ورحو عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:16
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
وكان يطوف من جدي
مع المد
هتاف يملأ الشطآن يا ودياننا ثوري
أيا إرث الجماهير
تشظ الآن واسحق هذه الأغلال
وكالزلزال
تحد النير أو فا سحقه واسحقنا مع النير .
السياب .
سنتعرض لرجال أفذاذ خرجوا من عزلتهم و توجهوا
لمخاطبة عقول الحكام و المحكومين من أجل تأسيس الدولة العادلة و بناء الحرية و تعرضوا للتعذيب و القتل .. إنها تلك النخبة التي كانت دوما مستعدة لكل شيء وظلت شاهدة على عصرها , كاشفة حقائقه , مكابدة الويلات و المحن , و لعله أمر عاشته جميع الأمم و ستظل تقاومه طالما ركنت للجهل و لفظت التعقل .
و لعلك تتذكر الحوادث الشهيرة التي راح ضحيتها مفكرون كبار في تاريخ الفكر الإنساني و لا زالوا ليس لشيء و إنما كما تعلم أمنوا بالعقل و إصطنعوا تصورات جديدة تخالف الفكر القديم و تنسفه..
و نظرا لهشاشته بسبب مخالفته للعلم فمجرد مسائلته و إخضاعه للبحث العلمي كاف لإنهياره..لهذا و خصوصا عندنا يلجأ ذوي اللحى و العمائم إلى التعري من الإ نسانية بالعنف و الإرهاب لحماية الأساطير من التبخر ولاء للجهل ..فعقولهم لا تتحمل سوى حفظ تعاويذ الأجداد حتى و إن ضلوا و أضلوا ..و حمايتها بالحديد و النار تعويضا للعجز العقلي.. لذلك فأنت ترى الشخص يحمل أساطير إيران في اليد اليسرى و السيف في اليمنى ..
و المعضلة الكبرى هي إخضاع التاريخ العربي للنقد و التعرض للتراث بالدراسة الموضوعية في عيون الخلف وارثي السلف , و الناقد الموضوعي يعرض حياته للخطر كما علمنا التاريخ .. و سنناقش هذا في معرض حديثنا عن رواد العقل في تاريخ الإسلام بعد قليل , تلك الأنوار التي إنطفأت بالقتل و التعذيب و الأضطهاد لتترك الجهالة تقود أمة كاملة بالحديد و النار.
و من الخطأ الفاحش الظن أن محاكم التفتيش و سلطة الكهنوت و إرهاب العقلاء لم يعرفها تاريخنا و أن ذلك مرتبط فقط بالباباوات و العصور الوسطى حيث كانت مطاردة المفكرين الأحرار و حيث كان رجال الدين يمنعون كتب الفلاسفة و العلماء ,الذين أرسوا دعائم الحضارة , مسألة معتادة و مشهورة .
أجل ليس صحيحا أن ذلك العصر قد مضى .. بالنسبة لنا على الأقل في الحضارة العربية , فتاريخنا مشوار حافل بالنكبات و المأسي , مشوار إنتصر فيه الجهل و حوصر فيه العقل الحر بسبب التحجر العقلي للحاكم و أغلب المحكومين. و لعله تاريخ يمتد مذ أن طرد القرآن نهائيا من العقول و منذ أن جعلوه ـ وفقا لعلمهم ـ صديقا للرفوف.
و إننا لنعلم أ ن الحضارة الغربية لم تنشأ عن الصدفة .. بل بفضل تراكم النضال بالدم حيث ضحى الناس بأنفسهم ضد الأستعباد بينما تكفل العلم و الفلسفة في تدرج معارفهما بنقض اللاعقل و الإمعان في هدم قداسة الكهنوت و تقسيم ادوار كل مجال فكري..الشيئ الذي أفضى إلى إعادة بناء العلم و المنهج و من ثم الشروع في صياغة مفهوم جديد للإنسان و الدولة و الحكم و الدين.. و تناول النقاش العقلاني التراث الفكري إعتمادا على النقد العلمي للمعرفة فاصطنعوا تصورا جديدا للكون أصبح فيه الأنسان مركز الكون : تخدمه الدولة , يعتني به العلم , يحفظ حقوقه القضاء .. في جو من الحرية .
و عندنا ـ كما تعلم ـ لازال أبو هريرة و ما نطق به بلعومه دينا مقدسا , يحميه ذوي القبعات و اللحى و العمائم متمعين بالصديق الحميم : السيد المحترم : الجهل البشع .
و ينبغي الأعتراف كذلك بأننا أمام خصم ألف التسكع في دروب الإرهاب و الصعلكة , هذا الخصم الكئيب لم يرق له ولو للحظة النقد العلمي لبناه المعرفية المقدسة و إخضاعها للتشريح بفضل التكامل العلمي و المنهج القرآني.
