|
تقسيم مصر بسبب الدين و ببركة الضباط الحاكمين!
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
ختمنا مقالا سابقا بعنوان " الحرب الدينية الأهلية جارية بمصر " والذي نشر في 3 مواقع يومي 23 و 24 – 6-2008 بالقول : وهل سيؤدي الحريق الديني الذي سيحرقون به مصر كلها، في النهاية، إلى تقسم الوطن ؟؟؟؟؟؟؟؟ (!!) . ولم يكن في قولنا شيئ من المبالغة .
ففي ندوة يوم 24 -6 -2008 بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان – صالون ابن رشد بعنوان "مستقبل الأقباط في مصر في ضوء الأحداث الطائفية المتوالية" ألقييت كلمة عنوانها : " مستقبل الأقباط هو مستقبل مصر" ألقاها : د.م/ محمد منير مجاهد : جاء فيها : (( .. واسمحوا لي في البداية أن أدلف مباشرة إلى إجابتي على السؤال الخاص بمستقبل الأقباط قبل أن أمضي قدما في هذه المداخلة "مستقبل الأقباط هو نفسه مستقبل المسلمين ومستقبل مصر، ولو لم نتمكن لا قدر الله من هزيمة أنصار التمييز الديني فسوف تتمزق مصر وتنهار وينهار معها الشرق كله، ولكنني أرى هذا الاحتمال ... الخ . : " – دكتور . م / محمد منير مجاهد " رئيس جماعة مصريين ضد التمييز الديني " - )) .
هذا ما قاله دكتور محمد – مسلم مصري - ضد التمييز الديني - ... فماذا قال دكتور جاك - المسيحي المصري - ؟ هذا ما قاله دكتور جاك . يوم 1-7-2008 بمقال عنوانه : دروس مستفادة من احداث ابوفانا و الفيوم-امساك بمعروف او تسريح باحسان - جاك عطاللة : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=139525
الي جاء به : ( .. والطريق الاخر هى طريقة التشيك والسلوفاك حيث جلسوا على مائدة مستديرة وحلوا خلافاتهم بود وتفاهم بعد استحالة العيش المشترك و اتفقوا على طريقة التقسيم و حلوها بطريقة المثل المصرى صباح الخير ياجارى انت فى حالك وانا فى حالى --) وليس دكتور جاك هو أول قبطي قال هذا الكلام .. وطبعا لم يقله هو أو غيره الا بعدما فاض الكيل وزاد ..
ونقول : نعم من الممكن أن يتم تمزيق الوطن وتقسيمه . ويتسبب في ذلك هؤلاء الحكام – الضباط – الذين لا يعرفون معني المسئولية .. ولا عجب في امكانية تسببهم في تقسيم مصر .. فالعرف الدولي مثله مثل العرف بالقرية المصرية تماما .. في كثير من الحالات يري أن التقسيم هو الحل .. وياللهول من تقسيم الأوطان .. فبماذا يقضي العرف في القرية المصرية عندما يوجد شقيقان يعيشان معا في بيت العائلة بأسرتيهما ، وأحدهما يسقي شقيقه المر ، ويكرر أذاه لشقيقه دونما رحمة ولا انسانية . وبلا اكتراث بنصائح ونداءات ولا دعوات كل الساعين للخير والاصلاح بينه وبين شقيقه ؟ وكيف تكون النهاية في عرف القرية المصرية ؟ وكيف يحلون تلك المشكلة ؟ المتبع هو اجتماع عدد من رجال الرأي والمشورة . للتحكيم بين الشقيقين ثم الحكم ب: التقسيم . تقسيم بيت العائلة ..( " شيل ده من ده يرتاح ده عن ده " – كما يقول المثل المصري ) وان كان الخلاف والمرار حول أرض زراعية وليس بيت العائلة يتم تقسيم الأرض ..- أرض العائلة الموروثة عن الأب والجد ..
هذا ما يحدث في عرف القرية المصرية وهو بعينه ما يحدث في عرف المجتمع الدولي .. حيث يضطر المجتمع الدولي لتقسيم دولة بعد نفاذ كل السبل لوقف عدوان ووحشية طائفة قوية ضد طائفة ضعيفة شريكتها في الوطن .. فيكون قرار دولي بالتقسيم .. ويا لهول .. تقسيم الأوطان .. ! بسبب الدين ..! وحماقة الحكام ... أي دين الذي يدفع بالأشقاء لقتل أشقاءهم –في سبيل الله ؟!! – حتي يتم تقطيع الوطن وتقسيمه !؟ دين اله هذا حقا ؟ أم دين الشيطان ؟ ! وأين رب يقر دينه ذلك واي نبي يقر دينه ذلك ؟!! رسول لله يقر ذلك ؟ أم رسول للشيطان ؟!جماعات دينية تتسبب في ذلك أم جماعات شيطانية ؟!
