أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - كاظم غيلان - احمد خلف: الشعر الشعبي مبتلى بالمتطفلين عليه















المزيد.....


احمد خلف: الشعر الشعبي مبتلى بالمتطفلين عليه


كاظم غيلان

الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 10:41
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاوره : كاظم غيلان
يرى القاص العراقي المبدع احمد خلف ان هبوط المستوى لا يخص القصيدة الشعرية الشعبية او الفصحى بل شمل السرديات ايضا على المستوى القصصي والروائي، واذا كان الامر كذلك، فلابد من وجود خلل يتجاوز في حجمه الوضع الشعري للقصيدة والقصة اظن ان ذلك يعود الى الظرف الموضوعي ـ الجارف ـ والمتسارع الخطى نحو التشكيل الجديد وهو يأخذ اوضاعا مختلفة واشكالا بعضها غريب علينا.. في حوارنا مع المبدع احمد خلف قُلتُ لهُ:

*احمد خلف، القاص والروائي والذاكرة التي سجلت عالم مظفر النواب، معلمه في حقبة زمنية معينة، كيف ترى اليوم مشهد القصيدة الشعبية العراقية؟
- اذا ماحاولنا اعادة ترتيب جوانب الثقافة العراقية المتعددة المشارب، اي النظر اليها عن قرب دون التورط في اخلاقيات السياسة الحالية!! فاننا سنجد القارب السكران يمر بقلاع الثقافة العراقية كلها، اي ان مالحق بالقصيدة الشعبية اليوم قد مس الجسد الثقافي كله، ارى ان هبوط المستوى لا يخص القصيدة الشعرية الشعبية او الفصحى بل شمل السرديات ايضا على المستوى القصصي والروائي، واذا كان الامر كذلك، فلابد من وجود خلل يتجاوز في حجمه الوضع الشعري للقصيدة والقصة اظن ان ذلك يعود الى الظرف الموضوعي ـ الجارف ـ والمتسارع الخطى نحو التشكيل الجديد وهو يأخذ اوضاعا مختلفة واشكالا بعضها غريب علينا، اما البعض الاخر فهو الذي حمل بين طياته البشارة السارة لنا، اعني الجديد، الفني والغني الذي تنشده الروح، ولكن كيف لنا ان نلتقي بحامل البشارة؟ اعتقد سيتم اللقاء، بعدما تهدأ الفوضى وينحسر الارهاب وتبدأ شمس عراقية حقيقية، لذا فلا عجب ان يحمل الشعر الشعبي معاناة مضاعفة في هذا الظرف العصيب، ولا غرابة ان تبقى العيون ترنو الى اصوات الشعراء الشعبيين الذين تساوقوا مع قصائد مظفر النواب وعريان السيد خلف وعلي الشباني وجمعة الحلفي ورياض النعماني وغيرهم.
اختراق المستحيل
*في الرواية العراقية هناك الشعبي (تجربة الراحل شمران الياسري) الا انها اختفت من بعده كما ارى، لمن تعزى الاسباب؟
-لو افترضنا ان الرأي الذي يقول ان الراحل العزيز شمران الياسري كانت تحدوه غاية محددة او هدف ايديولوجي حين تشكلت لديه كتابة الرواية اي عندما انجزها كان قد حقق مشروعا خطط له مسبقا، حتى لو وجدنا هذا الرأي صحيحا، فان الياسري رسم بميسمه النبيل واجترح بيراعه النظيف تاريخ الرواية العراقية وقبل الانتقال الى النقطة اللاحقة علينا ان نتساءل أليس ثمة هدف او غاية تحمل الروائي (عراقيا او عربيا او اجنبيا) وتحرك دوافعه الخفية للكتابة؟ مهما كانت الدوافع والغايات (جمالية، اخلاقية او سياسية) فهي تبقى اسبابا تخص المؤلف ولا نستطيع التدخل في ماهيتها اما لماذا لم تتكرر التجربة؟ لماذا لم تكتب رواية شعبية (سرداً وحواراً ووصفاً) ؟ اظن انها من التجارب التي تبقى ضمن المغامرة اي انها ليست ذات تاريخ عريق في التجربة الروائية العراقية ومن المتعارف عليه ان يأتي الحوار داخل الرؤية باللهجة العامية اما السرد والوصف فلا مجال الا ان يكتب بالفصحى، ولنا بتجربة الرائد فؤاد التكرلي وعبدالملك نوري وغائب طعمة فرمان وعدد اخر مماثل من الكتاب العراقيين الذين يكتبون الحوار باللهجة العامية العراقية اما الوصف او السرد فهو الفصحى ودعني اذكرك بتجربة رائد القصة القصيرة في مصر يوسف ادريس الذي كان حامل لواء اللهجة في الحوار وبعض مؤلفاته كانت مزيجاً من الشعبية والفصحى، هذا قانون السرد القصصي الذي اجترحه الراحل والمناضل شمران الياسري ولم يتجرأ احد غيره ويعاود المغامرة لانها اختراق للمستحيل والعسير ولا اظن ثمة من يكرر التجربة تلك على مدى سنين مقبلة لصعوبة بالغة الشدة.