و لن يسعد خصمنا و هو يرى ألهته من صحابة و رجال دين يتساقطون صرعى أمام الدليل القرآني .. ففضحه و كشف زيف إدعاءاته لأمر شاق عليه .. إذ يهتز و يئن .. و ما عساه أن يفعل سوى أن يكتئب.. و سحقا للدعاة الجهل و الدعارة الثقافية.
نعم فالباحث في التاريخ سيجد بذور هذه الأزمة قديمة قدم الأنفجارات الداخلية التي عرفها المجتمع العربي منذ الخلافة الراشدة بسبب الصراع على السلطة و الثروة .. حيث أسسوا للطغيان و التيه و الخلاف , وكان لكل حزب مذهبه الخاص و طرحه الإيديولوجي المغاير لطرحات المذاهب الأخرى .
لقد إعتمدوا على إفراغ القرآن الكريم من حموليته المعرفية الواضحة و من معانيه الجلية و حشوه بمضامين ذات قطيعة إبستمولوجية / معرفية و سياقه , زد على ذلك الحضور القوي لأهل الكتاب و مصادر معرفتهم , و العقل الإيراني و الهندي..و تدخل كل هذا في إنتاج الأحداث والمذاهب..مما أدى بالفرق و الشيع إلى أن تنأى عن الحدود التي رسمها القرآن : سواء في الميتافيزيقا حيث أعلن القرآن و بقوة الفرق بين الله و العالم و الإنسان ,أو عندما تناول نظرية المعرفة و حدد معنى الدليل و مصادر و و سائل المعرفة...أقول أن الأ حزاب (الأسلامية) إبتعدت عن الإسلام و عقلانيته في العقيدة و الشريعة و الحكم و السياسة..فأصبح المجتمع أنذاك ملغوما .. و الأنزياح الفكري لهذه الفرق أدى بدوره إلى إنتاج إنزياح مماثل على الواقع .. و أثير الضجيج و كان ما كان من حروب دامية و رؤى سياسية لم تلد سوى مجتمعات عاقة ستؤطر الخلافات و تغلفها بقوالب نظرية ستظل جاثمة أبد الدهر , و كانوا في ذلك أوفياء للنعرات القبلية.. و لم يصدروا قط عن القرآن الكريم إلا فيما ندر.
و إطمأن الشيطان على تعاليمه كما إطمأنوا هم في بحور الدماء, و حفلت حياتهم بالأدران و رأوا في تطبيق القرآن ترفا إيمانيا بعدما شاءت لهم الأقدار معاصرة النبي محمد (ص) .
إنهم أعراب نجد من صاغ دواليب الحكم و من كون جبابرة التاريخ و مهدوا السبيل لأبناء البلدان المغزوة لبناء ركام من الخرافة و قليل من العلم , و على أكتافهم ستدفن قيم العدل و الحرية و النظر في عرس لا ينسى إحتفاءا بالإرهاب.
و دئما ـ كما تعلم ـ لازال عندنا نقاش أسفار البخاري الأسطورية و تلميذه مسلم و غيرهم من أحبار الأمة إعتداء يستوجب تطبيق حد الردة .. فالمس بشقشقاتهم أجل خطرا على الدين من إعتدائهم ـ هم و لا أ حد غيرهم ـ على ذات الله العلية و أنبياءه العظام ..عليهم السلام.
و دائما عندنا كانت الدعوة الى القرآن و حده كفرا.. و ما العلم و العقل سوى و ساوس و مهزلة.
لقد كان كل هذا يجري و يحصل على أرض عانقت السماء مرارا ..و ليس ببعيد من البيت الكريم و البلد الآمن و الأرض المطمأنة, وأبوا إلا أن يستبدلوا أصنامهم القديمة من تماثيل و دمى بأصنام جديدة .. مزدرين الذكر الحكيم.
كان يكفيهم أن يلتزموا نهج القرآن و ألا يولوا ظهورهم لأسوة الرسول (ص) و قد إستمعوا إليه و هو يتلوا الوحي طاهرا نقيا و غضا طريا ..و لكنهم إنطلقوا لبناء طرق مضلة حيث عانقوا ثقافة الأجداد و في ضوئها أبحروا في دوامة من الويلات لن تنتهي.
و في خضم هذا برز رواد العقل في تاريخ الإسلام حيث فحصوا الآ اء المتصارعة انذاك في ضوء العقل فاختاروا ما قبلته العقول و إعتمدوا التأويل العقلي لبعض نصوص القرآن الكريم , و هنا لن أتعرض بالتفصيل لدقائقهم لإني أقوم بذلك في بحث خاص لم يكتمل بعد.. و هنا سأقوم فقط بلفت الإنتباه لهذا التيار العقلاني , القديم النشأة في تاريخ الأسلام , الذي لامس بكل شجاعة ذروة العقلانية و إنتهى به الأمر إلى الضمور و الإغتيال.
