أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - اكرم سالم - في التنظيم الاداري المقارن















المزيد.....

في التنظيم الاداري المقارن


اكرم سالم
(Akram Salim Hasan Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 10:43
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الوحدة التنظيمية الرئيسية للادارة هي الدائرة او الوزارة . ويذكر برايان تشابمان خمسة مجالات اساسية لعمل الحكومة هي الشؤون الخارجية ، وتحقيق العدالة ، والمالية ، والدفاع او الحرب ، والشؤون الداخلية . وتولت ادارة هذه الشؤون في اوروبا الوزارات الرئيسية التي يعود تاريخها الى النظام الروماني في الادارة . ومع تطور الخدمات والمسؤوليات الحكومية فقد ظهرت عدة وزارات كانت تعتبر من ضمن فئة الشؤون الداخلية ، الامر الذي اضاف وزارات جديدة في حقول مثل التربية والزراعة والمواصلات والتجارة ، وحديثا الضمان الاجتماعي والصحة .
ان اتساع النشاطات الحكومية في كل بلد سيؤثر حتما على عدد الوزارات المركزية واهدافها . ويتراوح عدد الوزارات المركزية عادة بين 12 – 30 وزارة حسب درجة تفصيل البلد المعين للوحدات المتخصصة ، وعلى مدى نشاطات البرامج الحكومية . ففي سويسرا نجد فقط سبع دوائر حكومية رئيسية مما يعكس حصر مجال التدخل الحكومي فيها ، والترتيبات الكونفدرالية الدستورية التي تؤكد على استقلالية الولايات الاعضاء في الاتحاد .
اما الرقم الاكثر وجودا فهو 12 وزارة ، مثل الولايات المتحدة الامريكية واليابان وتركيا وهولندا والبرتغال . والمجموعة الاخرى فيها عشرون وزارة وتشمل اندونيسيا وجنوب افريقيا وكوريا الجنوبية والمغرب وكندا واليونان وبورما ... وايران و( اسرائيل ) والفيليبين .. اما الدول التي فيها عدد اكبر من الوزارات التي تشهد تقلبات في العدد فهي الدول ذات الحكومات البرلمانية مثل ايطاليا وبريطانيا والدول الاعضاء حاليا او سابقا في الكومنولث البريطاني والصين وبولندا . والتفسير بالنسبة للمجموعة الاولى هو سهولة عمل التغيرا ت بواسطة هيئة الوزارة في بعض النظم البرلمانية . اما بالنسبة للمجموعة الثانية فهو امتداد المسؤولية المباشرة للدولة عن المؤسسات الصناعية والاقتصادية في الدولة .
ومن المحتمل ان يكون للملامح التنظيمية اثر كبير على البيروقراطية فقد ظهر في كثير من الدول اجهزة ادارية لايمكن ادراجها ضمن النظام الوزاري وهذه تكون اجهزة انفكت من الوزارات الرئيسية وهي وان كانت في طريقها لان تصبح وزارات .
واكثر اشكال التنظيم التدريجي انتشارا في السنوات الاخيرة هو نمط الشركة الحكومية او المؤسسة العامة التي اصبحت ذات شعبية في كثير من الدول التي تختلف فيها ادوار الحكومة في الاقتصاد . ان للاستقلالية التي تمنح لهذه الشركات العامة فيما يتعلق بالتوظيف والنواحي الاخرى اثارا كبيرة ليس فقط على الجزء البيروقراطي في هذه الشركات ، ولكن على بقية جهاز الخدمة العامة ايضا .
ويمكن فهم البيروقراطيات والمؤسسات الادارية والسياسية بشكل اكبر اذا استطعنا التعرف الى الظروف المحيطة بها ، والتأثيرات والقوى التي تشكلها وتغيرها . ويمكن تشبيه البيئة البيروقراطية بسلسلة من الحلقات ذات المركز الواحد حيث تمثل البيروقراطية فيها المركز وتكون اصغر حلقة فيها كثر التأثيرات حسما بينما تمثل الدوائر الكبرى نظاما تنازليا للاهمية .
ويتطلب التحليل المقارن تصنيفا مبدئيا للدول التي تعمل فيها البيروقراطيات وتحديد العوامل البيئية التي تعتبر اكثر اهمية . والتصنيف الاول هو الذي يفرق بين مجتمعات متطورة متقدمة ومجتمعات نامية مشيرة الى مجموعة من الخصائص ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية تقترن بالتنمية ، ومغايرة لتلك التي تتعلق بالتخلف او الطور الجزئي .
والتصنيف الثاني يعتمد على تصنيف الانظمة السياسية مستعملا التقسيمات التي اقترحها طلاب السياسة المقارنة التي تفرق بين الانظمة السياسية في الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء ، وتشمل العوامل البيئية ذات الاثار والنتائج المباشرة على البيروقراطيات .
وفي رأي تالكوت بارسونز الذي يستعمل المنهج الهيكلي الوظيفي لدراسة النظم الاجتماعية فالمجتمعات التقليدية الاقل تقدما تكون في الغالب ذات خصائص تقليدية ، ويتحدد المركز الاجتماعي للفرد فيها بعوامل وراثية تتعلق بالنسب اكثر منها بأسس الانجاز ، وتعتمد اسسا غير موضوعية لعمل القرارات الاجتماعية اكثر من الاسس ، والقواعد الموضوعية وتؤدي التنظيمات الاجتماعية فيها عدد كبير من الوظائف . اما المجتمعات العصرية المتطورة فهي على عكس ذلك تحتكم لأسس الانجاز والاسس الموضوعية ، وتقوم التنظيميات الاجتماعية فيها بوظائف محددة كل في مجال محدد . اما مصطلح الدول النامية فانه يشير الى الدول التي تمر في مرحلة التحول الاجتماعي ، وهو مصطلح مفضل على الصفات الاخرى ، المتخلفة ، الفقيرة ، غير المتطورة ، قليلة النمو ، والحديثة ، والانتقالية .
