|
الى وزارة الكهرباء المقطوعة- هذا هو الحل
كاظم شناتي الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 09:46
المحور:
كتابات ساخرة
تناخى السياسيون .. وتنادى الخبراء .. وبادر المفكرون ..وشارك المواطنون.. كلٍ يدلي بدلوه..ويبلغ شأوه.. شرّق البعض .. وغرب آخرون ، لإيجاد الحل الناجع والبلسم الشافي والإكسير العجيب لمشكلتنا المزمنة .. وقضيتنا المعلنة .. سبب بلوانا ورفيقة شكوانا الا وهي (الكهرباء ) .. التي كانت ولا زالت وستبقى ،تلعب بأسلاك أعصابنا وتستمتع بعذاباتنا وتجثم كالكابوس على صدورنا .. في غيابها الطويل وفي حضورها القليل . تأتي .. كطيف حبيبٍ في حلمٍ جميل .. ثم تختفي مسرعة .. قبل أن تبل غليلنا وتطفئ ظمأنا . داخت الدولة العزيزة .. ودوختنا .. بالوعود العسلية .. و بالحلول الوهمية التي لم تكن حلولا وإنما مشاكل إضافية . كلما اعتقدنا إننا نقترب من الحل ، اكتشفنا أننا نغطس أكثر في المشكلة .. ويالها من مشكلة .. تحتضن كل المشاكل الأخرى.. وتفقس تحتها كل المصائب و((الابتلاءات)) وتتناسل معها معظم المنغصات . استلمنا القليل من الكهرباء كمساعدات من دول مجاورة.. ودفعنا بعضا من كرامتنا.. ثم اشترينا بعض (الامبيرات) من دول الجوار( الحنونة) وأعطيناهم الكثير مما نملك من الدرهم والدينار ، و جلبت الدولة بعبقريتها المعروفة عددا من المولدات (الأصلية) التي لا تغني ولا تسمن من جوع .. ولكن الحال ازداد سوءا والكهرباء ظلت غائبة . يبدو أن الجهاز الحكومي قد وقع في (حيص بيص) وغرق في شبر ماء ولم يحقق أي تقدم في إنقاذ ما تبقى من أعصابنا التي أتلفها انقطاع الكهرباء الصدامية وزاد من تلفها انقطاع الكهرباء الأمريكية/ الديمقراطية /الإسلامية. هناك تساؤلٍ مشروع لماذا نحن غرباء وسط هذا العالم الذي يتقدم في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل دقيقة ... و إلى متى نظل بعيدين عن العلم الذي يفتح في كل لحظة آفاقاً جديدة فتبنى نظريات وتهدم نظريات ونحن (كالأطرش في الزفة) يشاهد مايدور ولا يعرف ماذا يجري حوله . الحقيقة الوحيدة التي أصبحنا نؤمن بها بعد الله تعالى هي استحالة إصلاح منظومة الكهرباء خلال الفترة المتبقية من حياتنا في هذه الدنيا ..وما يعزز ذلك التصريحات (العلمية) التي يطلقها السادة المسئولين في قطاع الكهرباء والسياسيين الآخرين . يبدو أن الكهرباء سراب لا يمكن ادراكة أو الوصول إلية .. نركض ورائه للارتواء فيزداد عطشنا وتخور قوانا . الليلة الماضية كانت ليلة ليلاء كأن نجومها ربطت بأمراس كتانٍ إلى صمّ جندل رغم أننا لم نستطع مشاهدة النجوم لان سديما من الغبار كان يحجب كل شئ الا رحمة الله كانت (الكهرباء)مفقودة كعادتها في مثل هذه الليالي والظلام يخيم على بيوتنا المتواضعة ..أما الحرارة فبلغت أرقاما قياسية .. والهواء كأنه ريح قادمة من جهنم يشوي الوجوه ويلهب الأعين . كنا نجلس فوق سطح الدار بانتظار الفرج وبين آونة وأخرى نرفع اكفنا بالدعاء للسيد وزير الكهرباء سائلين المولى عز وجل أن ينصره ويجزيه بما يستحق .. فإننا بفضلة وبفضل الحكومة الرشيدة نتمتع بهذه النعمة التي هي تخفيف لذنوبنا وتطهير لقلوبنا وتقوية لإيماننا . بعد أن بلغ الليل هزيعة الأخير وتجاوز بنا الإرهاق أمده ، تراخت الأجفان وانطبقت العيون طوعا أو كرها .. أما أنا .. فلم يبلغ الكرى أجفاني .. ولم يهدأ جناني .. وبقيت مسهدا أصيخ السمع إلى هسيس الرياح المتربة .. واقلب الطرف في تلك الأجواء الملتهبة.. وفي ذلك الوقت تناهى إلى سمعي صوت جارتنا العزيزة أم غضبان وهي تحاور زوجها الحاج أبا غضبان فتشكو إلية ويشكو لها - ليس من الشوق والغرام – ولكن من الضيق والآلام .. الذي جلب انتباهي وجعلني احلق في جو من الأمل و أغوص في بحر من الارتياح .. أنّ الحاجة أم غضبان - وفي تلك العجالة - قد شخّصت العلة وأعطت الحل .. وهذه بشرى أزفها للإخوة المسئولين في وزارة القطع المبرمج وغير المبرمج (كفاكم الله شر البرمجة ) . قالت السيدة أم غضبان في معرض ردها على كلام زوجها حول ما تبذله الحكومة من جهود في إصلاح منظومة الكهرباء :(حجي الكهرباء ما بيهة شي لكن هذا عمل شيطاني من إحدى الدول التي تكره العراق يا أبو غضبان الكهرباء ((مربوطة)) وإذا يريدون يصلحوها فيجب أن يذهبوا إلى احد العرافين الحاذقين- وهم كثرٌ هذه الأيام – ليعمل لهم ((بطلة)) أو((يكطع تابعة )) أو أنة (( يسبّح )) السيد الوزير بماء قرئت علية بعض الأدعية المتخصصة في هذا المجال ) .. ويبدو أن الحاج أبو غضبان قد اقتنع بالفكرة – مثلي – و(تبنّاها) ولكنة سال سؤالا ذكيا كنت أنا أود طرحة على الحاجّة - من خلف السياج - ولكنة كفاني مئونة ذلك .. فقال وأين يجد السيد الوزير مثل هذا الشخص(الفلتة ) .. وهنا وللأسف الشديد لم اسمع الجواب لان التعب بلغ بالحاجة أم غضبان مبلغا عظيما فاستسلمت للنوم وعلا شخيرها .. ولكنني اطمأن الوزارة النشيطة إنني استطيع مساعدتهم في هذا الموضوع خدمة للعراق العظيم ،فقد سمعت عن شخص لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يستطيع القيام بهذه المهمة ( الوطنية ) بنصف المبالغ التي تدفع لشراء الكهرباء من خارج الحدود وأنا مستعد لإرشاد السيد الوزير أو من يخوله إلى هذا العبقري ..وبهذه المناسبة السعيدة أدعو الإخوة المسئولين وخصوصا في وزارة الكهرباء المقطوعة أن يريحوا أعصابهم ويكفوا عن التفكير ليلا ونهارا فقد بان الصبح لذي عينين والحل أصبح اقرب من حبل الوريد.
#كاظم_شناتي_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اهالي الناصرية والقوائم الملغومة
-
الى العراقية مع التحية
-
كشي ماكو
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|