عرف التاريخ الإسلامي حركة فكرية أسموها بالقدرية لإنكارها القدر الإلهي السالب للإرادة الإنسانية في إتيان افعال العباد, و رأت فيه فكرا هدفه إرضاء البلاط الأموي الذي أسس لفكرة الجبر المطلق في الأفعال و لقي عونا من طرف ما يسمى القراء الشاميون فساهموا في فرض هذه النظرية بالقوة حتى يؤمن الناس بأن ما يفعله بنوا أمية مشيئة و قدر الهي لا مفر منه و إذا وجبت طاعة البلاط و تحمل طغيانه و إغتصابه لحقوق العباد..
و نظرا لفظاعة الأمر فقد برز الفكر العقلاني في مجموعة من الأوائل كمحمد بن الحنفية و الحسن البصري في مرحلة من مراحله , غير أن العنصر الأول في مذهب الأختيار هو معبد الجهني الذي كان تلميذا لأبي ذر الغفاري أحد أعداء الخليفة الثالث و الأمويين في نظريته في المال و التدبير السياسي..و كان لمعبد أثر قوي ضد خصومه الأمويين . و نادى معبد أن لا للظلم و دافع عن نظريته في العدل الإلهي و هي هي عند المعتزلة فيما بعد .
لقد وقف معبد ضد الطغيان الأموي و آمن بالأختيار و مسئولية العبد عن أفعاله و أرق البلاط الأموي في طرحه لمعضلة المال و الكنوز..و لم يقبل ايمانه و لا عقله مشكلة الجبر الإلهي لما ينتج عنها من معضلات منطقية و فلسفية ..فحرض الناس على الخروج على بني أمية مع محمد بن الأشعث في ثورته فإنتهى به الأمر في سجن الحجاج الذي تفنن في تعذيبه.
فلنستمع معا لهذا الحوار الذي دار بين أحد كبار السفاحين العرب و أحد قادة التنوير كما أورده القاضى عبد الجبار في طبقات المعتزلة:
قال الحجاج : يا معبد كيف ترى قسم الله لك ؟ قال: يا حجاج , خل بيني و بين قسم الله , فإن لم يكن لي قسم إلا هذا رضيت به. فقال له : يا معبد أليس قيدك بقضاء الله ؟ قال : يا حجاج : ما رأيت أحدا قيدني غيرك فأطلق قيدي ,فإن أدخله قضاء الله رضيت به. انتهى.
هكذا إذا عاش معبد تحت التعذيب لإنه ناهض إديولوجية الإمويين.
كان يقول امام الملأ : ملوك بني أمية يسفكون دما ء المسلمين و يأخذون أموالهم و يقولون إنما تجري أعمالنا على قدر الله .
فتصدى له الحجاج واعتقله وقتله بعد ان عذبه عذاباً شديدا.و كان ذلك عام 80هـ.
و كذلك كان عمرو المقصوص أحد أبرز القدريين في دمشق , حيث كان معلما لمعاوية الثاني فصب فيه مذهب القدرية حتى أصبح التلميذ قدريا محضا , مقتنعا بالأختيار و حرية الإرادة .
و كان ذالك واضحا لما ولي الخلافة بعد موت يزيد ..و ظل يتعظ بتعاليم عمرو المقصوص الذي قال له لما إستشاره في أمور الحكم :
إما أن تعدل و إما أن تعتزل. فخطب معاوية الثاني قائلا :
إنا بلينا بكم و بليتم بنا ,و إن جدي معاوية نازع الأمر من كان أولى منه و أحق ... لا أحب أن ألقى الله بتبعاتكم , فشأنكم و أمركم ولوه من شأتم...ثم نزل و إعتزل الناس حتى مات بعد أربعين يوما من خلافته فوثب بنوا أمية على عمرو و قالوا : أنت أفسدته و علمته, ثم دفنوه حيا , حتى مات حسبما يروي إبن العبري في مختصر الدول ص 191.
و كذالك كان غيلان الدمشقي :
عاش غيلان الدمشقي تحت نفس الحكم (الأموي) الطاغي حيث نظرية الجبر الإلهي و الاستبداد السياسي و طروحات الشيعة في نظرية الإمام المعصوم و ضغط الإجرام الخارجي ..فقاد غيلان تيارا مناهضا للبلاط الأموي و فقهائه الذين يقضون الوقت في شرعنة الجرائم بتزوير معاني القرآن ..
و كان المجتمع انذاك يحتوي بنية إثنولوجية متعددة المشارب و الأديان و اللغات و كان الضعفاء يرون الحكام و أتباعهم يعيشون حياة البذخ و العيش الرغيد و يرتكبون الطغيان و الفواحش تحت حماية عنوان ضخم مخيف إسمه القدر الإلهي و إذا لا حساب و لا عقاب في الدنيا و الأخرة .