ميل نحو الشغيلة
*كم من الشعبي في اعمالكم الابداعية/ القصة ـ الرواية/ هل ثمة انحياز للشعبي الذي تتطلبه بنية العمل بصورة خاصة؟ ام انكم خلاف ذلك؟
- تنحاز نصوصي القصصية والروائية الى المساحة الشعبية من خلال جوهر الشخصيات واحالاتها الفئوية والاجتماعية التي اسميتها في احدى المرات بالميل نحو الشغيلة من خلال وعي الشخصية واحترامها وصراعها الدامي من اجل البقاء نكتشف البعد الشعبي ليس على المستوى اللغوي او الاشارات السطحية العابرة كالتسميات الشعبية جداً للشخصيات وهو سلوك روائي تقليدي يجيده من هم في مستوى روائي تقليدي ايضا ان العديد من شخصيات الرواية او القصة هي نتاج الوسط الشعبي العراقي الذي تتغلب عليه الهموم الانسانية لم الجأ الى استخدام اللهجة في الحوار، فانا صاحب نزعة محفوظية (نسبة الى نجيب محفوظ) تغلب اللغة على اللهجة ولكنها تقدم الشخصية الشعبية من خلال وحدة التناقض بين الاطراف ليس ثمة برجوازي متغطرس في عالمه الفوقي في قصصي او رواياتي وان وجد هذا النوع من المتبرجزين فهم محط سخرية (تذكر معي الشخصية الرئيسية في قصة: رجل فوق الاحتمال) ستراها شخصية منتهكة وغير طبيعية خلاف الشخصية الشعبية التي ستجدها قريبة من معاناتك وهمومك وافراحك.
التراب القديم
*العديد من الادباء يلصقون بالادب الشعبي تهمة التخلف بماذا تفسر دوافع هذه الرؤية او القصور؟
-لا يمكن اطلاق نعوت وصفات مجانية غير دقيقة لاتمتلك رصيدا من الوعي على اي شكل من اشكال الكتابة (الشعبي والفصيح) فالكتابة هي حاجة انسانية يتمثل فيها وعي الاختيار كما يرصدها وعي المسؤولية، والادب الشعبي لا تمثله القصيدة الشعبية وحدها بل هناك السيرة الشعبية والادب الشعبي والغناء والقصيدة الشعبية ايضا ان صفة التخلف لم اسمع من ينعت الادب الشعبي بها، بل يمكن القول تحديداً ان بعض الادباء المنحدرين من طبقات وفئات معينة، ينظرون بنوع من التعالي غير المسؤول لكل نتاج يتسم بالشعبية، والشعبية هي مرحلة ـ تاريخيا ـ من ابرز واهم فترات التكوين لمجتمعنا العراقي والعربي، وقد اسماها فاروق خورشيد ـ عصر التجميع ـ اعتماداً على الاعمال الشعبية التي درسها الدراسون الفولكلوريون، والذين قدموا لنا تاريخا نعتز به وصفحات ناصعة في تاريخنا العراقي والعربي لم تفلح معه كل محاولات التعالي من طمسه، والقصة والحكاية الشعبية هما سفران خالدان يغنيان الباحث والمتابع ومن يروم غاية في هذا المجال الحساس وقد يبتغيها اذا كان جادا ومخلصا لفنه، بل للفنون كافة، لا استعلاء مع الفن حتى لو كان شعبيا اذ ربما في القصيدة الشعبية نكتشف جوهر الحقيقة المفقودة والتي قد نعطي من اجل الوصول اليها سنوات طويلة( الشعر الشعبي )ولا اقول الادب الشعبي، مبتلى بالمتطفلين عليه، الذين لا يعرفون جوهر اللهجة وقاموسها الفريد، بل تراهم يذهبون الى الشائع من المفردات الشعبيةو المستهلك منها والذي له رائحة التراب القديم، اعتقد ان شعراء من هذا النوع هم الذين دفعوا العديد من ادباء الفصيح الى ممارسة الاستعلائية والفوقية مع الشعر الشعبي، ومرة اخرى اقول ان الادب الشعبي بحر واسع سريع الموج عنيفه يغرق فيه من لا يجيد العوم في لججه لا يمكن النظر اليه من فوق، لهذا يبرز بين حين واخر شاعر شعبي يخلق من اللهجة العامية لغة جديدة واقول لغة شعبية جديدة تجاوزا للمتعارف عليه، لغة يضيفها الى لغتنا الام، كما يفعل الشعراء الكبار الذين يجددون في اللغة واللهجة ويحيا بين اناملهم كل ماهو ضروري لنا ويمتلك مقدرة التعبير عن لواعج النفس ودهاليزها البعيدة الغور هؤلاء الشعراء وحدهم قادرون على الغاء التصور المجاني الذي ينظر الى الشاعر الشعبي من علو رغم ان الكثير من هؤلاء المتغطرسين لم يكلفوا انفسهم قراءة قصيدة شعبية او كتاب يبحث في ماهية الادب والشعر الشعبيين ليكتشفوا بانفسهم جماليات الفن والادب الشعبي الذي يمتلك نبرة خاصة ونكهة لايجيد الوصول اليها الا المبدعون الكبار.



