أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - التجاور الشعري /نجاة عبدالله انموذجا














المزيد.....

التجاور الشعري /نجاة عبدالله انموذجا


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 05:54
المحور: الادب والفن
    



الشعر بث متبادل وحوار والشاعرة نجاة عبدالله تفترض الحوار وتتفارق مع أشياء المحيط تارة تؤنسنها وتارة تتركها على طبيعتها تلتصق بأخرى مغايرة ، مكونة صورا شعرية منحوتة نحتا جديدا تتوازى مع إرهاصاتها في تشكيل رؤية خاصة بها ، بحيث تكون أشياء المحيط هي حالاتها النفسية بتحويلها من المرئي إلى غير المرئي أو من المعلوم إلى المجهول ومن المحسوس إلى المجرد وهذا تجوال أفقي تتحول فيه الشاعرة إلى أعماقها ضمن دوال العلاقات وتشابكها لأجل الوصول إلى ما تبغيه الشاعرة ..
(الله
يا هذا المساء
وأنت تضحك
من تفاحتين
وفنجان قهوة
وسرير من تراب)
المساء يضحك ، والسرير من تراب مفارقة بين هذا وذاك ثم تقول :
(تتهشم
نوافذ الخريف)
(وكلب
يحرس أحزاننا )
هذا تجاور في الكلمات خلق صورا شعرية تمتد أفقيا مع إرهاصات الشاعرة وتستمر حالة تجاور الكلمات ..
(كنا نفترق
على ضوء شمعة
ونلتقي على انفجار قبلة)
عبارة (وكنا نفترق على ضوء شمعة ) لا تحمل أي مفارقة ، لكن تجاورها مع عبارة (ونلتقي على انفجار قبلة) رفعت العبارتين إلى مصاف العبارات الشعرية بما يسمى السهل الممتنع ، ثم تقول :
( إلي
بمبضع القاتل)
عبارة سياق لكن تردفها (بقاتل الأزهار ) وهنا حملت حالة إدهاش للمتلقي وأضاءت الحال أكثر حينما قالت :
(لشدة شحوبي
أراني وهو يزرع غيرها)
وبذلك تحولت من الأفقي (أشياء المحيط) إلى العمودي (أشياء النفس الباطنة) ، ثم تقول:
(نامي أيتها الطريدة
لنكتحل)
بماذا؟؟ (بطين سرورنا
صوب الصحوة)
هذا التشابك في العلاقات بين الأشياء افتراضيا ، جعلنا في إغراء مستمر للغوص في أعماق ما تطرحه الشاعرة وهي تحاكي الأشياء لتقترب تدريجيا من مساحات وعي الشعر، وقد تبدأ عملية التصريح تقول:
(يقفز الحزن
من وجهي
مثل خنازير عطشى
وأسرع إليك
بأصابع بيض
لا تجيد التثاؤب
خارج
طوق اليدين)
ربطت قفز الحزن الغير مرئي مع الخنازير أشياء الطبيعة المرئية بإعطاء الخنازير مفارقة العطش بينما هي تعيش وسط الاهوار ثم أسرعت له(بأصابع بيض) سياق طبيعي أنارته بمفارقة عبارة (لا تجيد التثاؤب) وهذا نسق بنحت جديد يجعل المتلقي يبحث ما وراء هذه الصورة ثم تقول:(مادمت شجرة) نسق مغاير يبرر الدخول إلى الأعماق وهو خط عمودي تقاطعه بآخر أفقي بقولها:
(أيتها الأغصان
لِمَ
تحملين الحصى
وتثمرين)
وتستمر الشاعرة بحالة المجاورة المتوترة بحالة التقاطع بين الأفقي والعمودي ، لتقدم لوحة من الشعر فيها الكثير من الخطوط الوهمية والألوان المرئية وغير المرئية وهذا يعكس قلق المبدعة نجاة في افتراض حياة تتكامل في اللاوعي غير أنها تصطدم بمساحات الوعي مما تزداد حالة القلق لدى الشاعرة التي كانت منهمكة طوال مسيرتها في ديوان(مناجم الأرق) في التقاط حالات المجاورة المفارقة بين أشياء المحيط لتغاير بينها وبين حالة توتر تضطرها أحيانا إلى انسنة الأشياء كي تقترب أكثر نازحة من الخط الأفقي المفترض في مسيرة الصورة لتقاطع الخط العمودي وهو التوغل في ذات الشاعرة وهواجسها تقول:
(كنت اظهر في التلفاز)
يعني مسرح الحياة وهو حديث افتراضي عن الذات
(قطة بأصابع عنقاء
صفعت الضوء)
خط أفقي بينهما حدث هو التقاطع والظلال لان هناك (... أول عرض للأحزان) ثم أحب ، احلم على طريقة القطط والفراشات (وتلك صدفة ) لأني(سرا
احبك
وعلنا
امسك معولا
وانهال خضرة على الأشجار)
أعلنت الحب وأعلنت ألامساك بمعول ولكن بالنتيجة كسرت حالة التوقع لدى المتلقي بقولها :(وانهال خضرة على الأشجار) .
إلى هذه النقطة من المسير نستطيع إن نقول إن نجاة عبدالله أعطت الضوء الأخضر بان هدفها الأسمى من الأرق والغياب هو الحب الذي يجعلها تغدق على الأشجار الخضرة والحياة أي الحضور من هذا يحق لنا ان نتبادل البث والاتصال مع الشاعرة بفم من ذهب لان (الحياة قصيرة) لذا تدعو صنو نفسها بقولها :(اسقني أفراحا
بدل إن تسقني ثعالب)
المقصود بالتواتر المنطقي من خلال رحلة الشاعرة ، هو انه الحياة قصيرة فلا بد من استغلالها لأجل السعادة بشراب الفرح أي أشياء شفافة رائقة بدل الشراب من سواقي المكر والخديعة ، واعتقد هناك فلسفة تقول : الحياة اقصر من إن نقصرها أي الخروج من متناقضاتها بإمساك مفرداتها السعيدة والشاعرة في بحثها تقول: (اشتقت لهذا العزف الغامض) أي عزف الحياة لايفاع المسير لابد إن تكون أوتارا متناغمة مع ذات الإنسان الخيرة التي تشرق وتتهلل سرورا أمام مباهج الحب لتصرح قائلة:
(اسقني ... احبك
بدل أن تشاجر دميتي
على الانتظار)
دخول إلى الأعماق للخروج بحركة ضد الجمود وهنا شدت انفعال التوتر بعلة عدم السكون وسببت ذلك باني احبك فإرادتي إن لا تكون كدمية يزاحمها الجمود إنما أريدك (توزع الورد على النجوم
وتغازل عرين الأسد)
ونجاة عبدالله تريد إنسانها حسب إيقاع اللحظة التي تبحث كتلة من جمال بحيث عطاؤه ورد ودفاعه التغزل بعرين الأسد ..
صورة الورد + صورة الأسد
لغاية واحدة لا يفرط بها لان (الفكرة ... كبيرة) تقف في معترك عجيب .

/ديوان (مناجم الأرق) الشاعرة نجاة عبدالله
رقم الإجازة 677
لسنة 1999



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة الشيدي بين الصورة الشعرية وتماسك النص
- امل جمال والعولمة الشعرية
- فدوى احمد التكموتي بين الحب وانفعالات الشعر
- سعد جاسم ... انفعالات متصوف
- هناء السعيد وفراغلت اللوحة الشعرية
- طفولة آدم من ثقب رصاصة
- وفاء عبدالرزاق طفلة غاضبة
- افراح الكبيسي بحث في خسارات الحب
- لنا عبدالرحمن والبحث في العتمات
- ميادة العاني والنهاية المغايرة
- كولالة نوري سافكر طويلا ...
- وداد بنموسى بين الجذل والحيرة
- سهام جبار وافتراض البحث عن السعادات
- بريهان قمق الى موطن الوجع
- حسين الهلالي ووهج اللون بين الخط والحرف
- باسم فرات الى شعرية النثر الجاد
- ضحى بوترعة
- سمرقند
- رحاب ضاهر وتدريب الذائقة الجمعية
- فيء ناصر ومعادلة هو والوطن


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - التجاور الشعري /نجاة عبدالله انموذجا