و كان من طبيعة الأشياء أن يثور العقل ضد اللا معقول الديني و المستحيل العقلي و المرفوض الأخلاقي لإبراز أن الأنسان قادر على إتيان أفعاله ـ و أن يجادل عن الأرادة الحرة عقلا و أستدلالا بآي القرآن الكريم لأنه رأى إنهيارا للتكاليف و كرامة الأنسان بإسم القدر.
لقد كان غيلان ـ القلب النابض للأمة ـ من أهم أركان بناة التفكير العقلي في الإسلام و أحد رواده ـ قبل الرجال الأفذاذ : المعتزلة ـ الذين أنقضوا على ترهات بني أمية و فقهاء البلاط نقدا و معارضة , مقاوما فكر الخوارج , و دنس الفقهاء , و هو الرجل الذي إعتمد عليه الخليفة عمر بن عبد العزيز في مشواره الإصلاحي , و هو الرجل الصلد الذي ظل معانقا مبدأه, مدافعا عن حرية الأختيار , مناقشا موضوعات الساحة انذاك بكل شجاعة و إيمان , فهو الذي نادى عاليا امام الملأ : أن الخليفة يجوز أن يكون من غير قريش , و أن اجماع الشعب ـ بلغتنا ـ شرط لتحقق الخلافة فكان بهذا صادرا عن القرآن الكريم مشكلا فكرا أعرق في التقدمية و أحد دعاة الأختلاف و العدل و الحرية..و لنقاء الرجل و طهارته فقد ظل و فيا لقناعاته منتقدا منهج الحكم و الأقتصاد الأمويين حيث أثبت رغم أنفهم محاسبة الكل و جزاؤه طبقا لجنس المعتقد و العمل على إعتبار أن نظام العدل الألهي يختلف عن مفهومنا نحن للعدل و القسط.
و كان يحرض الناس على الثورة و الخروج على أبقار بني أمية الذين إمتصوا أرزاق العباد .. و مصادرنا التاريخية تذكر ر سالة غيلان لعمر بن عبد العزيز , حيث يعظه بعدما لاحظ تخاذله يقول ابن المرتضى في المنية و الأمل :
أبصرت يا عمر وما كدت ونظرت وما كدت, اعلم يا عمر أنك أدركت من الإسلام خلقا باليا ورسما عافيا, فيا ميتا بين الأموات ألا ترى أثرا فتتبع ولاتسمع صوتا فتنتفع. طفا أمر السنة وظهر البدعة, أخيف العالم فلا يتكلم, ولا يعطى الجاهل فيسأل .وربما نجت الأمة بالإمام, فانظر أي الإمامين أنت .فإنه تعالى لا يقول تعالوا إلى النار, إذا لا يتبعه أحد. ولكن الدعاة إلى النار هم الدعاة إلى معاصي الله . فهل وجدت يا عمر حكيما يعيب ما يصنع ,أو يصنع ما يعيب ,أو يعذب على ما قضى, أو يقضي ما يعذب عليه,أم هل وجدت رشيدا يدعوا إلى الهدى,ثم يضل عنه, أم هل وجدت رحيما يكلف العباد فوق طاقتهم, أو يعذبهم على الطاعة ,أم هل وجدت عدلا يحمل الناس على الظلم والتظالم, وهل وجدت صادقا يحمل الناس على الكذب أو التكاذب بينهم كفا ببيان هذا بين وبالعمى عنه عمى.
و لما لا حظ الخليفة عدالة الرجل عرض عليه منصبا في الدولة فأصبح غيلان مسئولا عن بيع الخزائن و رد المظالم .. و تماشيا مع مبادئه فقد أخرج يوما خزائن الأمويين و هو ينادي :تعالوا الى متاع الخونة، تعالوا الى متاح الظلمة، تعالوا الى من خلف رسول الله في أمته بغير سنته وسيرته. ومن يعذرني ممن يزعم ان هؤلاء ائمة هدى وهذا متاعهم والناس يموتون من الجوع !! فسمعه هشام بن عبد الملك الذي سيصبح خليفة و سينتقم منه بقطع رجليه و يديه بعد إعتماده على فتوى شرعية صاغها الأوزاعي ,
هذا الأخير سيطرح أسئلة مغرضة لغيلان حول القدر , أسئلة لم يفهم منها هشام اي معنى ..و عنها ستقطع يدا غيلان و رجلاه , ولم يمنعه ذلك من الكلام و تحريض الناس قائلاً: قاتلهم الله كم من حق أماتوه. وكم من باطل قد أحلوه. وكم من ذليل في دين الله اعزوه ومن عزيز في دين الله اذلوه : يقصد الأمويين ..فقطعوا لسانه و مات
#ورحو_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