أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل داود - توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري-القسم الرابع














المزيد.....


توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري-القسم الرابع


كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)


الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد إن تنفس العراقيون الصعداء و تطلعوا إلى عهد جديد يكون فيه العراق دولة عصرية حديثة تحتل مرتبة مرموقة بين الدول التي كانت نامية وأصبحت نمورا و(اسودا) وإذا بنا نفاجئ بالمرتبة الثالثة ولكن من آخر الطابور وأي طابور ؟ طابور( بنات آوى ) في الفساد الإداري وحسب منظمة الشفافية الدولية التي تراقب الفساد الإداري في قائمة تضمنت (163) دولة لم يقف خلفنا في ذلك الطابور المهين إلاّ هايتي ودولة أخرى اسمها ميانمار ( بورما ).
لقد امتصت هذه الظاهرة كلما في نسغ المشروع الديمقراطي من عصارة الحياة وأفرزت الآثار المدمرة لتفشي الدمار الذي طال كل مقومات الحياة الاقتصادية والاجتماعية ، فأهدرت الأموال والثروات الوطنية المعول عليها في بناء العراق وإعادة أعماره وأضاعت الجهود وعطلت الطاقات وتعرقل إنجاز الخدمات وتأزم الوضع الأمني إلى المستوى الذي يديم الفساد الإداري فقد كشفت الأحداث المتلاحقة ذلك الترابط بين الفساد الإداري والإرهاب وأنهما صنوان لا يمكن القضاء عليهما إلا بحزمة من الحلول المشتركة تتناولهما معا وبدون رحمة .
وهنا تبرز الحاجة إلى إيقاظ الأنساق القيمية البناءة وتحديد تلك التي تساهم باستفحال المرض وتفشي العدوى ولا حياء من الاعتراف بان تراثنا الشعبي كان وسطا حاملا لتلك العدوى وان الأمثال الشعبية العراقية تضم بين طياتها الكثير من ذلك ، لأن دراستها وتحليلها ممكن أن تدلنا على طريقة تفكير شعبنا فهي جزءا مهما من الذاكرة الشعبية و من أكثر الطرق التي يستخدمها الناس للتعبير عن وجهة نظرهم بصورة مركزة وإنها قد صُبّت في قالب محكم البناء قوامه الإيجاز والظرف والفكاهة والسخرية اللاذعة وتلك بحق مدعاة لانتشار المثل وذيوعه وتأثيره في توجيه سلوك سامعيه وقد أوجز ذلك الماوردي (ت450هـ) في كتابه أدب الدين والدنيا فيقول :"للأمثال من الكلام موقع الإسماع، والتأثير في القلوب، فلا يكاد المرسل يبلغ مبلغها، ولا يؤثر تأثيرها، لأن المعاني بها لائحة، والشواهد بها واضحة، والنفوس بها وامقة، والقلوب بها واثقة، والعقول لها موافقة، فلذلك ضرب الله الأمثال في كتابه العزيز وجعلها من دلائل رسله، وأوضح بها الحجة على خلقه، لأنها في العقول معقولة، وفي القلوب مقبولة."
فأغلب الأمثال لها حكاية من الواقع اختزلت بها نمط من حياة معينة وانعكاس لتجربة خاصة جرت لمن ضُرب به المثل والذي قد يكون إنسان من عامة الناس أطلق كلامه بتفكير مطابق للواقع بشكل ملفت أو من مفكر أطلق المثل بعد تأمل وتفكير عميقين وفي كلتا الحالتين لا بد للأمثال إن تحمل عنصر التطابق والتماثل على الآخرين وان تكون (مفصلة ) على مقاس مجتمعاتهم وقيمها التي ترسخت بحكم عوامل متعددة وتحولت إلى أدوات للسباحة ضد تيار الحضارة والدولة المدنية تظهر عندما يلوّح بها الأفراد من خلال سلوكهم اليومي والذي بأغلبه صنيعة للموروث الثقافي الشعبي ومنه الأمثال الشعبية التي تنوعت في تهيئة (المدد) الفوري لمختلف ضروب الفساد سواء للتبرير أو المحاججة، وقد نقبّت هذه الورقة في أكثر من عشرة آلاف مثل شعبي لتجد أن الكثير منها يتضمن التشجيع على تعاطي الفساد الإداري بكافة أشكاله والتي يمكن تبويبها وفق تلك الأشكال :