واشار كثيرون الى حتمية استعمال النماذج للدراسة المنظمة لأي موضوع ، وتكمن المشكلة في اختيار النموذج الذي يمثل الحقيقة ، وهو شيء صعب لان النموذج هو تقريب وليس مرآة للواقع . وينطبق النموذج الكلاسيكي الذي أتى به فيبر على دول اوروبا الغربية والدول المتطورة ، اما اكثر النماذج ملاءمة للدول النامية فهو النموذج الذي وضعه رجز ، وهو النموذج المنشوري للمجتمعات الانتقالية ، وهو ( نظام الصالة ) الذي يمثل جزء من النظام الاداري .
النموذج الكلاسيكي :
ولايجسد النموذج الكلاسيكي للبيروقراطية الخصائص الهيكلية التي افترض انها تميز البيروقراطية كنمط في التنظيم كالتسلسل الرئاسي والتخصص الوظيفي ، والتركيز على المؤهلات فقط ، ولكنه ايضا يحدد شبكة من الخصائص والسلوكية للبيروقراطية . والفرضية الاساسية التي يعتمد عليها نموذج البيروقراطي هي ان نمط السلطة الذي يضفي الشرعية على النظام هو النمط العقلاني القانوني ، اكثر من النمط التقليدي او الكاريزمي ، وان الوسائل العقلانية هي التي ستستخدم في البيروقراطية لتلزمها بأوامر السلطة الشرعية .
النموذج المنشوري :
وهذا النموذج كما قدمه رجز هو من النوع الافتراضي مثله مثل النموذج المتخصص والمتعدد الوظائف ويقصد به تمثيل وضع وسيط بين النموذجين لأنه يدمج خصائص التعدد في الوظائف مع خصائص التخصص ويشير الى نظام اجتماعي شبه متخصص يقع في منتصف الطريق بين المجتمع غير المتخصص وبين مجتمع متخصص جدا ، ورغم ان هذه الخصائص مشتقة بشكل استنتاجي وافتراضي الا ان ذلك لايمنع وجود مجتمعات تتميز بخصائص مشابهة لخصائص هذا النموذج . ومنطقيا فانه لايمكن ان تكون هنالك مجتمعات غير متخصصة مطلقا ولا متخصصة تماما ، وانما هي مجتمعات منشورية بمعنى انها تقع في وضع وسيط .
التراث الاداري للانظمة السياسية :
يشير تشابمان الى اربعة اركان ادارية لاتزال تعتبر حتى الان جزء من الأدب الاداري في المجالات العسكرية والمالية والقضائية وشؤون الشركة وهي :
1. الشعب مصدر السلطات .
2. التميز بين الممتلكات الشخصية لرئيس الدولة والممتلكات العامة .
3. التسلسل الرئاسي والاداري .
4. تقسيم العمل .
ظهور الانظمة الملكية المطلقة في اوربا :
تم التحول من الانماط السياسية في العصور الوسطى الى الانظمة القومية الملكية بشكل تدريجي في مختلف الأماكن والازمنة . ويمكن حصر التحولات في :
1. حصر السيادة بيد الملك .
2. توافر الموارد لدعم الملكية .
3. تبني الميركانتيلية كسياسة رسمية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية .
4. توسع وتركيز الادارة الحكومية .
ظهور الدولة الأمة :
اظهرت الثورة الفرنسية ومجيء نابليون للسلطة تغيرات هائلة في طبيعة الدول وفي عمل الادارة فظهر اوائل القرن التاسع عشر مفهوم الدولة القومية ، بأعتباره النظام السياسي الرئيسي وظهرت البيروقراطية العامة الحديثة كأداة للقيام بالأعمال الحكومية في هذه الدولة ، وساعدت الثورة الفرنسية على تغيير الصفة الشخصية للدولة ، فلم تعد الدولة وقفا تقليديا للملك بل اصبحت ملكا للأمة .
وتتصف هذه البيروقراطية بالخصائص التالية :
1. حقوق وواجبات محددة في تعليمات مكتوبة .
2. علاقات السلطة بين الوظائف محددة بشكل منظم .
3. التعيين والترقية على اساس الاتفاق التعاقدي .
4. ضرورة التدريب الفنى كشرط رسمي للاستخدام .
5. رواتب نقدية ثابتة .
6. الفصل بين الوظيفة وشاغلها .
7. كون الوظيفة الادارية عملا دائما للفرد .
ويعتبر توفير هذه الخصائص نمطا عاما في انظمة الخدمة العامة في الدول والامم الاوربية الغربية .
الخصائص الادارية والسياسية المشتركة في الدول المتقدمة :
1. التنظيم الحكومي فيها على درجة كبيرة من التخصص ،وان توزيع الوظائف السياسية يتحدد وفقا لمعايير الانجاز الموضوعية ، والكفاءة .
2. يعتمد اتخاذ القرار السياسي على اجراءات عقلانية وعلمانية وليس على السلطة التقليدية .
3. ضخامة واتساع حجم النشاطات السياسية والادارية في كافة مجالات الحياة الاجتماعية .
4. وجود علاقة قوية بين السلطة السياسية والشرعية ، تقوم على تعاون المواطنين والقادة السياسيين بشكل شامل فعال .
5. هنالك تفاعل واهتمام شعبي واسع بالنظام السياسي ، ولكن هذا لايعني بالضرورة وجود مشاركة فعالة من كل مواطن بشكل شامل في اتخاذ القرارات السياسية .
على مستوى البيروقراطيات في هذه الدول تتمتع هي الاخرى بالخصائص التالية :
1. وجود اجهزة الخدمة المدنية على درجة كبيرة من الضخامة والتطور والأهمية .
2. جهاز البيروقراطية على درجة كبيرة من التخصص ويحتاج الى كوادر بشرية مهنية وفنية .
3. تتتحلى البيروقراطية بمواصفات مهنية تتمثل في اعتبار الخدمة العامة مهنة .
4. يتحدد دور البيروقراطية في العملية السياسية في هذه الدول بوضوح وذلك للاستقرار والنضوج النسبي الذي يتصف به النظام السياسي .
5. تخضع البيروقراطية لرقابة سياسية فعالة تمارسها مؤسسات سياسية محددة ، ويرجع ذلك للاتجاه التخصصي للبيروقراطية .

