رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 10:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
على صانع القرار ان يكون اكثر ادراكا أنه لم يعد قادرا على حسم خياراته التي يريدها، متى كان التاخير في انجاز ما يفضي الى حل أعقد المشاكل التي فاقمها سلوك نظامه السياسي في إدارة البلاد.
فالانجاز ات التي حقهها في ذهنية الشعب ستتلاشى حين يكتشف أنه كان في غيبوبة عما يقال ،فليس ثمة ما يمكن أن يصدق سوى إنجاز حقيقي يلمس ويحس ويرى بالعين بالعين المجردة.
الازمات تتوالد من أحضان الفعل الفارغ ..وتنمو فجوات العمل المضادة باتجاه تأسيس ما يؤلم ويدمي، ذلك أن الممارسة العاقرة تنتج فعلا مدمرا عاقرا لايستطيع أن ينحو باتجاه ترشيد السلوك ،وبالتالي يراكم معه كل اسباب الفوضى والانهيار .
وإذا كانت الدولة الوطنية الحقيقية صمام أمان الحكم والمجتمع ووحدته ،إلا أنها تأخرت فانتخر جسد البناء الاجتماعي وتفسخ نسيجه ليفرز معه حالة شاذة عصية أنتجها فعل غير سوي أيضا صدر عمن كان يفترض أن يؤسس للكل أسسا يحتكمون اليها في إطار وحودي ناظم ويعزز التلاحم الوطني العام ازاء ثوابت الوطن.
كل محاولات الاخراس والقمع ترغيبا وترهيبا ليست سوى مقدمة قصيرة المدى لانتاج صدام كبير لن يكون في صالح صالح او الشعب ووحدته ،إنها مجرد كبسولات آنية ليفيق بعدها المخدر والخائف على واقع مهول يهدد وجوده وينحو باتجاه فعل عنيف لانتمناه كيميين أبدا.
إفساد الحياة برمتها..حربنة الوطن..نهب الثروة وأراضي الناس ،العصبية والاقصاء ، العلو والتجبر، الاستخفاف بالعقول والبشر، احياء النعرات المندثرة، تلغيم الشعب بالطائفية والمناطقية والاسرية والافكار المتخلفة، الاحتواء لاصحاب الحق وشراء الذمم ، إحقاق من لاحق له في جنوب الوطن ، وتوطين مليون على حساب ملايين بلا مأوى ، أمور لن تقود إلا باتجاه الاحتراب ولن ينتج خيرا للبلاد.
البلاد لن تصلحها سياسات كهذه، والمصلحة الوطنية تقتضي أن يصيخ صانع القرار السمع لصوت العقل ،الناس أحياء غير أموات ،والصمت لايعني حل أو رضوخ ،قد يكون تمني أو انتظار ما يستحق أن يصمت له،ويقينا تحت الرماد نارا،كفانا الله شرها
-------------------------------
*صحافي يمني
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