1-الرشوة
يتربع سلوك الرشوة على أعلى درجات سلم الإمراض الاجتماعية للمال فمن خلاله يتاجر الفرد بمركزه العام او الوظيفي وبذلك يعتدي على القيم الاجتماعية وينتهكها بسلوكية شاذة ومنحرفة والرشوة سلوك مكتسب له أسباب اقتصادية ونفسية واجتماعي والخطر في الرشوة عندما تتحول إلى تشويه للوعي القيمي وقد وجدنا الكثير من الأمثال الشعبية التي تغري بالرشوة وتبرر تعاطيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة :(البراطيل تروج الأباطيل ) او ( البرطيل يسهل الحاجات) والبرطيل هو الرشوة ، أو يستعمل المثل ( إدْهِِن السير وهو لين ) والسير هو الحزام الذي يستخدم لنقل الحركة بين العجلات ، وفيه دعوة صريحة للارتشاء، أما الأمثال (رزق البزازين على المعثرات ) و (كلمن يجيب نقش عوافي)و ( جان قضيتها بحنيني ) و(لا تسويها بيضة الديج )و(ما يرد الكريم الا البخيل)و (الحجي ما يخش بالخرج) فيها تلميح واضح لطلب الرشوة ، والخطر في ذلك امتطاء الأمثال ذات المداليل الدينية (للضرورة أحكام )و(رزق ناس على ناس والكل على الله) و(رزق الناس بيد الله مو بيد الناس)و(رزق واحد ما ياكله واحد)و((إجت وجابها الله) ترينا هذه الأمثال إمكانية المرتشي على قلب اتجاه المثل بما يناسب مآربه والإيحاء بان الرشوة ما هي إلاّ رزق مقدر من السماء ولا راد لهذا الأمر .

2- - تبادل المصالح الخاصة
من أساليب الفساد الإداري أن يتبادل الموظفون الكبار فيما بينهم شتى المنافع الشخصية ، فيقدم احدهم منفعة مقابل منفعة من ا لآخر وهذه يجسدها المثل (حكلي واحكلك) وهو مأخوذ من المثل العربي الفصيح (اضئ لي اقدح لك) وهذا الاقتباس يرد كثيرا في الامثال الشعبية كما تطرق البحث إلى ذلك في موضع سابق، ويشبه ذلك المثل القائل (شيلني واشيلك) وهو معروف في بلدان عربية أخرى .
3 - الوساطة والمحسوبية
الواسطة من القيم الاجتماعية ذات المنشأ لبدوي الموروث ونتاج لطبيعة العلاقات التي تنشأ بين أفراد المجتمع، وهي وجاهة لأصحاب النفوذ ودليل على مكانتهم الاجتماعية. والواسطة ترتبط بالشفاعة وقد تكون في مساعدة شخص ما في الحصول على حقه من المماطلة والتسويف أو إعفائه من التزام لا يجب الوفاء به، بدون ان يلحق الضرر بالآخرين، او تهدف إلى الحصول على حق غير مشروع أو رفع الواجب عن شخص ومن امثال الواسطة (خالتي وبت خالتي وللغريبة فضالتي) او(الخال وابن الخالة والغريب عل الفضاله) أو (مركتنا على زياكنا ) وهو كذلك اقتباس من المثل الفصيح (سمنكم أريق في أديمكم) أما إذا كانت الوساطة (للنسيب) فذلك شأن آخر(خش ويّه نسابتك بالرضا لا يخرب عليك الشغل)
(يليه القسم الخامس)



#كامل_داود (هاشتاغ)       رويَ_اêيçï_المïèçل_ئ_الكêçè_في_الïيوçنيé#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري/ القسم الثالث/أثنوغرافي ...
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري 1-2
- هل إن القوى الديمقراطية هي البديل الموضوعي؟
- غريبان على الخليج
- عرقوب وعيار الملح
- الفرهود .. مقاربة تاريخية لسايكولوجيا المفرهدين
- الفرهود .. مقاربة تاريخية لسايكولوجيا المفرهدين (القسم الاول ...
- قيامة كزار حنتوش
- المجتمع المدني في العراق الجذور وافاق المستقبل
- عبد الكريم قاسم....... مشروع رجل دولة


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل داود - توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري-القسم الرابع