ان الاقباط ليسوا سكانا في عمارة للمسلمين ، اسمها مصر .. !! و ليسوا مستأجرين ، عند المالك المسلم .. انهم مواطنون شركاء . ومصر وطنهم ووطن آبائهم وأجدادا أجداد أجدادهم . وان كان بعضهم يضطر بعدما فاض بهم الكيل الي القول بأن أشقاءهم المسلمين ليسوا سوي أعراب جاءوا من الجزيرة العربية غزاة محتلين ونحن أهل مصر وسكانها الأصليون . ! وعليهم العودة لحيث جاءوا . انما يقولون ذلك عن اشقائهم من هول ما لاقوه ..
---------------------------------------------- وهنا أجدني مضطراً للتأكيد علي أن الأقباط يمثلون «الإصدارة الأخيرة» من روح مصر، غير المشوشة بفعل الغزو الصحراوي الذي صدّر إلينا قيم البداوة بعد أن خلع عليها غطاء دينياً، تحولت معه العادات إلي عبادات، - نبيل شرف الدين – 1-5-2008 http://www.copts.com/arabic/index2.php?option=com_content&task=view&id=2476&pop=1&page=162&Itemid=1 ----------------------------------------------- نقول : المسيحيون ليسوا عشرة أفراد ولا عشر مئات ولا عشرة آلاف ، بل علي الأقل عشرة ملايين وهم كالمسلمين . كما منهم نوابغ عالمية كمجدي يعقوب ورشدي سعيد وغيرهما ، ومتعلمون علي أرفع المستويات العلمية . فكذلك منهم أيضا البائع الجائل السريح علي باب الله ، والبواب الفقير . وشادية التي قبضوا عليها لاجبارها علي دخول الاسلام لأن أبوها قبل موته كان .. قد صار مسلما (!) . واقتادوها بجلبابها الريفي . بينما كانت تجهز كعك عرس ابنها جالسة في الشارع – في الشارع ! - أمام بيتها كعادة كل فقيرات وبسيطات الريف المصري الأميات ، ومن المسيحيين أيضا الموظف المحدود المكدود الدخل ، والعامل الزراعي الأجير باليومية ولا يمتلك أية مؤهلات دراسية ، والنجار والسمكري والسمسار والسباك ..، والمزارع الأمي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولا يعرف سوي بيته وحقله ولم تر عيناه العاصمة القاهرة من قبل ..! – الي أين يهاجر أمثال هؤلاء ، وأمثال هؤلاء البسطاء هم الغالبية العظمي من شعب مصر سواء مسلمين أو مسيحيين ؟؟!! .. وهل بهؤلاء البسطاء تريدون زيادة تعداد المسلمين وتعزون بهم الاسلام ؟؟!! - بشادية وأختها وجلبابهما الريفي وأميتهما وجهلهما – كمعظم نساء مصر القرويات . بهما وبأمثالهما من المسيحييات والمسيحيين البسطاء كأغلب شعب مصر . تريدون أن تعزوا بهما وبأمثالهما الاسلام وتزيدوا بهم تعداد المسلمين ؟! - . ألا تعقلون ؟ ألا تخجلون ؟ ألا تستحون ؟؟!! .
كافة التبريرات والحجج التي تساق لتبرير الأعمال الاجرامية اللاانسانية ضد المسيحيين . قد بليت تماما . ولم يعد ممكنا قبول تكرارها ولا استحداث تبريرات وحجج أخري جديدة غيرها وان أجاد الكذابون حبك وسبك كذبهم وتبريراتهم .. كل ذلك لم يعد ينطلي علي أحد .
ما لم تحل مشاكل الاقباط وتوقف المجازر والاعتداءات الهمجية المجردة من الآدمية التي يتعرضون لها فسوف يؤدي ذلك وكما يفهم كل اليقظين والعقلاء الي تدخل دولي وتقسيم مصر .. فهل لو حدث تدخل أجنبي عسكري لفرض التقسيم بعد نفاذ صبر الجميع .. هل لدي مصر جيش .. .. يمكنه وقف التدخل العسكري ؟؟!! وهل جيش مصر في قوة جيش صدام .. الذي ..؟؟!!
لقد قالت لنا التجارب أن الجيش الذي طرد الملك عام 1952 واغتصب السلطة لا يعرف سوي اضاعة أرض الوطن في حروب يدخلها ولا يخرج منها .. فقد أضاع سيناء مرتين لا مرة واحدة .. وفي كل مرة لا يعرف الجيش كيف يعيد الارض التي أضاعها وانما تعود بالمفاوضات والتنازلات السرية بالتفريط في جزء من ارض الوطن–عام 1956 علي يد عبد الناصر ، واضاعها مرة أخري عام 1967 ولم ينجح في اعادتها عام 1973 بل عبر القناة وتوقف .. وحتي هذه اللحظة سيناء ليس لمصر سلطة كاملة عليها بل هي سيادة منقوصة ومشروطة لأنها عادت بالتفاوض وبمعاهدة واتفاقية ولم يستردها الجيش الذي أضاعها ! – لأنه جيش عبد الحكيم عامر .. وتلاميذ تلاميذه هم الموجودون الآن ولا يؤتمنون علي حدود وأرض الوطن مثلما هم ليسوا أمناء علي حياة أو أمن وأمان مواطنيهم ولا هم أمناء علي ثروات وطنهم - .
