أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعيد ابوطالب - مصر إناء يغلى على النار














المزيد.....

مصر إناء يغلى على النار


سعيد ابوطالب

الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 10:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مصر إناء يغلى فمن يطفئ النار؟
مصر الآن تبدو كإناء يغلى، يحتاج إلى من يطفئ النار، أو على الأقل يرفع الغطاء ليعطى ما بداخل الإناء إتساعا يسمح بتفادى الإنفجار.
نعم نحتاج لمن يرفع الغطاء وينصت للأنين المتصاعد متخليا عن سلوك النعامة التى تدفن رأسها فى الرمال،وسلوك السلحفاة التى تنكمش داخل غلافها السميك.
سلوك النعامة يدعى أنه لا تمييز دينى ولا يحزنون،وعلى المسيحيين أن يحمدوا الله على ماهم فيه ويتوقفوا عن الشكوى،أليسوا أفضل من الأرمن الذين أبادتهم تركيا؟،أليس بقاؤهم فى البلد الإسلامى أفضل من إلقائهم خارج مصر؟.
وعزلة السلحفاة ترسخ إنغلاقا وبعدا عن المشاكل،و إن أخفت قناعات النقاء العنصرى للمسيحيين المصريين والإحتلال الإسلامى لمصر المستدعى قسرا من باطن التاريخ،والرغبة فى إلقاء المسلمين الى بطون الجزيرة العربية من حيث أتوا.
ونحن لاننكر بل نؤكد على وجود التمييز الدينى فى مصر الذى قد يصل احيانا الى حد الاضطهاد،ولا ننكر تجبر الاغلبية الدينية،بل نرصد أيضا روافده المتمثلة فى رغبة الدولة أولا ،رغم الطنطنة بالمواطنة، وإستدعاء الجمهور لتراث دينى وإجتماعى لايعرف قبول الآخر بتغذية من نخبة لم تر إلا نصف الكوب وتجاهلت النصف الآخر الذى إحترم كل الأديان السماوية، وتمييز نابع من فصائل سياسية تستخدمه كنوع من الإنتهازية لتزغزغ مشاعر جمهور متعطش لتمايز دينى.
ولا ننكر أيضا رد الفعل القاصر أحيانا والمتمثل فى الاصرار على الانعزال خلف غطاء السلحفاة السميك.
قد يؤدى الانعزال وادعاء النقاء العرقى على اساس ان كل المسلمين عرب محتلون،الى زيادة تجبر الاغلبية ، او الإستعانة بقوى دولية،تحدث توازنا قسريا يؤدى فى النهاية الى تفكك مصر.
ان دعوات مثل حمل السلاح للدفاع عن النفس التى يدعو اليها بعض الشباب المصرى او استدعاء بوش للدفاع عن أقلية مضطهدة او مطالبة البابا بالقيام بدور سياسى بدلا من التوجه بالشكوى الى رئيس الجمهورية او مجلس الشعب،هذه الدعوات هى سكب البنزين على النار.
هذه الدعوات ماهى الا احياء للمعلم يعقوب المثير للجدل و الذى ارتبط بتأييد الاحتلال الفرنسى لمصر،وخرج الى فرنسا مع قوات الفرنسيين المهزومة دون رجعة ،رغم إدعاء لويس عوض وصبحى وحيدة أنه بطل الإستقلال القومى الأول، ولكن رآه الجبرتى خائنا مثله مثل مراد بك.
دعونا نقتبس صورة من التاريخ القريب-مع الفارق- وهى صورة اليهود فى العقل الغربى.
ظلت الصورة السائدة لليهودى فى العقل الغربى هى صورته فى "تاجر البندقية"لويليم شكسبير،واستمرت حتى بعد الحرب العالمية الثانية رغم ماصاحبها من مجازر ضد كل ماهو يهودى.
وساعد على استمرار هذه الصورة:
1- اصرار اليهود على انهم جنس واحد له صفات تميزه عن باقى الاجناس.
2- الانغلاق الشديد وعدم الاندماج فى المجتمعات التى يعيشون فيها.
هذا دون التقليل من اثر قهر هذه المجتمعات لهم وتجبرها عليهم.
لم تتغير هذه النظرة لليهودى الا بعد إرادة سياسية رسخت المدنية وقبول الآخر والحريات الواسعة للمواطنين ،و ظهور مفكرين يهود ارتبطوا بالفكر اليسارى والاستنارة داخل المجتمع الاوروبى والامريكى واصبح ممكنا الا تستطيع تمييز ديانته من خطابه بل صار مدافعا عن مبادىء تهم الانسانية بشكلها العام او مجتمعه كله وليس فئة معينة او طائفة محددة،وانفك الجيتو بشكله القمىء.
من الدولة كان الدور الحاسم ولم تستطع الاغلبية عرقلة هذا الإتجاه بل إستجابت له وكذلك الأقلية.
لم يمر هذا الاندماج او التحول الفكرى داخل اليهود بطريقة سلسة بل تراوح بين التراجعات والنجاحات لامد طويل.
ارتباط المسيحيين كافراد بجماعات الاستنارة التى تدافع عن المضطهدين المصريين دون النظر للدين او اللون او الجنس هو اكبر حماية لهم،من يجرؤ على ايذاء جورج اسحق على اساس دينه؟.
من ينسى دور المطران كابوتشى فى مقاومة الاحتلال الصهيونى؟.
هل نستطيع أن نطفئ النار؟ أم نرفع الغطاء؟ مدوا أياديكم إلينا لنقيم وطنا بلا تمييز دينى ،دولة مدنية لا تقيم أفرادها على أساس الدين. م:سعيد ابوطالب





#سعيد_ابوطالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة السيدة العجوز
- الطبقة الوسطى بين التهميش والهجرة
- تمزيق سترة قديمة
- مصر بين الوحدة الوطنية والفتن الطائفية
- الاقباط بين الاندماج والجيتو
- السيد النبى


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعيد ابوطالب - مصر إناء يغلى على النار