ــــــــــــــــــــــــــــــ
( للمزيد من التفاصيل الرجوع الى كتاب :

فيرل هيدي ، ترجمة واعداد الدكتور محمد قاسم القريوتي " الادارة المقارنة الحديثة " دار المستقبل للنشر والتوزيع ، عمان 1989 )



#اكرم_سالم (هاشتاغ)       Akram_Salim_Hasan_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الادارة والحكم المحلي
- العلاقة بين الحكومة المركزية والادارات المحلية
- مدخل - عين الطير - للمهام الاستراتيجية الخمسة
- الأداء ومدلولاته في المنظمة المعاصرة
- المنظمات المتعلمة - منظمات التعلم قاعدة الأبتكار والخبرة
- مداخل التطوير الاداري ومظاهره في الدول النامية
- الاعلام من منظور اداري تنموي
- الاعلام المستقل وفق منظور اداري اقتصادي
- حقائق ومعايير عن الادارة المحلية او الحكم المحلي
- في اشكالية التفكير التحليلي
- الارض امرأة
- الرسالة الاستراتيجية strategic mission دليل للعمل بأتجاه الم ...
- الرؤية الاستراتيجية Strategic Vision .. هل هي ضرورة ام ترف ؟
- التفكير الاستراتيجي وآفاق المستقبل البعيد
- التنفيذ الاستراتيجي والانظمة المعلوماتية الساندة
- حول التوجه لأستصدار قانون للنفط والغاز في العراق
- تساؤلات مشروعة حول تفكك الاتحاد السوفييتي
- التنفيذ والصياغة الاستراتيجية وجهان لعملة واحدة
- التنظيمات البيروقراطية في عصر الثورة المعلوماتية والتقنية
- خصائص النظم الادارية في الدول المتقدمة


المزيد.....




- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
- للمرة الثانية في يوم واحد.. -البيتكوين- تواصل صعودها وتسجل م ...
- مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - اكرم سالم - في التنظيم الاداري المقارن