والآن : ها هي مظاهرات الأقباط تقوم بكبريات عواصم العالم . لتعرف الدنيا كلها كم فاض وزاد صبرهم علي الذبح والقتل والحرق والسلب والنهب والخطف والاغتصاب الواقع عليهم بمصر علي يد أشقاء لهم مسلمين . و علي مرأي ومسمع – وبتواطؤ وبتخطيط وباشراف - الحكم الضباطي العسكري .. وفي صمت تااااام يحمل رائحة التواطؤ الأكيد من جماعة الاخوان المظلمين . !
فتري : هل سيتم تقسيم مصر بعد حرقها بنار الفتنة الدينية باشراف ومباركة الحكم الضباطي العسكري ، بعدما نهبوها وسرقوها وبددوا ثرواتها . للتغطية علي جرائمهم ؟!
أم سوف يحتفظوا بماء وجوههم ولو بقليل من الانسانية وقليل من الخوف علي الوطن من التمزق ويسارعون بايقاف الجرائم والحرب الدينية الجارية ضد أشقائهم . الاقلية المسيحية الضعيفة ؟ -- -- -- ومما جاء بالصحف أيضا عن تلك الأحداث الأليمة : تعليق لقاريء يقول : هل مصر بدون أقباط حلوة ؟ لو فرضنا أن الاقباط تركوا مصر - سوف يصحى الضمير - سوف تنتظم الأمور - سيرضى كل مسلم عن نفسة وعن أخية وعن أحوالة - سيعيش المسلم فى سلام - سينعم بالاحترام فى بلدة - سيرضى المسلم عن مديرة ورئيسة ودولتة . أشك أشك كل الشك بل وأجزم أن لا سلام فى الأسلام ( بالدليل القاطع أى دولة بها مسلمين هى على قمة بركان ) - الاسلام هو يد الشيطان على الأرض...... لا تغضبوا من المحافظ لأنة يد الأسلام ( الا - سلام ) – يقصد محافظ المنيا بصعيد مصر الذي حدثت مجزرة دير أبو فانا في وجوده وتحت سمعه وبصره . وبتريراته لما حدث يؤكد تواطؤه وضلوعه . بلا شك . -
ألا يعامل رئيس الجمهورية – مبارك - المسيحيين المصريين كما يعامل اليهود الاسرائليين ؟ : تحت عنوان " صدق أو لا تصدق " جاء الآتي : لا أريد أن أصدق أن الرئيس حسني مبارك أرسل برقية هنأت الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بما يسمونه في إسرائيل «عيد الاستقلال»، الذي هو ذكري النكبة التي حلت بفلسطين والأمة العربية - فهمي هويدي - صحيفة الدستور المصريه الجمعة 11 جمادى الاولى 1429- 16 مايو 2008 ونعلق علي ما كتبه " هويدي " بالقول : ألا يجب علي "حسني مبارك ". أن يعامل أشقاءه المسيحيين المصريين - شركاءه في الوطن وفي الجد والأصل – بمثل تلك المودة التي يعامل بها اليهود الاسرائليين ويكف عن صمته ازاء عملية الابادة الجارية ضدهم . ويوقف المجازر والمحارق والمظالم التي يتعرضون لها بين يوم وآخر ؟! أم عليهم أن يطلبوا وساطة اسرائيل عنده ؟! أفيقوا أيها المصريون .. مصر سوف يمزقها الارهاب الديني وسوف يعرضها للتقسيم .. *******
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يتامي العراق والخجل البعثي المفقود
-
ليبراليون يساندون الارهاب . ألا يدرون? - 4
-
ليبراليون يساندون الارهاب . ألا يدرون ؟! - 3
-
ليبراليون يساندون الارهاب . الا يدرون ؟! - 2
-
الحرب الدينية الأهلية جارية بمصر !
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 8
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 7
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 6
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 5
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 4
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 3
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 2
-
فقح الحجازيون وصأصا المصريون
-
العلمانية في شعر أحمد شوقي - 1
-
مذكرات مسلم
-
ليبراليون يساندون الارهاب . ألا يدرون ؟! 1/2
-
فيروز و أم كلثوم
-
في ظلال تطبيق الشريعة الاسلامية
-
نوادر بوكاسا ( مسرحية ) الحلقة 7
-
بل العرب والعروبة تمييز ضد كل الجنسيات الأخري
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|