#كاظم_غيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاء القبض إعله الدمعه!
- احذروا التوقيع !
- الجحيم المقدس ..رواية جسدت وحشية الفاشية وتضحيات الكرد الفيل ...
- أزمة المعرفة
- محمد الغريب.. ضمير جيل
- سياحة في بقايا قصر الطاغية
- عواد ناصر: ادعو الى اطلاق مبادرة تتعلق بتأسيس (ثقافة الاعتذا ...
- النزعة العدوانية التي خلقتها الاغاني التعبوية
- مازن لطيف علي: ظاهرة المهرجانات تعيد إلى أذهاننا الصورة المو ...
- من يعتذر لمدينة الأسماء الأربعة ؟
- إذا لم تعتذر
- علي حسن الفواز: النقد الأدبي لايمكن ان يتعاطى مع نصوص عابرة ...
- الفنان الملتزم والسلطة الواعية
- يوسف المحمداوي .. مشكلة مجلس النواب
- ألشمس أبقى من قطيع الغيوم ..قراءة في قصيدة السبعينات ج4
- تحت كرسي السياسة
- المناضلة الشيوعية سميرة مزعل تدلى بجرأة افادتها امام محكمة ا ...
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج3
- علي الشباني...موهبة المغامره ومغامرة الموهبه
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج2


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - كاظم غيلان - احمد خلف: الشعر الشعبي مبتلى بالمتطفلين عليه