنحاء الكون هذا الإبراز الشمولي هو دورها الحقيقي ليس للثقافة الفرنسية فحسب، وإنما ثقافة المجتمعات أوجدت من خلال ارض الرافدين المكانة الصحيحة في الفن الحديث ، كذلك يخضع المنهج الحديث لايجازات من فنون الرافدين وهو الاكتفاء بالذكر فقط وبالرغم من نتاجاتنا الكثيرة ، لانجد أبدا الاهتمام او حتى وصل الجهل بنا لم نعد معرفتها وهي لمن واي سلالة تعود هذه هي الصعوبة التي كنت أتحدث بها . وهنا اجد زميلي د. ( عبدا لله إبراهيم) يبسط الموقف ، وأرجو ان يعذرني القارئ كوني وضعته في تبسيط أصعب. في خدمتي فتيان لفظتهم السلالة، لكنهم من دمائها، فيهم الأكدي الشجاع، والآشوري الذي ألف قيادة عربات الحرب، السومري الذي رافق وحوش الغابات، وبينهم غلام أموري ينتطق جلد غزال، وفأسه الحجري على كتفه، وآخر يماني توغل في طبرستان، وحنّ لدماء السلالة، فخلف وراء الجبال رفاقه الفرسان الملثمين، وفر عائداً إلينا، وشم سلسلة النسب على ذراعه، وجاءني لاجئا من غرناطة، وآخرهم فينيقي قاد عربات أحمس، وعمل دليلا للضباع، وتوغل في سيناء زمن الأسرة الثانية، وأوصله بحثه إلى الوركاء، هو مَنْ قوض برج بابل، وقاد ثورات الكهنة الصغار، وحلم بارتقاء سلم الآلهة إلى السماء، فلما ارتفع حجاب اليأس أمام رغباته، انتهك سياج أحلامه المضللة، ووصل الصرح في غبش يوم ممطر، ألقى تعويذة رافقته خمسة قرون، واتكأ إلى نافذة الصرح، وبكى، فقربته إليّ، هؤلاء هم خاصتي، وقد أمعن الدهر في صقل مواهبهم الخاصة. وجاءني في عصور تالية جند من كتائب الفتوح، وهجرات الهلالين، لكن الأثير منهم لدى ذلك الفتى الذي تكهّن في القرن التاسع قبل الميلاد، وقد خدم في المعبد البيضوي، وهو مَن قام بنقش مسلة العقبان، وترك النسور حيرى تنهش جثث القتلى، وهو مَن زين سقف صرح العظماء بمخالب صقور، وبوّب فهارس الأعلام عندما كنت منهمكا بلم شتات السلالة التي تشظّت في الأرض. محمد العبيدي
#محمد_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نجلاء صبري..... غرف القلب ... وإنعاش الثقافة
-
الرئيس آشور بانيبال.... يصل إلى (ممفيس)
-
عاجل: إلقاء القبض على حمو رابي
-
آخر فنجان قهوة......مع حنان بديع
-
سميرة عبد الوهاب...... جماليات الرسم ولغة الجسد
-
سلام عمر..... لوحات رسم تثير الانتباه.
-
بان قيس كبة.... حنين الهجرة إلى الواقع
-
نوفل ابو رغيف .... ضفاف بغداد.
-
اسعد الصغير ... يعلق لوحاته في عمود الكهرباء....
-
سمات الأسلوب في لوحات .... الرسامة حنان جبار
-
معبد تل العقير --- اكتشاف طه باقر
-
فاطمة الزهراء بينيس.....تركيب دقيق في الشعر.
-
فيصل الياسري....... رأس سنطرق الثاني.
-
محمد سامي ..... حوار العقل مع منظومة التشكيل
-
محمد الكناني ..... المتحول والمتغير= الحركة القلقة.
-
وائل البدري.... لابد يجي يوم .
-
طائر البحر ..... يحلق على المسرح الدائري
-
: فاضل خليل........ نموذج بسيط
-
فاضل خليل........ نموذج بسيط
-
سلام جبار.... ثنائية جميلة في لوحة تعنى بالقيم .
المزيد.....
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|